«المسببات في القاموس» كل ما يؤدي إلى نتيجة إيجابية أو سلبية، وهي كلمة تأتي ضمن أحاديث وتصريحات نادرة لأساتذة الطب، والعلماء الباحثين المختصين في الأمراض فتحظى بالقبول، لأنها مدعمة بنتائج، وتجارب علمية معملية. ولفت نظري الشهر الماضي حديث لأستاذ جامعي متخصص في علم الوبائيات، أوضح أن استخدام المبيدات الزراعية من «المسببات» الممكنة لمرض السرطان، وليس أزدحام السكان، مؤكدًا أنه لا يوجد سبب واحد معروف لهذا المرض الخبيث. وتساءلت مع نفسي: ماذا لو هناك مبيدات زراعية يُفرِطُ عمال المزا ع في استخدامها من أجل سرعة جني الثمار والمحاصيل؟. ويكاد السؤال يقترب من الإجابة، حين نشاهد صورًا للخضراوات الورقية، والتباين الكبير في أحجامها وأوراقها بأشكال لم نعهدها من قبل مثل الخس، البصل، الجرجير، البقدونس، الكزبرة وغيرها، الأمر الذي يستدعي في المستقبل وجود معامل متنقلة عند نقاط البيع في أسواق الخضار تمنع بيعها قبل إجراء الفحص السريع عليها، والتأكد من خلوها من أي مواد ضارة بالإنسان والبيئة. وفي مقابل ذلك أخذ الإقبال يتزايد على المنتجات العضوية لاعتمادها على الأسمدة الطبيعية النقية من المبيدات، والمحسنات، والمعدلات الوراثية، وتحظى الزراعة العضوية بدعم وتشجيع وزارة البيئة والمياه والزراعة، مما جعل الكثير من المزارعين يفضلونها للحفاظ على خصوبة التربة، وعدم الإضرار بالبيئة المحيطة. وأتمنى أن تكون التصريحات عن مسببات مرض السرطان وبقية الأمراض، وكل ما يتعلق بالغذاء محصورة في جهات مسؤولة متخصصة، ومنها وزارة الصحة ومراكز الأبحاث وهيئة الغذاء والدواء، وليست منصات التواصل التي تضخ أحاديث على مدار الساعة لمن أطلقوا على أنفسهم صُناع محتوى وخبراء تغذية، وتحذيراتهم الدائمة من اللحوم، ومياه الشرب المعبأة، ورغيف الخبز، والحلويات، وعصائر الفواكه، والسكريات، والنشويات وغيرها، مما أدى إلى رفع حالات القلق والحيرة عند الناس، وهي تحذيرات لا تستند إلى نتائج بحوث علمية قاطعة. وكل المطلوب منهم أن يتوقفوا عن الخوض في صحة الإنسان وطعامه وشرابه، ويتركون المهمة للجهات الرسمية.