العام 2000 كان موعد العداء السعودي هادي صوعان مع الإنجاز في سيدني بعد أن حصل على دفعة معنوية كبيرة بتتويجه بذهبية بطولة آسيا 2000. وكان نصف النهائي نقطة التحول الحقيقية في مشواره من الظل إلى الضوء، متأهلاً للنهائي، فائزاً على بطل العالم الإيطالي موري بزمن وقدره 48.14، محققاً رقماً آسيوياً جديداً، أفضل من رقم تايلور المتأهل من التصفية الثانية. ومع غياب ماتاتي عن النهائي بعد الإخفاق في تصفيته، أضحى صوعان صاحب أفضل رقم في نصف النهائي على الإطلاق. وفي النهائي انطلق من الحارة الرابعة، في حين انطلق تايلور من حارته الأولى الضيقة وبجانبه بطل أوروبا البولندي بافيل يانوشفسكي ثم موري. وجاء جيمس كارتر إلى جانب صوعان، يليه منافس عنيد وبطل قارة سمراء واعد هو ليويلين هربرت من جنوب أفريقيا وصيف بطل العالم في أثينا ثم أسطورة أميركا اللاتينية خلال حقبة التسعينات البرازيلي إيرونيلده دي، وأخيراً مفاجأة التصفيات جوربينكو. تفجر صوعان في بداية السباق ودخل في منافسة ثنائية مبكرة مع كارتر خلال النصف الأول منه، إلا أن الأمتار ال100 الأخيرة شهدت تقدماً طفيفاً لتايلور بالدخول للمركز الخامس، في حين دخل دي أراوجو ضمن دائرة الميداليات ومعه هربرت. الحاجز قبل الأخير كان نقطة التحول الرئيسة لذلك السباق الحماسي، وهي النقطة التي شهدت دخول تايلور ثانياً خلف صوعان، فيما تراجع كارتر. ومع الحاجز الأخير كان تايلور قام بدفعة تعويض جعلته في توازي السعودي خلال الأمتار ال20 الأخيرة، وكان يبدو محتفظاً بالمقدمة، وفي الوقت الذي دخل فيه الاثنان خط النهاية ساد شعور حبس الأنفاس والحيرة في تحديد هوية صاحب الميدالية الذهبية بعد أن حسم هربرت الجنوب أفريقي البرونزية. كان صوعان يغلي لعلمه بأن تايلور عبر الخط بصدره رغم تجاوز السعودي الشاب الخط بقدمه قبل الأميركي. دقيقة واحدة تالية حتى كانت الصيحات في ملعب سيدني الأولمبي تعم المكان بعد إعلان النتيجة على اللوحة بحلول تايلور أولا. رؤية ذلك الصدر لصاحب القميص الأميركي الأزرق وهو تعبر الخط أولاً في الشاشة العملاقة كان مؤلماً بزمن 47.50 بفارق 3 أجزاء من المائة عن صوعان، أقل فارق عرفه سباق 400 متر حواجز رجال على مر العصور بين صاحب المركز الأول ووصيفه. ويصبح صوعان أول سعودي يحقق ميدالية أولمبية.