اقترحت أكاديمية وناشطة في مجال العمل الاجتماعي والتطوعي استبدال مخالفات النظام المروري "ساهر" بأعمال تطوعية يستفيد منها المجتمع، فيما أكدت أخرى أن العمل التطوعي النسوي يواجه عددا من المعوقات منها ما هو مرتبط بالمؤسسات التطوعية، ومنها ما هو مرتبط بالظروف الاجتماعية والفردية. جاء ذلك قبيل انطلاق ندوة "العمل التطوعي" التي نظمتها أخيراً كلية خدمة المجتمع والتعليم المستمر بجامعة أم القرى بالتعاون مع إدارة شؤون التدريب بالأمن العام ممثلة في مدينة تدريب الأمن العام بمنطقة مكةالمكرمة وذلك بقاعة الملك عبدالعزيز التاريخية بالمدينة الجامعية بالعابدية. وفي حديثها إلى "الوطن" على هامش الندوة، دعت الناشطة والأكاديمية الدكتورة لؤلؤة بنت عبدالكريم القويفلي، إلى تبني مقترح التطوع بدلا من الغرامات والعقوبات المرورية المتبعة في نظام مراقبة سرعة المركبات "ساهر"، بحيث يعمل المخالف للأنظمة المرورية لدى الجمعيات التطوعية مدة محددة. وشددت الدكتورة القويفلي، كذلك على أهمية التوسع بإنشاء جمعيات غير ربحية متخصصة مثل: مكافحة السرطان، وحماية المستهلك، والتعليم المستمر، وحماية الحياة الفطرية، ومساعدة المرضى المحتاجين. واكدت الدكتورة القويفلي في بحث بعنوان "التأصيل الشرعي والعملي للعمل التطوعي" على أهمية بناء إستراتيجية لدعم التطوع ونشر ثقافته، والسعي نحو إقامة مشاريع وقفية تعود بالنفع على المشاريع التطوعية، وتوفر استمرارية الدعم المستمر لها، وتوفير حوافز مادية ومعنوية لتشجيع الشباب على المشاركة في هذه النوعية من الأعمال التي تقربهم من مجتمعاتهم، وتصقل شخصياتهم ومواهبهم، وتساعدهم على اكتشاف ذاتهم، ودعم الدولة الرسمي للعمل التطوعي بشكل دائم، ودعم المؤسسات الأهلية ماديا ومعنويا وبشريا وتقديم التسهيلات لها. من جهتها بينت عضوة هيئة التدريس بجامعة الأميرة نورة الدكتورة نجلاء بنت حمد المبارك، في دراسة بعنوان "دور المرأة في العمل التطوعي" أن من معوقات العمل التطوعي بالمملكة ضعف اللوائح والأنظمة الخاصة به، وضعف إدارات المؤسسات التطوعية التي تعاني من عدم خبرة العاملين في إداراتها، وعدم إيضاح الدور المطلوب من المتطوع، مما يؤدي إلى تداخل في المهام وإثقال كاهله بالكثير من الأعمال الفنية والإدارية، إضافة إلى عدم وجود برامج خاصة لتدريب المتطوعين وتأهيلهم قبل تكليفهم بالعمل. وأشارت الدكتورة المبارك إلى أن من المعوقات المتعلقة بالمجتمع، عدم معرفة أفراد المجتمع بأهمية وأهداف العمل التطوعي، وإهمال إبراز ذلك من خلال الإعلام والتعليم، وعدم وجود الرغبة في الانخراط في العمل التطوعي، وعدم جدية بعض المتطوعين والتعارض بين أوقات العمل الرسمي والعمل التطوعي وتزاحم المهام. وبين أن من العوائق التي تواجه المرأة في العمل التطوعي حاجة الأسرة لتواجد المرأة في المنزل أكثر من الرجل وصعوبة تنقل المرأة وحاجتها في محرم يرافقها في أسفارها، إضافة إلى المنعطفات التي تمر بها المرأة في حياتها كالزواج والحمل ومرض أطفالها. وشددت المبارك على أهمية إيجاد عدد من الحوافز لتشجيع المتطوعين مثل تخصيص بطاقات تعطى للمتطوعين تعطيهم الأولوية للقبول في الوظائف والجامعات، وإعطاء مكافآت رمزية للعاملات في المؤسسات التطوعية، ودعم مشاركة المرأة في الأعمال التطوعية في منزلها من خلال الشبكة العنكبوتية، وقيام المؤسسات التطوعية بتوفير وسائل النقل للمتطوعات.