ترك إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، وطلبه من الجيش التخطيط لإجلاء مئات الآلاف من الأشخاص من مدينة رفح جنوبغزة قبل التصعيد البري الفسلطينيين في حالة من الذعر، وتلته غارات جوية إسرائيلية قتلت ما لا يقل عن 31 فلسطينيا هناك. ويتكدس أكثر من نصف سكان غزة، البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، في رفح بعد أن تم تهجير العديد منهم مرارا وتكرارا بموجب أوامر الإخلاء الإسرائيلية التي تغطي الآن ثلثي أراضي غزة، وليس من الواضح أين يمكنهم الاختباء بعد ذلك. بينما حذّرت المملكة العربية السعودية من التداعيات البالغة الخطورة لاقتحام واستهداف مدينة رفح، لأنها الملاذ الأخير لمئات الألوف من المدنيين الذين أجبرهم العدوان الإسرائيلي الوحشي على النزوح، مؤكدة رفضها القاطع وإدانتها الشديدة لترحيلهم قسريا. وقف فوري وجددت المملكة مطالبتها بضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار، لافتة إلى أن هذا الإمعان في انتهاك القانون الدولي والقانون الإنساني الدولي يؤكد ضرورة انعقاد مجلس الأمن الدولي عاجلا، لمنع إسرائيل من التسبب في كارثة إنسانية وشيكة يتحمل مسؤوليتها كل من يدعم هذا العدوان. وجاءت أنباء خطط الغزو في أعقاب أسبوع من الاحتكاك العلني المتزايد بين نتنياهو وإدارة بايدن، حيث قال مسؤولون أمريكيون إن غزو رفح دون خطة للسكان المدنيين سيؤدي إلى كارثة. في حين تنفذ إسرائيل غارات جوية على رفح بشكل شبه يومي، حتى بعد أن طلبت من المدنيين في الأسابيع الأخيرة البحث عن مأوى هناك، هربا من القتال البري في مدينة خان يونس إلى الشمال مباشرة. صدع مع واشنطن وأسهم ارتفاع عدد القتلى الفلسطينيين بشكل مطرد – الآن أكثر من 28.000 بعد أربعة أشهر من الحرب وفقا لمسؤولي الصحة في غزة – في الاحتكاك بين نتنياهو وواشنطن. وتحمل إسرائيل «حماس» مسؤولية مقتل مدنيين، لأنها تقاتل داخل مناطق مدنية. لكن المسؤولين الأمريكيين رفضوا ذلك، مطالبين بمزيد من حماية المدنيين. وتقول إسرائيل إن رفح، المتاخمة لمصر، هي آخر معقل متبقي ل«حماس» في غزة بعد أكثر من أربعة أشهر من الحرب. وقال مكتب نتنياهو: «من المستحيل تحقيق هدف حرب القضاء على حماس من خلال إبقاء أربع كتائب تابعة لحماس في رفح. على العكس من ذلك، من الواضح أن النشاط المكثف في رفح يتطلب إخلاء المدنيين من مناطق القتال». وأضاف أنه أمر المسؤولين العسكريين والأمنيين بوضع «خطة مشتركة»، تشمل إخلاء جماعي للمدنيين، وتدمير قوات حماس في البلدة. ثلاث غارات وأدت ثلاث غارات جوية على منازل في منطقة رفح إلى مقتل 28 شخصا، وفقا لمسؤول صحي وصحفيي AP الذين رأوا الجثث تصل إلى المستشفيات. وأدت كل غارة إلى مقتل عدة أفراد من ثلاث عائلات، بما في ذلك 10 أطفال، أصغرهم يبلغ من العمر 3 أشهر. وفي وقت لاحق، أدت ضربة أخرى إلى مقتل ثلاثة ضباط كبار في الشرطة المدنية، وفقا لمسؤولين في مدينة رفح. كثافة النيران وفي خان يونس، مركز القتال البري الحالي، فتحت القوات الإسرائيلية النار على مستشفى ناصر، وهو أكبر مستشفى في المنطقة، ما أدى إلى مقتل شخصين على الأقل وإصابة خمسة آخرين، وفقا لمنظمة «أطباء بلا حدود» الطبية الخيرية. وقال المتحدث باسم وزارة الصحة، أشرف القدرة، إن الطواقم الطبية لم تعد قادرة على التنقل بين مباني المنشأة بسبب كثافة النيران. وأوضح أن 300 من العاملين في المجال الطبي و450 مريضا و10 آلاف نازح يحتمون بالمستشفى. بينما لم يكن لدى الجيش الإسرائيلي تعليق فوري. دمار واسع ولا يزال من غير الواضح إلى أين يمكن أن يذهب المدنيون، حيث تسبب الهجوم الإسرائيلي في دمار واسع النطاق، خاصة في شمال غزة. كما أن مئات الآلاف من الأشخاص ليست لديهم منازل يعودون إليها. بالإضافة إلى ذلك، حذرت مصر من أن أي تحرك للفلسطينيين عبر الحدود إلى مصر سيهدد معاهدة السلام المستمرة منذ أربعة عقود بين إسرائيل ومصر. ويعتبر المعبر الحدودي بين غزة ومصر، وهو مغلق في الغالب، بمثابة نقطة الدخول الرئيسية للمساعدات الإنسانية. وكان عدد سكان رفح قبل الحرب نحو 280 ألف نسمة. لكن وفقا للأمم المتحدة، أصبحت الآن موطنا لنحو 1.4 مليون شخص إضافي يعيشون مع أقاربهم في ملاجئ أو مخيمات مترامية الأطراف، بعد فرارهم من القتال في أماكن أخرى في غزة. وزارة الصحة في غزة - قالت إن جثث 117 شخصا قتلوا بالغارات الجوية الإسرائيلية تم نقلها إلى مستشفيات غزة خلال ال24 ساعة الماضية. - رفعت هجمات الاحتلال إجمالي عدد القتلى من الهجوم الجوي والبري إلى 28.064، معظمهم من النساء والأطفال. - أفادت بأن أكثر من 67 ألف شخص أصيبوا خلال الأشهر الأربعة الماضية. - نزح ما يقرب من %80 من سكان غزة، البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة. - غرقت المنطقة في أزمة إنسانية مع نقص الغذاء والخدمات الطبية.