أدت السيول الناجمة عن الأمطار الغزيرة التي هطلت على مناطق واسعة من اليمن إلى سقوط العشرات بين قتيل ومصاب في أكبر حصيلة من الضحايا منذ سنوات طويلة، بالإضافة إلى إلحاق أضرار كبيرة بالمنازل والسيارات. وفي العاصمة صنعاء لوحدها أدى تدفق السيول إلى وفاة 11 شخصاً وإصابة عدد آخر معظمهم في منطقة السايلة القريبة من مدينة صنعاء القديمة. ودمرت السيول العديد من المساكن بالإضافة إلى تأثر حوالي 200 مسكن من المساكن العشوائية في الجهة الشمالية من العاصمة باتجاه مبنى وزارة الداخلية حيث دخلت المياه إلى تلك المساكن وجرفت محتوياتها. وقام العشرات من المواطنين صباح أمس بقطع الخط العام بجوار السجن المركزي مطالبين الدولة بتعويضات على خلفية السيول التي اجتاحت العاصمة وألحقت أضراراً كبيرة بمنازلهم، وهرع العديد من الأطقم العسكرية إلى مكان تجمع المواطنين وقامت بالاشتباك معهم. من جهة أخرى سقط جريحان في مواجهات وقعت بمدينة الضالع، جنوبي العاصمة صنعاء أثناء تظاهرة نظمها أنصار الحراك الجنوبي بالمدينة. ورفع أنصار الحراك أعلام الجنوب وصور نائب الرئيس السابق علي سالم البيض وصور قتلى ومعتقلي الحراك الجنوبي. وفي تعز نفذ المئات من أنصار المعارضة المنضوية في إطار تكتل اللقاء المشترك اعتصاماً، "احتجاجاً على الأوضاع التي تعيشها البلد"، لكن قوات الأمن فرقت المعتصمين بالقوة. إلى ذلك قللت الداخلية اليمنية أمس من أهمية تحذيرات أطلقتها السفارة الأمريكية في صنعاء لموظفيها بعدم ارتياد أحد الفنادق الكبيرة بصنعاء. وقال مصدر مسؤول بالوزارة في تصريح "إن هذه الإجراءات التي تتخذها أحيانا السفارات روتينية وتكون دوافعها غالباً احترازية". وعزا المصدر اتخاذ السفارة لمثل هذه الإجراءات إلى وصول رسالة نصية "عبر الهاتف من معتوه يهدد فيها بفعل شيء ويتبين بعد ذلك أنها مزحة ثقيلة أو لمجرد الإزعاج ليس إلا". وأكد أن إطلاق مثل تلك التحذيرات من بعض السفارات وليس بناءً على توفر معلومات مؤكدة عن وجود تهديدات حقيقية". وقال "لا توجد هناك أي تهديدات ضد أي سفارة بالهاتف يرسلها أي معتوه والإجراءات الأمنية المتخذة بشأن المنشآت والمرافق المختلفة ومنها الفنادق مشددة ولا تسمح بأي اختراق". وأشار إلى أن "العناصر التخريبية والإرهابية يهمها بقدر كبير إحداث فرقعات إعلامية مربكة لا أكثر لأحداث الفزع لدى الآخرين".