أفقدت ميليشيا الحوثي القضاء في اليمن مكانته منذ اللحظات الأولى لسطوتهم على السلطة، وعزلوا عددا كبيرا من القضاة بعد سيطرتهم على العاصمة صنعاء، وقاموا بتعيين قضاة تابعين لهم لتولي السلطة القضائية دون أي علم أو مؤهل أو معرفة، ورغم إبقاء بعض القضاة الموالين لهم، إلا أنه يتم تسييرهم وفق أهوائهم. ولم يتوقف الأمر عند ذلك بل قاموا باعتقال بعض القضاة بسبب ذكرهم بعضا من آرائهم حول بعض المواقف الدينية أو القضائية تختلف معهم. ومنهم القاضي عبدالوهاب قطران، وهو أحد قضاة الحوثيين والمعروف بوقفاته ودعمه لهم، حيث قام الحوثيون بمداهمة منزله وأخذه إلى مكان مجهول وتشويه سمعته، لإبدائه رأيه عن الأوضاع الحالية في اليمن، ورفضه للفقر وعدم صرفهم للرواتب. الموت جوعا وقال مصدر يمني، إن القاضي عبدالوهاب قطران عرف عنه دعمه المستمر للحوثيين و لأي قرار يصدرونه وهو من أحد أبرز القضاة الذين خدموا الحوثيين خلال الفترات السابقة، وكانوا يعتمدون على منشوراته واقواله ويعتبرونه الرجل النزيه المنصف العادل، ويروجون لكل أقواله وتعليقاته، ومؤخرا كتب القاضي على صفحته كلاما ينتقد به الحوثيين لعدم صرفهم الرواتب ومنه: «تشتوا تحكمونا وتديولوا علينا بالهنجمة فقط»... سنثور على التجويع والإفقار ألف ثورة وثورة، ومرتباتنا حقوق ثابتة لا تسقط بالتقادم، ومن قال حقي غلب». وكشفت كتاباته أنه يعرف جيدا حجم الثروات التي يملكونها، وفضحهم وهو الأمر الذي أثار غضب الحوثيين وسخطهم وانقلابهم عليه. تكميم الأفواه وأضاف المصدر أن الحوثيين لم يكتفوا بالقبض عليه وإخفائه بمكان مجهول، بل تم وضع قوارير الخمور في منزله وتصويرها مع أبنائه، وجعلوا إعلامهم يظهرها موجهين بذلك الاتهامات للقاضي قطران الذي كان حبيبهم بالأمس وصديقهم الصادق والمرجع العدل. مشيرا إلى أن تكميم الأفواه الذي ينهجه الحوثيون يتزايد يوما بعد يوم، و أن ماكتبه القاضي قطران هو واقع يعاني الشعب اليمني منه وهو عدم صرف المرتبات للموظفين، في الوقت الذي تتقاسم فيه عصابات الحوثي الإرهابية المليارات وتتنافس على الثروات، وهو الأمر الذي لا يريد الحوثيون الحديث عنه. وأوضح أن جرائم الحوثيين المتواصلة ضد الإعلاميين والقضاة والأكاديميين متواصلة ومستمرة، فهم لا يريدون غير تمجديهم ومدحهم، ولا يقبلون أي انتقاد أو حديث عن انتهاكاتهم وتدميرهم لليمن وتجويعهم للشعب. الاعتداءات الحوثية على القضاء عزل القضاة المختصين من مناصبهم رفض أي آراء فقهية أو قضائية تعيين قضاة موالين للحوثي غير مؤهلين الاستعانة بالقضاة الجدد لتصفية الخصوم