في استنكار شديد لمحاولة اعتداء إرهابي تعرضت لها تركيا، توالت الإدانات العربية والدولية، حيث أسفر حادث التفجير الذي وقع بالعاصمة التركية أنقرة، إلى إصابة عنصري أمن، فيما ذكر وزير الداخلية التركي علي يرلي كايا، أن مهاجمًا انتحاريًا فجر عبوة ناسفة، بينما قتل مهاجم ثانٍ في تبادل لإطلاق النار مع الشرطة. ووقع الهجوم قبل ساعات من إعادة فتح البرلمان بعد العطلة الصيفية التي استمرت ثلاثة أشهر بخطاب للرئيس رجب طيب إردوغان. وأعربت المملكة العربية السعودية عن إدانتها واستنكارها الشديدين لمحاولة الاعتداء الإرهابي على مديرية الأمن التابعة لوزارة الداخلية بتركيا. وأكدت وزارة الخارجية رفض المملكة التام لكل أشكال العنف والإرهاب والتطرف، مجددةً دعمها لكل الجهود الرامية إلى القضاء على الإرهاب والتطرف بكافة أشكاله وصوره وتجفيف منابع تمويله، ومعربة عن خالص التمنيات للمصابين بالشفاء العاجل والأمن والسلامة لتركيا وشعبها الشقيق. رفض الإرهاب وتتابعت الإدانات من مصر والأردن والجزائر وجامعة الدول العربية، الذين أدانو ب«أشد العبارات»، الهجوم الإرهابي الذي وقع في أنقرة، وأكدو تضامنهم الكامل مع تركيا، مشددين على الموقف الثابت الذي يرفض كافة أشكال الإرهاب والعنف المؤدي إلى زعزعة الاستقرار وترويع المواطنين. وقال جمال رشدي المتحدث باسم الأمين العام لجامعة الدول العربية في بيان، إن هذا العمل الإرهابي أياً كانت الجهة التي تقف وراءه، مدانٌ ومرفوض، مُضيفاً أن الكثير من الدول العربية واجهت، ولا تزال، أنشطة إرهابية لزعزعة الاستقرار، وأن الإرهاب يفشل في تحقيق أهدافه دوماً، وهو مرفوض في كل مكان ولا ينبغي التسامح معه أو إعطاؤه الذرائع والحجج. كما أصدرت السفارة الأمريكية في أنقرة وبعثات أجنبية أخرى رسائل تدين الهجوم. سيارة تجارية وقال الوزير علي يرلي كايا على موقع X، منصة التواصل الاجتماعي المعروفة سابقًا باسم تويتر، إن اثنين من ضباط الشرطة أصيبا بجروح طفيفة خلال الهجوم الذي وقع بالقرب من مدخل وزارة الداخلية. وأضاف أن الهجوم نفذه مهاجمون وصلوا إلى مكان الحادث داخل سيارة تجارية خفيفة. وأضاف: «لقد قاوم ضباط الشرطة الأبطال، من خلال حدسهم، الإرهابيين بمجرد خروجهم من السيارة». و«فجّر أحدهم نفسه بينما أصيب الآخر في رأسه قبل أن تتاح له فرصة تفجير نفسه». وقال «إن معركتنا ضد الإرهاب والمتعاونين معهم وتجار (المخدرات) والعصابات ومنظمات الجريمة المنظمة ستستمر بكل تصميم». ولم يذكر الوزير الجهة التي تقف وراء الهجوم ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها على الفور. ونفذت الجماعات المتطرفة وكذلك تنظيم داعش هجمات مميتة في جميع أنحاء البلاد في الماضي. ووصف إردوغان في كلمته أمام البرلمان الهجوم بأنه «آخر معاقل الإرهاب». وقال: «إن الأوغاد الذين استهدفوا أمن المواطنين وسلامتهم لم يتمكنوا من تحقيق أهدافهم ولن يفعلوا ذلك أبدا». منطقة آمنة وأكد أردوغان مجددا هدف حكومته لإنشاء منطقة آمنة بطول 30 كيلومترا (20 ميلا) على طول حدودها مع سوريا لتأمين حدودها الجنوبية من الهجمات. وشنت تركيا عدة عمليات توغل في شمال سوريا منذ عام 2016 لطرد داعش والميليشيا الكردية التي تتعارض معها. وفي العام الماضي، أدى انفجار قنبلة في شارع مزدحم للمشاة في إسطنبول إلى مقتل ستة أشخاص، من بينهم طفلان. وأصيب أكثر من 80 آخرين. وألقت تركيا باللوم في الهجوم على حزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب.