قبل فترة، وبعد تعاقد نادي النصر السعودي مع اللاعب العالمي كريستيانو رونالدو كتبت مقالا بعنوان «الله اللي عزنا.. ما لحد منة»، كتبت فيه عن وجهة نظري تجاه أصوات النعيق العالية التي ملأت مواقع التواصل اعتراضًا على الصفقة الرابحة التي استقطبت أحد رموز كرة القدم العالمية. واليوم أعود وأكتب بنفس الموضوع، بعد استقطاب نادي الهلال للاعب البرازيلي العالمي نيمار.. وعن التوجه الذكي من قبل الأندية للتعاقد مع مزيد من نجوم الكرة العالمية الذين تتلألأ أسماؤهم في سماء العالم الرياضي، مما يجعل أصوات النعيق تعلو بالمنتقدين، وكأنهم أدرى بالمصلحة والهدف من هذه التعاقدات الرابحة، والتي يجهل منتقدوها هامش منفعتها الكبير. في المقال الأول تكلمت عن المنتقدين العرب الذين ينتقدون تعاقداتنا هذه في ظل تردي أوضاعهم السياسية أو الاقتصادية، وكأننا مسؤولون عنها، وعن تباكيهم على المليارات المهدرة «حسب رأيهم» في ظل الفقر والدمار الذي يعيشونه في بلادهم، ويحملوننا مسؤوليته، كأننا أخذنا من جيوبهم لننفقها على استثماراتنا الرياضية، ناسين أو متناسين أن المملكة العربية السعودية من أول وأهم الدول التي تبادر لإغاثة المتضرر من الدول في العالم كله، وأننا دولة رائدة في العطاء الإنساني دون من أو أذى، وبلا قيود أو شروط، رغم أن أجدادنا قبل عشرات السنين عندما كنا نعيش الفقر والحاجة، اضطروا إلى الرحيل والاغتراب بحثًا عن لقمة عيش عزها علينا من كانوا يرفلون بوافر النعم والخيرات في ذلك الوقت، دون أدنى شعور بالمسؤولية تجاه أبناء جيرة وعروبة ودين يسكنون هذه الأرض قبل أن يفجر الله لنا خيرات أرضها.. ليعمل قادتنا وشعبنا على استثمار هذه الثروات لتعود علينا أضعافًا مضاعفة، ولتكون استثماراتنا السابقة والحالية بما فيها استثماراتنا الرياضية ذات عوائد تزيد من تدفق هذا الخير الذي وهبه الله لنا ونماه بدون فضل ولا منة من أحد بعد الله ثم عقول قادة مخلصين سخرهم الله لهذه البلاد، وشعب طموح مجتهد محب لهذه الأرض وهؤلاء القادة وهذا الوطن. أما من ينعق بتبجح عن فضله بتعليمنا القراءة والكتابة والعلوم.. فنعم نحن لا ننكر ذلك، ولكن بتعديل بسيط للمعلومة للأجيال التي تردد كالببغاوات ما تسمعه من أفواه الحاقدين، لابد أن يعرفوا أنه لم يتفضل علينا أحد بعلم قبل أن تكون لدينا القدرة على دفع مقابل سخي جدًا لتلك المعرفة بثمن كان مرضيًا جدًا لمن علمونا ليتركوا أراضيهم وأوطانهم مقابل العلم الذي أعطانا إياه. واليوم -ولله الحمد- بفضل الله وحده ثم سخاء وعزم قيادة حكيمة وطموح وهمة شعب أبى أن يقع في أعماق آبار الجهل، نسبة الأمية عندنا معدومة، ونحن الذين أصبحنا نعلم أبناءنا حتى أصبح منا المعلم والمهندس والطبيب والمحامي ورائد الفضاء والضابط وغيرها من التخصصات، بأيدينا بعد عون الله جعلنا صحارينا تتنفس حياة وعمارًا، حفرنا الصخر ليكون لنا بصمات واضحة على خارطة السياسة والاقتصاد العالمي، ورأي مؤثر وجدير بالاحترام كدولة ذات استقلالية وسيادة وتأثير لا يستهان به في المشهد السياسي والاقتصادي والإنساني العالمي.. فكفى إعادة لأسطوانة «نحن علمناكم» المشروخة!. ولكن.. ما سبق لا يؤلم لأن الأذى إذا يأتي من غريب كرماد بارد يسهل نفضه.. ما يؤلم هو عندما يأتي الانتقاد من أبناء هذا البلد الذين تربوا على أرضه، أكلوا من خيراته، تعلموا ودرسوا وابتعثوا وصافحوا العالم من خلاله.. وبعد بناء لهم بعد ضعف.. تغربوا بحثًا عن حرية كاذبة وعندما لم يجدوها أبى حسدهم أن يجعلهم يتفردون بخسارتهم، أو منعتهم العزة بالإثم أن يعترفوا بهزيمتهم فيحذرون منها غيرهم.. فتفرغوا لسب بلادهم التي ما كان ليكون لهم صوت لولا الله ثم هذا الوطن الذي «علمهم الرماية، فلما اشتدت سواعدهم رموه» بالجحود والحقد والنكران، مهرولين نحو سراب الحريات الوهمية والحقوق الكاذبة، ومع كل هذا العفن والحقد المطروح من الهاربين من نور الوطن إلى ظلام الاغتراب، ستصدح إنجازاتنا الوطنية بكل مجال بتغريد يعلو على نعيق حقدهم.. وسيجهر نور إنجازاتنا السعودية أعين كل حاسد حاقد سيئ النية. وسيبقى جوابنا لكل منتقد.. «الله اللي عزنا ما لحد منة»، هي ثرواتنا وخيراتنا نصرفها بما نراه مناسبا لنا.. شكرًا لله تعالى ثم لكل من ساهم في إعلاء اسم هذا الوطن بأي مجال كان.. وعمار يا وطني.. فخورون بك.. داعمون مؤيدون لك أينما وجهتك استثماراتك.