يكاد فن تصوير الأطعمة يكون غائبا تماما عن المشهد الضوئي في المملكة، فرموز هذا الفن قلة على الساحة المحلية، ورغم ذلك طرق بعض السعوديين هذا المجال ومنهم المصور محمد المهنا الذي يؤكد ل"الوطن" أن فن تصوير الأطعمة يحتاج إلى ملكة تسويقية عند المصور كي يتعرف الآخرون على مدى إمكاناته في هذا المجال ويقتنعوا بموهبته. وأوضح المهنا أن هذا الفن مهنة لها أسرارها، وكل مصور له نفس خاص به، وقلما نرى مصورا يطلع الآخرين حول هندسته في إخراج أعماله. وقال "نحن كسعوديين نحتاج إلى وقت طويل لنقنع أصحاب المشاريع التي تهتم بمجال الأطعمة أننا قادرون على إبراز منتجاتهم بصور رائعة دون اللجوء إلى مصورين من خارج البلد، فضلا عن الجدية في ذلك من قبل المصور، رغم المطبات التي سيصادفها حالها من حال الوظائف التي تلاقي الصد والرد من قبل رجال الأعمال". وأكد أن فن تصوير الأطعمة في الدول المتقدمة يحظى بأهمية خاصة لما يعود به على ممتهنيه من منفعة مادية. وأضاف "من هنا يتسابق أصحابه بالتميز واقتناء التقنيات الجديدة التي تميزهم عن غيرهم، ولأن جل المطبوعات الإعلامية لا تخلو من إعلان أو تسويق منتج أو وصفات لأطعمة، لذلك عجلة هذا المجال لا تتوقف"، مشيرا إلى أن المصورين الروس أو الأميركان أو الإنجليز وحتى العرب يبحثون عن تلك الموارد في البلدان المتقدمة اقتصاديا، فتلك الدول أرض خصبة لممارسة فنهم، وبالتالي العائد الاقتصادي سيكون مجزيا بعكس ما هو لدينا. لكن المهنا لم ينس أن يعلق على فن التصوير في المملكة قائلا "التصوير بشكل عام في المملكة له قفزات واضحة على مستوى العالم رغم غياب الرعاة الرسميين والمتمثل في غياب الجمعية السعودية للتصوير الضوئي، والإمكانات البسيطة التي يتلقاها المصورون كجرعة بسيطة من قبل جمعيات الثقافة والفنون والاعتماد الأكبر على أنفسهم في شحذ الهمم في تعلم هذا الفن بمتابعة الدورات التي تقام هنا وهناك". وعن تجربته في مجال تصوير الأطعمة يقول "تأثرت كثيرا بالمصور علي مبارك وهو خير من برع في هذا المجال، فهو يمتلك الحس الفني والقدرات العالية في هذا المجال، فضلا عن مساهمته في إثراء المجاميع الفوتوجرافية، والتي أسهمت إلى حد كبير في نشر الوعي الفوتوجرافي في شتى المجالات". ويكمل المهنا "ونظرا لتأثري هذا قررت منذ سنوات أن أخوض هذا المجال والغوص في أسراره والتدرب وبشكل يومي على تصوير الأطعمة بأنواعها، وكان ذلك يكلفني الكثير ماديا ومعنويا، وكذلك قمت بتثقيف نفسي بصريا والاطلاع على أعمال من سبقوني في هذا المجال ومحاكاة أعمالهم"، موضحا بأنه قرر بعد ذلك أن يسوق لنفسه تجاريا بتأسيس موقع إلكتروني يبين نشاطه. وأشار إلى أنه لم يقتصر على هذا الموضوع، بل خصص جزءا من وقته للذهاب إلى المطاعم والمخابز والشركات ووكالات الدعاية والإعلان لتسليمهم كتيبا تعريفيا يحمل أعماله. من جانبه أكد مدير الجمعية السعودية للتصوير الضوئي خالد البدنة أن الجمعية موجودة وقائمة، ولكن ليس هناك أي دعم من قبل وزارة الثقافة والإعلام. وقال "الجمعية أطلقت، ولكن دورها مقيد من قبل الجهة الراعية وهي وزارة الثقافة والإعلام ممثلة في الشؤون الثقافية بها، مضيفا أنه لا يوجد مقر ولا ميزانية ولا أنشطة ولا فعاليات ولا أي خدمات لأي مصور فوتوجرافي في المملكة". وتابع البدنة "رصيد الجمعية المالي "صفر" منذ أن توليت رئاستها قبل سنتين"، مؤكدا أنهم في مجلس إدارة الجمعية يدفعون تذاكر السفر للمشاركات من جيوبهم، وكذلك مصاريف السكن والمواصلات. وحول ما يقدمه المهنا، أكد البدنة أنه أحد الأعضاء المؤسسين للجمعية، وأن فن تصوير الأطعمة والمنتجات يمارس في السعودية بشكل فردي وليس مؤسسي مثل ما هو موجود في بعض دول الخليج العربي المجاورة"، محذرا من بعض مقدمي الدورات التي تقيمها بعض الجهات غير المتخصصة، لأنهم غير متخصصين ولا يعرف البعض منهم أبسط أبجديات التصوير الفوتوجرافي.