نجا وزير الدفاع اليمني اللواء الركن محمد ناصر أحمد، من محاولة اغتيال بتفجير سيارة مفخخة استهدفت موكبه، إثر خروجه من الاجتماع الأسبوعي لمجلس الوزراء أمس، فيما اعتبر انتقاما من القاعدة لمقتل الرجل الثاني في التنظيم باليمن سعيد الشهري أول من أمس. وأفاد مصدر أمني أنه إذا ثبت وقوف القاعدة خلف هذا الهجوم، فسيمثل ردا سريعا على إعلان مقتل الشهري. وأسفر التفجير عن مقتل عشرة أشخاص بينهم ثمانية من مرافقي الوزير، إضافة إلى إصابة العشرات، بينهم السفير اليمني السابق في بيروت محمد عبدالمجيد قباطي. وفيما سارع إعلام حزب المؤتمر الشعبي، الذي يتزعمه الرئيس السابق علي عبدالله صالح، إلى اتهام تنظيم القاعدة، دان حزب التجمع اليمني للإصلاح على لسان عضو هيئته القيادية محمد قحطان "الجريمة الجبانة". وقال: إن تحالف القاعدة مع بقايا عائلة صالح سعى عبر استهداف وزير الدفاع إلى إحباط عملية هيكلة الجيش، ووقف الحرب على الإرهاب. ويعد وزير الدفاع الذراع الأيمن للرئيس عبدربه منصور هادي، في خطته لإحداث استقرار في البلاد، وتعرض إلى نحو خمس محاولات اغتيال، كان آخرها في 21 مايو الماضي، أثناء تواجده بساحة السبعين بصنعاء، والتي أسفرت عن مقتل حوالي مئة جندي، كما جرت محاولات عدة لاغتياله، خاصة في أبين لدوره في الحرب ضد القاعدة. وألقت محاولة الاغتيال بظلالها على الأوضاع المتوترة أصلاً في البلاد، مما يؤشر إلى وجود احتقان سياسي يهدد مستقبل عملية التسوية السياسية، خاصة في ظل الاستعدادات لتظاهرة ضخمة ينظمها شباب الثورة، والوصول بها إلى منزل الرئيس السابق صالح. من جهة أخرى، قال المتحدث الرسمي باسم تحالف القبائل في مديرية كتاف (شرق صعدة) مهيب الضالعي، إن هناك بوادر قوية محتملة لحرب قادمة مع مليشيا الحوثيين في كتاف، لعدم التزامهم بتطبيق "بنود اتفاقية المصالحة" الموقع بين الجانبين في يوليو الماضي. واستعرض الضالعي في حديثه إلى "الوطن"، مخالفات جماعة الحوثيين، من بينها عدم رفع النقاط (الحواجز) الأمنية التابعة لهم، وعدم إعادة المساجد الواقعة تحت سيطرتهم، واستمرار عمليات تفتيش المدنيين، وعرقلة عمليات عودة النازحين لديارهم، إضافة إلى استمرار التحركات العسكرية التي تعتبر أهم "انتهاك وخرق" لبنود اتفاقية المصالحة. ووجه الضالعي، حزمة انتقادات إلى التجمع اليمني للإصلاح، ذراع الإخوان المسلمين في اليمن، لعدم مناصرته قبائل كتاف في حربهم مع الحوثيين. وقال: "إن الإصلاح خذلنا وتبرأ منا ولم يناصرنا". وحول مستقبل الحل السياسي مع الحوثيين، رفض الضالعي محور الاستمرار في الخط السياسي، مؤكداً أن الحل العسكري هو الوحيد في التعامل مع ذراع طهران في اليمن. ولفت إلى أن الحوثيين يحشدون قواتهم لحرب جديدة، على اعتبار أن لديهم استراتيجية دائماً ما يلجئون إليها في عمليات الصلح، وتكمن في ترتيب أوراقهم العسكرية، وكسب مزيد من الوقت، على حساب تحقيق أجندة المصالحة الوطنية.