قال المشرف على إدارات نواقل الأمراض في وزارة الصحة الدكتور محمد بن حسن الزهراني في تصريح إلى"الوطن" أول من أمس إن وزارة الصحة خصصت نحو 85 مليون ريال سنوياً، لدعم استراتيجية مكافحة نواقل الأمراض في مناطق المملكة، وهي موزعة على النحو التالي: 15 مليونا للمبيدات، و25 مليونا للأدوات والأجهزة، و10 ملايين للسيارات، و35 مليونا للعمالة الموسمية. وأوضح الزهراني، عقب حضوره فعاليات دورة "جمع وتصنيف الحشرات الناقلة للمرض"، التي تستضيفها صحة الأحساء على مدى أربعة أيام بفندق الهفوف، بتنظيم من الإدارة العاملة لمكافحة نواقل المرض بوزارة الصحة، أن منطقة القصيم سجلت أكبر نسبة إصابة باللشمانيا في المملكة، تليها مناطق المدينةالمنورةوالأحساء وتبوك وحائل، في حين سجلت أعلى إصابة بالملاريا في المملكة في القرى الحدودية لجنوب المملكة وجنوب غرب المملكة في كل من جازان وعسير والقنفذة، وأن السيطرة على أعمال المكافحة تحتاج إلى أسطول من الفرق العاملة. وأضاف أن معدل الإصابة باللشمانيا في المملكة يبلغ 14 حالة لكل 100 ألف نسمة، وهي معدلات مقبولة عالميا، وهناك مساع جادة من الوزارة لخفضها وإعلان خلو المملكة من الإصابة بها، في الوقت الذي يزداد هذا المرض في مختلف دول العالم، إذ لا توجد دولة في العالم خالية منه. وذكر الزهراني أن الأحساء من أوائل مناطق المملكة التي قضت على الملاريا منذ السبعينات الميلادية، ولم تعد الأحساء مصدرا لهذا المرض، والحالات الموجودة التي تعالج في مستشفيات الأحساء هي حالات وافدة من خارج المملكة. وأشار الزهراني إلى أن برنامج الدورة، يعنى بدراسة سلوك "ذبابة الرمل" الناقل الحشري لمرضى اللشمانيا والملاريا في المملكة، وكذلك التعرف على أماكن وجوده، وفترة حضانته ونشاطه لمساعدة المسؤولين والقائمين على أعمال المكافحة في اتخاذ القرار والتوقيت والكيفية المناسبة للقضاء عليه، باعتبار أن كل ناقل للمرض يختلف من منطقة إلى أخرى في السلوك والنوع، فالخازن المرضي لمنطقة ما يختلف كذلك عن الأخرى، وتعميم طرق المكافحة لهذه الحشرات والنواقل فيه هدر للقوى البشرية وتلوث للبيئة. وأكد الزهراني أن مركز نواقل الأمراض التابع لمديرية الشؤون الصحية في الأحساء يعتبر بالأرقام والكوادر من أفضل المراكز على مستوى المملكة في مكافحة اللشمانيا، مبيناً أن الأحساء أولى مناطق المملكة وأخراها حتى الوقت الحالي في تطبيق المكافحة الميكانيكية من خلال توفير حراثة كبيرة "شيول"، لهدم جحور الفئران للقضاء على مسببات وجود اللشمانيا، حتى إنها أصبحت مرجعا لوزارة الصحة في رسم خطط الوزارة المستقبلية ودراسة المرض. بدوره، أكد مدير مركز نواقل الأمراض في صحة الأحساء صلاح بالغنيم ل "الوطن" انخفاض معدلات الإصابة بمرض اللشمانيا الجلدية في الأحساء العام الحالي إلى 96% مقارنة ببداية ظهور الإصابة في عام 1987م، مبيناً أنه في عام 1987م سجلت الأحساء إصابة 5129 حالة باللشمانيا وفي العام الحالي 215 حالة فقط، لافتاً إلى أن نشاطات المركز تمتد لجميع مدن وقرى وهجر المحافظة.