كشف لاعب الفريق الكروي الأول في نادي الفتح حمدان الحمدان أن حماساً منقطع النظير يطغى على فريقه حين يواجه الفرق الكبيرة التي تساعدهم على تقديم الأفضل بطريقة لعبها المفتوح، وهو ما جعلهم يحققون فوزاً كبيراً على الشباب برباعية، ومن قبله على الهلال بثنائية. وأعرب الحمدان في حديثه ل"الوطن" عن رغبته في الانتقال إلى الأهلي في فترة الانتقالات الشتوية المقبلة، بعدما أبدت شخصيات أهلاوية الرغبة في ضمه الصيف الماضي، مبيناً استعداده لترك العمل في السلك العسكري من أجل الاحتراف الكروي في ناد بحجم قلعة الكؤوس. وتطرق الحمدان إلى الضياع الذي يعاني منه زميله وصديقه الحميم لاعب الاتحاد المنتقل إليه من الفتح أحمد البوعبيد، متأسفاً على وصول الأمور إلى هذا الحد الذي انعكس سلبا على الأطراف الثلاثة، مؤكداً أن الاتحاد هو الخاسر الأول في هذه الإشكالية. وأرجع الحمدان عدم انضمامه للمنتخب السعودي الأول إلى قناعات مديره الفني، الهولندي فرانك ريكارد، مؤكداً مواصلة السعي الجاد للعودة إلى صفوف الأخضر. كل هذه الأشياء، وكثير غيرها في الحوار التالي: فزتم على الشباب وقبله على الهلال؟ كيف ترى هذه النتائج؟ لفوزنا الذي حققناه على الشباب والهلال مذاق خاص كونهما من أقوى أندية دوري زين للمحترفين ولم نستطع هزيمتهما من قبل في السنوات الماضية، ولكن ولله الحمد تحقق الانتصاران، وقبلهما فزنا على الشعلة حيث لعبت عزيمة اللاعبين دوراً في هذه النتائج الإيجابية. هل خططتم للفوز على الشباب أم أن سير المباراة ساعدكم على تحقيقه؟ دخلنا المباراة ونحن نكن كل احترام للفريق الشبابي لأن إمكانياته المادية والفنية أكبر، لكننا كنا ندرك أن المهم أن يعرف الفريق كيف يلعب بروحه وعزيمته، كنا عازمين على أن نقدم مستوى لائقاً ونتيجة إيجابية، فدرسنا الخصم جيداً، وتعرفنا على نقاط قوته وضعفه، واستثمرنا نقاط الضعف لصالحنا، ومنها تقدم الأظهرة، فقد كنا نعرف أن حسن معاذ وعبدالله الشهيل ظهيران بارعان لكنهما يحتاجان إلى وقت للرجوع، ومن هنا سجلنا هدفين. هزمتم الشباب متصدر الدوري، هل تملكون الطموح للظفر باللقب هذا الموسم؟ نحن نعرف إمكانيات فريقنا ونعرف المطلوب منا وهو الثبات في الدوري الممتاز ثم جمع النقاط لتحقيق مركز متقدم يضعنا بين الكبار، أما الآن فطموحنا كبير، لكننا نفكر بحدود إمكانياتنا المتوافرة ونتحدث بالمعقول، صحيح أننا نحاول أن ندعم تطورنا ببطولة إنما بإتزان وتعقل. بالطبع نتمنى أن نحقق بطولة في الموسم الحالي لكننا نعلم أن ميزانياتنا لا تصل لمستوى ميزانيات الأندية الكبيرة، ولو كنا نملكها لحققنا إنجازات وبطولات عدة، لا نريد أن نندفع رغم أن مستوانا متصاعد، بل نريد أن نرتفع درجة درجة إلى مركز متقدم وأن نحقق بطولة مستقبلاً، وفي الوقت الحاضر نعمل على بناء فريق طموح بلاعبين صغار يرغبون في استثمار الفرصة لإثبات أنفسهم بالجد والاجتهاد. لنا أهداف رسمناها لتنفيذها خطوة خطوة، وإذا قلنا اليوم أننا نريد الدوري فأكيد أننا سنخسر. إلى ماذا ترجع تقديم الفتح لهذه المستويات اللافتة منذ بداية الموسم الحالي؟ الفريق يتمتع بالاستقرار الإداري والفني ويتميز بالانسجام بين عناصره من اللاعبين الذين يحرصون على تقديم كل ما في وسعهم من جهد لمصلحة النادي، ومن المؤكد أن هذا انعكس على أداء الفريق داخل الملعب. أيضا اللاعبون يشعرون بالراحة النفسية ويعيشون أجواء احترافية جيدة برئاسة عبدالعزيز العفالق والجهاز الإداري، وهذا ما يجعلنا نضاعف جهودنا خلال التدريبات والمباريات. معسكركم في ألمانيا هل لعب دوراً كبيراً في هذه النتائج؟ كنت قد وصلت إلى المعسكر متأخرا لأنني كنت مع المنتخب في كأس العرب برفقة زميلي ربيع السفياني، ولكن وجدته جيداً ومفيداً، ظهر فيه الانسجام جلياً بين اللاعبين حتى الجدد، وبلا شك أنه انعكس إيجاباً على مستوانا في الدوري. لماذا يظهر الفتح بمستويات رائعة أمام الأندية الكبيرة بصورة أكبر من غيرها؟ المباريات أمام الفرق الكبيرة تمنحنا حماساً منقطع النظير ويبقى لها طعم خاص، وهذه الفرق تساعدنا على اللعب بتكتيك أفضل كونها تلعب بطريقة مفتوحة أمامنا. ما تقييمك للمدرب التونسي فتحي الجبالي، وكيف استفدت منه؟ الجبالي مدرب ناجح بدرجة عالية، استطاع تطوير الفريق وأسهم معه بشدة في تقديم مستويات ونتائج مميزة حتى وصل به إلى منصات التتويج، فحصلنا معه على المركز الثالث في بطولة كأس خادم الحرمين الشريفين للأبطال الموسم الماضي. على اعتبار أن أحمد البوعبيد زميل سابق لك وصديق حميم، من الخاسر من الإشكالية بينه وبين الفتح والاتحاد؟ بكل أمانة أحمد انتقل للاتحاد في وقت غير مناسب حيث يعيش الاتحاد فترة غير مستقرة إدارياً وفنياً، ومع أن أحمد إمكانياته الفنية والمهارية عالية ويتميز بذكاء يساعده على تقديم مستويات راقية، إلا الظروف لم تكن مناسبة له، ومن خسر أولاً هو الاتحاد وثانياً أحمد وأخيراً الفتح. فأحمد البوعبيد انتقل للاتحاد على سبيل الإعارة وليس بصفة نهائية وهذا يعني أنه سيعود لناديه الفتح لا محالة، بينما الاتحاد خسر لاعبا جيدا بتفريطه فيه رغم أنه مكث ثلاث سنوات يطالب به. قد يكون أحمد خاسراً بسبب وضع الاتحاد في الموسم الماضي، وكان بقاؤه في الفتح أفضل له لكن هذا قدره. وسيكسب أحمد بعد عودته للفتح بإذن الله. هل لا زلت تتمنى الانتقال للأهلي في الفترة الشتوية المقبلة، وما هي قصة المفاوضات بينكما في الصيف الماضي؟ بالتأكيد أنا كأي لاعب أتمنى الانتقال للأهلي حيث يهمني جداً تأمين مستقبلي بالاحتراف الكروي في ناد يحقق آمالي بالفوز بالبطولات، والأهلي أحد هذه الأندية الكبيرة التي تحقق الإنجازات، أتمنى موافقة نادي الفتح إذا عرض الأهلي علي الانتقال إليه بصورة رسمية مستقبلاً حيث لن أنتقل إلا باتفاق الناديين. الأهلي لم يقدم عرضا رسميا في الفترة الصيفية ولكن كنت أعرف أن مدربه التشيكي ياروليم طلبني شخصياً، وتمنيت اللعب لقلعة الكؤوس، ومع كل الاحترام والتقدير للفتح، فإن الأهلي فريق بطولات، وأنا لدي إمكانيات كبيرة قادر على تطويرها وتقديمها بشكل يفيد الراقي. وقد تلقيت اتصالات من شخصيات أهلاوية قبل الصيف، وكذلك مدير أعمالي، إنما توقفت بسبب وجودي مع المنتخب السعودي في بطولة كأس العرب، وبعد كأس العرب، توجهت إلى معسكر الفتح في ألمانيا، ولم يطرأ أي جديد على الموضوع حتى اليوم. أنت عسكري وتلعب هاوياً، فهل سيؤثر انتقالك إلى جدة على وظيفتك؟ أعمل عريفاً في البحرية، ومن الممكن أن أنقل عملي إلى جدة، لكنني سأترك العسكرية نهائياً وأحترف إذا وجدت عقداً جيداً من الأهلي. لماذ لم يتم استدعاؤك للمنتخب السعودي الأول أخيراً؟ كنت أتمنى المشاركة مع زملائي في المنتخب في مباريات ودية أمام منتخبات عالمية، لكنها قناعة المدرب فرانك ريكارد ووجهة نظره التي أحترمها رغم أن مستواي كان جيداً في الفترة الأخيرة، وأتمنى أن أعود يوما مع المنتخب السعودي وأن أساهم في استعادة هيبة الأخضر المفقودة، وهذا سيتحقق لي بتوفيق الله تعالى ثم بالطموح الكبير الذي أملكه لتحقيق نجومية لافتة. كيف تقيم تجربتك مع المنتخب في كأس العرب الماضية؟ كان لي شرف ارتداء شعار المنتخب، وفي البطولة العربية كنا لاعبين صغارا تمنوا أن يحققوا بطولة للمنتخب بعد الإخفاقات التي حدثت بعدم الوصول إلى مونديال البرازيل، وبالفعل تلقينا إشادات من مدير المنتخب خالد المعجل على عزيمة اللاعبين وإصرارهم وتعاملهم الأخلاقي وحرصهم على النجاح، كنا نتمنى أن نكون (فاتحة خير) على مسيرة الأخضر، لكن لم يحالفنا الحظ في الحصول على اللقب.