أكد خبراء تربويون ومختصون في الكتابة للأطفال أن تقنيات الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته على الإنترنت يمكن أن تكون فعّالة إذا ما تم استخدامها في مجال تحليل البيانات التعليمية وتطوير المناهج وتحسين عملية التدريس، ودعم وصول المعلمين إلى الموارد التعليمية الجديدة، وأجمعوا على أهمية الإبقاء على آليات تدريس تضمن مساهمة المعلم في تطوير المهارات الإبداعية للطلاب. جاء ذلك في جلسة "الرابط المشترك بين الذكاء الاصطناعي.. المناهج الدراسية وكتب الأطفال"، ضمن فعاليات مهرجان الشارقة القرائي. وأوضح الكاتب روس ويلفورد عن انفتاح الأجيال الأصغر عمرًا على كافة التقنيات ومواكبتهم السريعة لتطبيقات الذكاء الاصطناعي، واعتبر أن الإنترنت أعطى المجتمعات المعاصرة الكثير من المعلومات والخدمات، لكنه لم يجعل أطفال اليوم أكثر تعليمًا من أجيال ما قبل الإنترنت، بل ربما جعلهم أقل اهتمامًا بالقراءة والكتابة، ووصف التقنيات الجديدة بأنها تتعارض مع حبه ككاتب قصص للتفكير وإنتاج الحكايات عبر الخيال. وأكد أنه يشعر بالدهشة والقلق في نفس الوقت تجاه ما يحمله عالم الذكاء الاصطناعي، لكنه لا يرى أن هذه التقنيات قادرة على أن تحل محل البشر في إنتاج الأعمال الفنية المعقدة، ولا يثق بجودة الكتب التي يمكن أن تنتجها، لأنها تفتقر للترابط الداخلي، وقال: "لا يجب أن نخاف من التغيرات التي تحدث في عالمنا، فالصور لم تمح الفنون البصرية، والتلفزيون لم يُلغ السينما والتكنولوجيا لن تحجب إبداع البشر". فرص لتطوير التعليم من جهتها، أشارت الدكتورة كريمة المزروعي إلى أن التعليم والذكاء الاصطناعي مرتبطان ارتباطًا وثيقًا، لأن التعليم بحاجة دائمة إلى التطوير والابتكار، ولدى الذكاء الاصطناعي الفرص والأدوات الجديدة للتطوير، وبالتالي لا مبرر للخوف من التغيرات وتخيل أن الآلات يمكن أن تحل محل المعلمين في المدارس. وقالت: "الذكاء الاصطناعي يعتمد علينا في تصميمه وبرمجته وإدارته، والمخاوف التي تصاحب انطلاقه كانت موجودة عند انطلاق الإنترنت وظهور وسائل التواصل الاجتماعي، حيث كان البعض يخافون منها ثم يتكيفوا معها واستخدموها واستفادوا منها". قلق على الكتابة ورسالتها أما الكاتبة والخبيرة التربوية أمل فرح فأبدت قلقها تجاه الأثر السلبي للذكاء الاصطناعي على فن الكتابة بوصفها الفن الذي لا بد أن يكون حاملاً لرسالة من ضمير الكاتب، واعتبرت أن الذكاء الاصطناعي غير قادر على الحلول محل الإنسان في الإبداع والتعبير. وحول دور الذكاء الاصطناعي في التعليم، قالت: "التعليم هو تنمية لمهارات وقدرات المتعلم وإرشاده إلى اكتشاف ذاته والعالم من حوله، ولا يمكن استبدال المعلم بالآلة لأن الهدف من التعليم هو ترسيخ قواعد التفكير العلمية، بينما أدوات الذكاء الاصطناعي مثل الألة الحاسبة لم تجعل الناس أفضل حالاً في الحساب، بل جعلتهم أقل قدرة على حل أبسط المسائل الرياضية".