أعلنت وكالة غوث اللاجئين التابعة للأمم المتحدة أمس أنها ستضاعف مساعداتها للنازحين داخل سورية مع تزايد أعداد السوريين الذين يفرون من منازلهم باستمرار. وقالت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين أمس إن حصتها من "الميزانية المحددة في خطة المساعدة الإنسانية لسورية التي تمت مراجعتها وستقدم للمانحين رفعت إلى 41.7 مليون دولار، أي أكثر من الضعف". وأكدت الوكالة أن هذه الخطة منفصلة عن خطة مساعدة اللاجئين الذين فروا من سورية إلى دول الجوار. وأضافت أن عدد السوريين المسجلين أو الذين ينتظرون التسجيل في دول الجوار يبلغ 246 ألفا و267. وقال متحدث باسم الوكالة "الأعداد هائلة". وبحسب إحصائية وكالة اللاجئين فإن أكثر من 81 ألفا من أولئك اللاجئين موجودون في الأردن ونحو 65 ألفا في لبنان وأكثر من 78 ألفا في تركيا ونحو 22 ألفا في العراق. ومع ذلك فإن الحاجة للمساعدة داخل سورية هائلة جدا. وقالت الوكالة إنه "في الأسبوع الماضي وحده توجه نحو ثلاثة آلاف لاجئ إلى مكاتب المفوضية العليا لشؤون اللاجئين في دمشق لمخاوف بشأن الأمن والصعوبات المالية والحاجة لإعادة الإيواء". ومن جهتها تعهدت المفوضية الأوروبية، الذراع التنفيذية للاتحاد الأوروبي، بتقديم مساعدات إنسانية إضافية لسورية بقيمة 50 مليون يورو ودول الجوار التي تستضيف لاجئين سوريين. وبهذه المساعدات الإضافية يصل إجمالي المساعدات الإنسانية المقدمة من الاتحاد الأوروبي للمدنيين السوريين إلى أكثر من 200 مليون يورو، أي أكثر من نصف إجمالي المساعدات الدولية. وقالت مفوضة الاتحاد الأوروبي للتعاون الدولي والمساعدات الإنسانية كريستالينا جورجيفا "في الوقت الذي تتطلب فيه هذه المأساة حلا سياسيا، ونظرا لأن هذا الحل غائب الآن، يجب أن ينصب اهتمامنا الأساسي على تخفيف حدة معاناة المواطنين العاديين". ودعت جورجيفا المانحين الآخرين إلى زيادة حجم مساعداتهم للسوريين. وفي الإطار نفسه أعلن الرئيس الجديد للجنة الدولية للصليب الأحمر بيتر مورر أنه حصل على "تعهدات إيجابية" من الرئيس السوري بشار الأسد هذا الأسبوع بشأن الوضع الإنساني ووضع المعتقلين. لكن مورر الذي قام بزيارة لسورية استمرت ثلاثة أيام التقى خلالها الأسد وعددا من وزرائه، اعتبر أنه يتعين الانتظار لرؤية ما إذا كانت هذه الوعود ستتحقق في الأسابيع المقبلة. وقال في إعلان "وافق الأسد على ضرورة زيادة المساعدة الإنسانية بشكل عاجل بتسهيل دخول الإغاثات التي ستمكننا من تكثيف عملنا وتلبية الحاجات المتزايدة باستمرار بالشكل المناسب". وتابع "بحثت أيضا مع الأسد طلبنا لزيارة جميع المعتقلين في سورية المرتبطين بالأحداث الحالية، والأشخاص المعتقلين في جميع المراكز ولا سيما تلك التي تديرها الأجهزة الأمنية وتلك التي تستخدم للاستجواب، وأبدى استعداده لبحث هذه المسألة". وأكد أن "التعهدات الإيجابية التي حصلت عليها خلال لقاءاتي ينبغي بالطبع متابعتها وتقييمها خلال الأسابيع المقبلة". وتابع أن "كل يوم جديد يحمل مزيدا من الضحايا والمعاناة، سوف أتابع شخصيا بأكبر قدر ممكن من الاهتمام كيف ستترجم نتائج محادثاتنا عمليا". وزار مورر خلال زيارته التي استمرت ثلاثة أيام المناطق التي تشهد معارك في منطقة دمشق. وذكر معلقا على زيارته "صدمت للعدد الهائل من البنى التحتية والمنازل المدمرة في كثير من القطاعات التي زرتها في المعضمية والقابون وحرستا وتأثرت كثيرا بقصص الأطفال الذين فقدوا أهلهم في المعارك". وتابع "زرت كثيرا من المراكز الطبية في ريف دمشق. الوضع فيها مقلق للغاية. الطواقم الطبية تواجه صعوبات كبرى في القيام بمهامها وثمة كثير من الرجال والنساء والأطفال الذين يفارقون الحياة كل يوم لتعذر معالجتهم في حين أنه يمكن إنقاذهم". وشدد على أنه "ينبغي على جميع الأطراف المتنازعة احترام بنود القانون الإنساني الدولي لتفادي الخسائر بين المدنيين"، مضيفا أن "جميع الأطراف تتحمل مسؤولية حماية المدنيين في المواجهات". ولفتت اللجنة الدولية للصليب الأحمر مرة جديدة إلى أنها على اتصال بشكل منتظم مع المجموعات المعارضة في سورية والخارج لنقل مخاوفها وبحث المسائل المرتبطة باحترام القانون الإنساني الدولي وحماية المدنيين والمعتقلين.