أعلن الرئيس الجديد للجنة الدولية للصليب الأحمر بيتر ماورر أمس انه حصل على «تعهدات إيجابية» من الرئيس السوري بشار الأسد في شأن الوضع الإنساني ووضع المعتقلين. لكنه اعتبر أنه يتعين الانتظار لرؤية ما إذا كانت هذه الوعود ستتحقق. وقال ماورر الذي عاد لتوه من زيارة لسورية استمرت ثلاثة أيام التقى خلالها الأسد وعدداً من وزرائه: «وافق الرئيس الأسد على ضرورة زيادة المساعدة الإنسانية في شكل عاجل بتسهيل دخول المواد الإغاثية التي ستمكننا من تكثيف عملنا وتلبية الحاجات المتزايدة باستمرار بالشكل المناسب». وأضاف: «بحثت أيضاً مع الرئيس الأسد في طلبنا لزيارة جميع المعتقلين على ارتباط بالأحداث الحالية، الأشخاص المعتقلين في كل المراكز ولا سيما تلك التي تديرها الأجهزة الأمنية وتلك التي تستخدم للاستجواب. وأبدى الرئيس استعداده للبحث في هذه المسألة». ولفت إلى أن «التعهدات الإيجابية التي حصلت عليها خلال لقاءاتي ينبغي بالطبع متابعتها وتقويمها خلال الأسابيع المقبلة». وتابع أن «كل يوم جديد يحمل مزيداً من الضحايا والمعاناة، سأتابع شخصياً بأكبر قدر ممكن من الاهتمام كيف ستترجم نتائج محادثاتنا عملياً». وزار ماورر خلال زيارته التي استمرت ثلاثة أيام المناطق التي تشهد معارك في منطقة دمشق. وقال معلقاً على زيارته: «صدمت للعدد الهائل من البنى التحتية والمنازل المدمرة في العديد من القطاعات التي زرتها في المعضمية والقابون وحرستا وتأثرت كثيراً بقصص الأطفال الذين فقدوا أهلهم في المعارك». وتابع: «زرت العديد من المراكز الطبية في ريف دمشق. الوضع فيها مقلق للغاية. الطواقم الطبية تواجه صعوبات كبرى في القيام بمهماتها وثمة العديد من الرجال والنساء والأطفال الذين يفارقون الحياة كل يوم لتعذر معالجتهم في حين انه يمكن إنقاذهم». وشدد على أنه «ينبغي على جميع الأطراف المتنازعة احترام بنود القانون الإنساني الدولي لتفادي الخسائر بين المدنيين»، مضيفاً أن «جميع الأطراف تتحمل مسؤولية حماية المدنيين في المواجهات». ولفت الصليب الأحمر مجدداً إلى أنها على اتصال منتظم مع المجموعات المعارضة في سورية والخارج لنقل مخاوفها والبحث في المسائل المرتبطة باحترام القانون الإنساني الدولي وحماية المدنيين والمعتقلين.