سلمت الجهات الأمنية في محافظة شرورة يوم السبت الماضي جثة الحدث الذي توفي نتيجة عنف أسري من قبل والده إلى أقربائه. وأوضح الناطق الأمني لشرطة منطقة نجران الرائد عبدالرحمن الشمراني في تصريح إلى "الوطن" أمس أن أقرباء الحدث حضروا إلى الجهات الأمنية المختصة مطالبين بتسليمهم الجثة لإكرامها بالدفن؛ وحيث أن الجثة أخضعت لتشريح الطبيب الشرعي فقد تم تسليمها إلى ذويه. إلى ذلك، كشف الشمراني عن تفاصيل جديدة في الجريمة قائلا: إن تحقيقات شرطة محافظة شرورة أظهرت أن الحدث تعرض للضرب المبرح يوم الخميس، إلا أن والده لم ينقله إلى المستشفى في حينها، وحاول دفن الجثة حتى اضطر إلى نقل ابنه ميتا يوم السبت الموافق للثالث والعشرين من شهر رمضان الماضي إلى مستشفى القوات المسلحة مطالبا بمنحه تصريحا لدفن ابنه الذي ادعى سقوطه بالخطأ من فوق سطح المنزل، حتى كشف عليه أطباء المستشفى وسارعوا بإبلاغ الشرطة، وفي اليوم التالي حضر أقاربه إلى المستشفى لدفنه، فأبلغتهم الجهات الأمنية أن الحدث سيودع في ثلاجة الموتى لإخضاع جسده للتشريح من قبل الطبيب الشرعي، وحينئذ تم التحفظ على والد ووالدة الحدث، حيث وجه إلى الأم اتهام بعدم كشف حقيقة ما تعرض له ابنها وعدم إبلاغ الشرطة أو أقاربها بما حدث حتى تم إطلاقها بكفالة مطلع الأسبوع الماضي. وأضاف الشمراني: أن شرطة المحافظة وتقديرا للحالة النفسية السيئة التي كانت تعيشها الأم قامت بإدخال طفلة رضيعة وأخرى تبلغ من العمر سنة ونصف مع الأم فيما تم نقل باقي الأطفال وعددهم أربعة (صبيان وبنتان) إلى مركز التأهيل الشامل في نجران. "الوطن" اتصلت على خال الشاب المتوفى (تحتفظ الصحيفة باسمه)، وقال: تلقينا هذه الفاجعة يوم 23 رمضان الماضي بعدما اتصل بي والد المتوفى وقد غادرت إلى محافظة شرورة برفقة 15 شخصا من أفراد أسرتي وأبناء عمي، وفي البداية صدقنا ما ادعاه زوج أختي، لكن الأمور تغيرت عندما ذهبنا إلى المستشفى وعلمنا بالحقيقة هناك. وأضاف أنه تم توقيف شقيقتي (أم المتوفى) يوم 26 وأطلق سراحها بالكفالة بعد ذلك. وأكد أنه قدم إلى محافظة شرورة السبت الماضي ودفن المتوفى في مقبرة شرورة بعد أخذ الإذن من الجهات الأمنية التي سمحت بذلك فور انتهاء الطبيب الشرعي من إخضاع الجثة للتشريح بمستشفى القوات المسلحة. كما أكد أنه تسلم أربعة من أطفال شقيقته يوم 28 رمضان ونقلهم برفقة أمهم إلى محائل عسير.