واجه محافظ المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني الدكتور علي الغفيص، رئيس الولاياتالمتحدة الأميركية باراك أوباما، بأسبقية مؤسسته في عمل شراكات بين قطاع الأعمال والكليات والمعاهد لتوظيف المخرجات، والتي سبق للرئيس الأميركي أن نادى بها في خطاب له قبل عامين، موضحا خلال توقيعه لاتفاقية تعاون مع الشركة السعودية للخطوط الحديدية "سار" لإنشاء معهد تقني عال لصيانة وتشغيل المشاريع الحديدية, أن "التدريب التقني" تستعد لدخول عامها الخامس في تطبيق مثل هذا النوع من الشراكات. وضع محافظ المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني الدكتور علي الغفيص، نفسه في مقارنة مع الرئيس الأميركي باراك أوباما، إذ اعتبر أنه سبق الرئيس الأميركي في عمل شراكات بين قطاع الأعمال والكليات والمعاهد لتوظيف المخرجات، مستشهدا بطلب أوباما بمثل هذه الشراكات قبل نحو عامين، بينما المؤسسة تقترب من السنة الخامسة منذ بدايتها في هذه الشراكات. وقال الغفيص أمس: "كان فيه قبل سنتين خطاب للرئيس الأميركي السيد أوباما، طلب فيه أن تربط جهات قطاع الأعمال مع مخرجات كليات المجتمع، ونحن بدأنا بها قبل أربع سنوات، وتجربتنا تعتبر فريدة في العالم". جاء ذلك على هامش حفل توقيع المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني يوم أمس في الرياض، اتفاقية تعاون مع الشركة السعودية للخطوط الحديدية "سار" بهدف إنشاء معهد تقني عال متخصص في مجال التدريب التخصصي في صيانة وتشغيل الخطوط الحديدية بحضور محافظ المؤسسة الدكتور علي الغفيص ورئيس مجلس إدارة شركة "سار" منصور الميمان. وبين الغفيص أن شراكات المؤسسة تعتبر تجربة ناجحة ومحط أنظار دول العالم أجمع، مضيفا أنه تم عرض هذه التجربة في مؤتمر تم في بداية هذا العام في شنغهاي بحضور 132 دولة، مشيرا إلى أنها كانت محط أنظار جميع المشاركين في المؤتمر، معتبرا إياها في ذات الوقت بنموذج لدول العالم. وفي السياق نفسه بين الغفيص أن مدير منظمة العمل العربية طلب أن يعقد منتدى لعرض التجربة السعودية على الدول العربية حيث تعد هذه التجربة فريدة من نوعها وتم ذلك قبل عام ونصف العام. من جانبه رحب رئيس مجلس إدارة شركة "سار" منصور الميمان بهذا التعاون مع المؤسسة موضحا أن الشركة تسعى من خلال من هذه الشراكة إلى تفعيل دور قطاع صيانة الخطوط الحديدية في توفير فرص عمل حقيقية واعدة للشباب السعودي في مجموعة من المجالات الفنية والإدارية حيث سيشكل هذا المعهد في المستقبل قناة رئيسة لتوفير مخرجات ذات كفاءة عالية ومؤهلة من شباب هذا الوطن لتأدية عدد كبير من المهن والوظائف ضمن هذا القطاع. وأضاف الميمان أن "سار" تقوم حاليا على إنشاء شبكة يبلغ مجموع أطوالها 2750 كيلو مترا تشمل 6 محطات للركاب و9 محطات للبضائع و3 محطات لنقل المعادن و3 ورش رئيسة للصيانة في كل من الرياض وحائل والنعيرية إضافة إلى مراكز الإشارة والتحكم ومجموعة كبيرة من مراكز الصيانة الأولية على امتداد طول الشبكة التي تمر بكل من الرياض وسدير والقصيم وحائل والجوف وصولا إلى القريات، بالإضافة إلى خط المعادن الذي يصل مناجم الفوسفات بحزم الجلاميد أقصى الحدود الشمالية بمدينة رأس الخير التعدينية مرورا بمناجم البوكسايت بالبعيثة، مؤكدا أن تشغيل هذه الشبكة سيحتاج أعددا كبيرة من الأيدي العاملة. وأوضح الميمان أن الشركة السعودية للخطوط الحديدية ستبدأ بتشغيل خطوطها لنقل الركاب والبضائع منتصف العام الميلادي 2014 وقد بدأت خلال شهر مايو من العام الميلادي المنصرم تشغيل خطها لنقل المعادن من مناجم حزم الجلاميد في منطقة الحدود الشمالية إلى مجمعات الصناعات التحويلية التابعة لشركة معادن في ميناء رأس الخير على الخليج العربي، وتعود ملكية الشركة بالكامل لصندوق الاستثمارات العامة الذراع الاستثماري لوزارة المالية. وبالعودة للغفيص قال إن إنشاء هذا المعهد يهدف إلى توفير التدريب المتميز للشباب السعودي في مجال صيانة وتشغيل الخطوط الحديدية مما سيؤدي إلى تأهيلهم للعمل في منشآت الشركة وكذلك الشركات الأخرى التي تعمل في القطاع ذاته في جميع مدن ومحافظات المملكة. وأضاف الغفيص أن هذا التعاون مع شركة "سار" يأتي في إطار حرص المؤسسة على الدخول في شراكات استراتيجية مع قطاعات الأعمال المحلية والعالمية في مجال التدريب التقني والمهني التي يتم من خلالها تنفيذ برامج تدريبية تقنية ومهنية لإعداد وتأهيل القوى الوطنية في مجالات قطاعات الأعمال المختلفة، مبينا أن المؤسسة تتولى بموجب هذه الشراكات إنشاء معاهد وإعدادها بالتجهيزات الأساسية والإشراف على برامج التدريب، ويشارك قطاع الأعمال بالتشغيل كما يوفر أيضا تجهيزات تخصصية بالاستفادة من دعم صندوق تنمية الموارد البشرية. يذكر أن السعة الاستيعابية ستتراوح بين 800 إلى 1000 طالب، بينما لم يتم الاتفاق على موقع المعهد بعد.