اختتم بمدينة جدة مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي فعالياته، بعد استضافته كوكبة من نجوم العالم السينمائيين، الذين حضروا من مختلف دول العالم، وأضاؤوا سماء جدة للسنة الثانية على التوالي، في خطوة داعمة ومتقدمة للنهوض بصناعة السينما السعودية. تعد هذه الخطوة بابا جديدا نحو الاستثمار في الحياة، بما فيها من مقدرات ومكتسبات، وخطوة تثبت أن الاستثمار في الحياة، أهم بمراحل من الاستثمار في ثقافة الموت، التي سادت لفترة تجاوزت الأربعين سنة، ولم تحقق خلالها أي مكسب، إلا انتشار التطرف والكراهية والإرهاب. وبالرغم من أننا ما زلنا كسعودين في بداياتنا الحقيقية، وليست الأولى لصناعة السينما، إلا أن وجود مهرجان سينمائي ك«مهرجان البحرالأحمر»، يعد شعلة محفزة لأصحاب المواهب ورواد الأعمال في مجال السينما، يؤكد ذلك التنافس الحاصل في ترشيح عدد من الأفلام السعودية في المهرجان، وتحقيق فيلم «بين الرمال» السعودي جائزة لجنة التحكيم. صعود الفيلم السعودي لاكتساب مثل هذه الجائزة، يحمل داخله شيئا من التكريم لأصحاب هذا المنجز، والفخر لجميع السعوديين، كبداية مبشرة بالخير لصناعة السينما بالسعودية، في ظل دعم وزارة الثقافة عبر «هيئة الأفلام». السينما السعودية أثبتت - بعد أن تلقت الدعم والتشجيع والاعتراف - أنها قادمة بقوة، حبًا في الفن والحياة، ونتيجة لأرقام قياسية منطقية، حول ازدياد نسبة ارتياد صالات السينما، من قبل محبيها من المواطنين، وارتفاع مبيعات التذاكر في ظل تراجعه بدول أخرى، ما يشير إلى وجود شغف حقيقي، وحالة وعي ثقافي متذوق للفن، أو بمعنى أصح متعطش له.