لم تكن مشاركة المملكة في مهرجان كان السينمائي مجرد مشاركة عابرة، فهي تأتي تأكيدا على الإصرار بتحريك مؤشر بوصلة صناعة الأفلام نحو المملكة حسبما يقول مختصون في الصناعة السينمائية الذين قدموا ل»الرياض» قراءتهم للحدث في التحقيق التالي: المناخ الصحي للسينما محمد آل صبيح مدير جمعية الثقافة والفنون بجدة أشار إلى أن المجتمع السعودي أصبحت لديه معرفة عميقة ووعي كبير بأهمية السينما وصناعة الأفلام في تقدم المجتمعات، وقيادتنا الحكيمة في ظل رؤية 2030 وفرت المناخ الصحي والبيئة المحفزة لدعم ورعاية الثقافة والفنون بشكل عام وحظيت السينما السعودية مؤخرا باهتمام بالغ فهي النافذة التي من خلالها يشاهدنا العالم، والمشاركة في المهرجانات العربية والدولية خطوة إيجابية سوف يكون لها الأثر البالغ في نمو وازدهار قطاع صناعة الأفلام السعودية. لدينا كفاءات وطنية مبدعة تستطيع من خلال نافذة السينما التعبير عن وجدان وفكر المجتمع السعودي وتجسيد هويته وقيمه والتعريف بعمق ثقافته وتراثه وتنوع فنونه وإشاعة رسالتنا العظيمة في نشر قيم المحبة والسلام وأجزم أن هذا الثراء الوطني من حيث طبيعة الأرض وجغرافيتها وتاريخها وطموح الإنسان السعودي المبدع ستتحق تطلعاتنا لقطاع السينما وصناعة الأفلام ليصبح من أهم عناصر القوى الناعمة في التعبير عن قضايانا والدفاع عن وطننا وكذلك من الروافد الاقتصادية المهمة وتأتي مشاركة المملكة في الدورة 74 لمهرجان «كان» السينمائي الدولي بجناح كبير ومتكامل لعدة جهات لتؤكد إصرارنا الكبير وإيماننا بقدراتنا في تحريك مؤشر بوصلة صناعة الأفلام إلى المملكة القلب النابض للعالم وبلا شك يأتي هذا الحراك المتسارع بدعم ورعاية من سمو ولي العهد الذي فعل الطاقات الوطنية في شتى المجالات وعلى كافة الأصعدة ونحن في المشهد الثقافي نشهد نهضة حقيقية كبيرة منذ تأسيس وزارة الثقافة وإنشاء الهيئات التى تسعى للنهوض بالقطاعات الثقافية والفنية المستهدفة بقيادة سمو وزير الثقافة الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان آل سعود، اليوم تشارك السعودية في مهرجان كان كونه الأهم عالميا وغدا ستكون المهرجانات السينمائية السعودية في الصدارة. التطور في صناعة السينما بدوره لفت المخرج السينمائي هاني حجازي إلى أن المملكة تركت بصمة لافتة بعد مشاركتها بمهرجان كان السينمائي الدولي في دورته الرابعة والسبعين، حيث إن مشاركتها أظهرت فيها سرعة تطورها في هذا الفن، ويعود هذا التطور الأكبر عما سبق من مشاركات بعد الدعم الكبير واللامحدود الذي حظيت به من قبل صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد - حفظه الله -، ضمن مستهدفات رؤية 2030. حرصت المملكة في هذه المشاركة على تقديم نفسها كدولة رائدة وقادمة وبقوة في مجال صناعة الأفلام والإنتاج السينمائي وذلك لإلمامها العميق لما يُمثله مهرجان كان السينمائي من أهمية بالغة بوصفه المنصة الدولية الأهم على مستوى صناعة السينما في العالم. كما اهتمت المملكة في جناحها السعودي المُشارك بالمهرجان بمنصة للحوار المفتوح بصنّاع الأفلام والمستثمرين السعوديين والعرب مع نظرائهم من مختلف جنسيات العالم، وأثبتت للعالم مدى قدرتها على الوصول إلى العالمية. وعكس الجناح السعودي استعداد المملكة للدعم الموجه تحت مظلة رؤية المملكة 2030 التي منحت صناعة السينما مساحة كبيرة من الاهتمام. وعبر منبركم هذا أرفع صوتي بأهمية التوضيح بأن المملكة غنية بمواهب حقيقية على استعداد تام للمنافسة في هذا المجال وإن أتيحت لهم الفرصة سوف يكون هناك نجوم شباك من الصفوف الأول عربياً ودولياً. خطوة في طريق الانفتاح على العالم فيما اعتبر د. محمد غزالة رئيس مدرسة الفنون السينمائية بجامعة عفت في جدة المشاركة الثانية للمملكة في أهم محفل سينمائي دولي خطوة أخرى بناءة في سبيل انفتاح الثقافة السعودية على العالم، وخاصة أنها تأتي تتويجا لعدة خطوات إيجابية سبقتها على مدى السنوات القليلة الماضية بدعم رؤية طموحة وملهمة. فإن افتتاح عشرات دور السينما في ربوع المملكة منذ 2018 وتأسيس هيئة الأفلام تحت مظلة وزارة الثقافة، واعتماد وزارة التعليم لبرنامج الفنون السينمائية بجامعة عفت، واستمرار دعم مهرجان أفلام السعودية الذي أعطى زخما للمشهد السينمائي المحلي والخليجي، وننتظر بشغف الدورة الأولى من مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي قريباً، كل ذلك يعد تتويجا للمجهودات الرسمية والشعبية للاحتفاء بفن السينما كملهم للشعوب وصانعة لصورة تعكس حقيقة المجتمعات وحضاراتها. إنجاز للسينما السعودية المنتج والمخرج أحمد بن راجح استهل مداخلته بتساؤل حول طبيعو مشاركة المملكة في مهرجان كان السينما لهذا 2021 هل كانت مشاركة فعالة أو مجرد حضور؟ فيجيب عنه بقوله: شهدت صناعة السينما في المملكة خلال الستة أعوام الأخيرة تطورا ملحوظا، ويظهر هذا من خلال عدد الأفلام التي تم طرحها كما شهدت المملكة اكتشاف الكثير من المواهب في كافة الفنون ككتابة السيناريوهات والممثلين والممثلات ومهندسين الديكور السينمائي والمكياج بالمؤثرات وملحنين الموسيقى التصويرية الذين حصلوا على فرصة تنمية مواهبهم بالمشاركة في إنتاج أفلام حصلت على جوائز من أقدم المهرجانات السينمائية كالقاهرة في عامه الثاني والأربعين بالإضافة أيضا لعدد المهرجانات التي أصبحت تقام في السعودية كما تم إنشاء كليات ومناهج أكاديمية لطلاب وطالبات الماجستير والبكالوريوس تخصصات كالتمثيل والمونتاج وهذا كله حدث بعد تعاون ثمين للهيئات المتخصصة كهيئة الإعلام المرئي والمسموع وهيئة الأفلام الذين سعوا لهذه التنمية في الكوادر المحلية ولهذا تواجد السعوديون هذا العام في مهرجان كان السينمائي 2021 دون أي معوقات أو صعوبات وجاري مناقشة الأفلام التي سوف تصنع في السعودية بعد المهرجان ومن أجل التحاور مع كل صناع العالم المشاركين في المهرجان لكي يأتون كمستثمرين في صناعة السينما السعودية لتصبح السينما دخل اقتصادي فلدينا بيئتنا الخاصة بالتضاريس الطبيعية وشواطئنا وجبالنا والأمن الذي هو مطلب لكل الفنانين ولهذا كان تواجدنا مشاركة حضورية وتم عرض أفلامنا. انفتاح على الصناعة السينمائية أخيرا علق المخرج طارق ملفي على مشاركة المملكة في مهرجان كان السينمائي واعتبارها تتويجا لمسيرة دعم الأفلام المحلية ورعاية السينمائيين السعوديين وإبداعاتهم التي بدأت في التصدير للخارج، لافتا إلى انعكاس هذ الدعم على خلق بيئة مثالية لصناعة الأفلام والسينما إضافة إلى تحفيز القطاع الخاص والمنتجين على الاستثمار في هذا المجال، ووجود المملكة في المهرجان دلالة على الانفتاح الثقافي في مجال صناعة الأفلام السينمائية. أحمد بن راجح طارق ملفي «مخرج ومنتج» محمد آل صبيح محمد غزالة هاني حجازي «مخرج»