استخدم نصف المستهلكين في المملكة خيار «اشتر الآن وادفع لاحقًا عبر الانترنت خلال العام الحالي، ويتوقع أن يرتفع عددهم إلى 67 % العام المقبل. وأشار تقرير حديث حول التحول الرقمي في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إلى أن تطبيقات التحويلات لا تزال أكثر أشكال التكنولوجيا المالية استخدامًا على نطاق واسع، وكلما ازدادت الخدمات في هذا المجال ازداد انتشارها وتشعبها، من إدارة الثروات إلى الاقتراض ومن العملات الرقمية إلى التكنولوجيا الداخلية، إضافة للشعبية الهائلة في تبني خدمة «اشتر الآن وادفع لاحقًا» خلال 24 شهرًا الأولى منذ بداية طرحها، ما يؤكد استعداد المنطقة للاستفادة من التكنولوجيا لإدارة أموالها. ازدهار الاقتصاد الرقمي يضيف التقرير أن الاقتصاد الرقمي في المملكة مزدهر وجوهره هو محور المستهلك الجماعي للتسوق رقميًا حيث نما التسوق عبر الإنترنت بنسبة تفوق 25% كمعدل نمو سنوي مركب في السنوات ال3 الماضية، وكان الدافع لذلك تغيّر عادات المستهلكين بسبب جائحة كورونا حيث عزز تجار التجزئة من ابتكاراتهم عبر سلسلة القيمة لتقديم تجارب متعددة القنوات بالتركيز على التكنولوجيا، حيث انتقل العملاء من الشراء بعيدًا عن الانترنت إلى الشراء عبره من خلال نقاط الاتصال المتعددة، وسيستمر هذا الانتقال بوتيرة متسارعة مستقبلًا. ويشهد تغلغل التجارة الإلكترونية في المنطقة نموًا مرتفعًا، ومع ذلك فهو لا يزال أقل من 10 % مقارنة بالأسواق الأكثر نضجًا حيث يكون اختراق التجارة الإلكترونية أعلى بكثير. وتوقع التقرير أن تقود التجارة الاجتماعية الموجة الكبيرة التالية في التسوق عبر الإنترنت في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. دعم الجيل الشاب أشار التقرير ألى أن وجود جيل هائل الحجم من الشباب، يقضون 3 إلى 4 ساعات يوميًا على قنوات التواصل الاجتماعي، مع رؤية قدر كبير من الإنفاق التسويقي على هذه القنوات الاجتماعية التي تعد المكان المناسب حاليًا ومع معدل اعتماد هائل، بدأ سوق «اشتر الآن وادفع لاحقًا» في المنطقة بالنضج، من منظور المستهلك وتجار التجزئة حيث نرى استخدامًا مدروسًا لخدماته، لأنه يوفر المرونة المالية والسيولة قصيرة الأجل، إضافة إلى أن هذا النوع من العروض له تطور طبيعي عندما يتعلق الأمر بجعل الحياة أكثر مرونة وبأسعار معقولة وآمنة للمتسوقين. تجارة التجزئة هناك انتقال من التركيز المدفوع بالتكلفة إلى التركيز على القيمة، ففي السابق كان تجار التجزئة ينظرون إلى «اشتر الآن وادفع لاحقًا» على أنها مجرد طريقة دفع أخرى، وبالتالي، قارنوا خدماتها بخدمات موفري الدفع الآخرين مما أدى إلى مما أدى إلى تدني الرسوم، أما اليوم فيتمتع بائعو التجزئة بمهارة فائقة بخيار «اشتر الآن وادفع لاحقًا» وما يعنيه للوصول إلى العملاء والاحتفاظ بهم، وهذا يعني أن التركيز الآن ينصب على النمو الشامل الذي يشمل التسويق وتجربة العملاء ونضج المنتج. معالجة الثقافة النقدية أضاف التقرير أن مشكلات النقد تبشر بالخير بالنسبة للاقتصاد المحلي والاقتصاد الرقمي، فهذه أمور يمكن معالجتها في حين أن التفضيل النقدي قلل من شعبية النقد بشكل هائل بسبب الجائحة، إلا أنه بدأ عند مستوى عال في منطقة تتمتع بتفضيل قديم للنقد لكن هذا ليس جيدًا للشركات التي تعرف أن التعامل مع النقد أمر مرهق ومكلف عند تلقي المدفوعات وكذلك عند ترتيب عمليات رد الأموال على المرتجعات، علاوة على ذلك، فإن الدفع النقدي عند الاستلام يأتي بمعدل إلغاء مرتفع جدًا، الأمر الذي يؤثر بدوره على اللوجيستيات العكسية وما إلى ذلك. ومع ذلك، في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ككل، لا يزال الدفع النقدي عند التسليم يشكل ما بين 30 % و40 % من مبيعات التجارة الإلكترونية، وإن كانت خدمة «اشتر الآن وادفع لاحقًا» خفضت الاعتماد على الدفع نقدًا عند الاستلام بحوالي 50 % لبائعي التجزئة، ويرجع السبب وراء ثبات الأموال بالثقة التي تعتبر مشكلة من المحتمل أن تتفاقم بسبب ارتفاع عدد مستخدمي التجارة الإلكترونية لأول مرة والذين لم يبنوا بعد ثقة كاملة في العملية وفي العلامات التجارية الجديدة التي يمكنهم الوصول إليها الآن. حالة عدم اليقين أكد التقرير أن حالة عدم اليقين بشأن أوقات التسليم والاستلام، وكذلك موضوع الإرجاع والمبالغ المستردة، يتسبب في قيام المستهلكين بحماية أموالهم والتحفظ بشأن إجراء المعاملة حتى يعرفوا أن المنتج الذي يريدونه بات بين أيديهم، توفر «خدمة اشتر الآن، وادفع لاحقّا» انتقالًا رقميًا واضحًا لهؤلاء المستهلكين حيث يمكن تأجيل الدفع إلى ما بعد استلام البضائع. مضيفًا بأن يتوجب على المنظومة القيام بمزيد إذا ما كان الهدف هو خفض استخدام النقد. الجانب التنظيمي يشير التقرير إلى وجود اهتمام واضح من الحكومات والبنوك المركزية في التعاون على إطار عمل يخفف الضغط التنظيمي، وتعد المملكة والإمارات أرضا خصبة للاعبين في الفضاء الرقمي، وعلى مدى 3 أعوام الماضية، شهدنا استثمارات كبيرة في الشركات الناشئة المبتكرة القائمة على التكنولوجيا في المنطقة، ولعل الأهم من ذلك هو أن الاستثمار متوازن بين الكيانات العالمية والمحلية، وبين الكيانات العامة والخاصة. هذا يدل على شهية متزايدة لدعم رواد الأعمال المحليين الذين يتعاملون مع تحديات معينة في المنطقة والزيادة في الاستثمار هي نتيجة للجهود المتضافرة من الحكومات المحلية التي نفذت تفويضًا واضحًا لتحسين سهولة ممارسة الأعمال التجارية، ومن الأمثلة الواضحة على ذلك إطلاق برنامج التحول الوطني في إطار رؤية السعودية 2030، والذي يتناول عددًا من المجالات مثل سهولة ممارسة الأعمال التجارية وتطوير الاقتصاد الرقمي. 50 % من المتسوقين استخدموا خيار «اشتر الآن وادفع لاحقًا» 67 % ينوون استخدام «خيار اشتر الآن وادفع لاحقًا» العام المقبل 25 % نمو سنوي للتسوق عبر الإنترنت 10 % أقل من الأسواق الأكثر نضجًا 30 - 40 % الدفع النقدي بعد التسليم 50 % انخفاض الدفع النقدي بعد تطبيق «اشتر الآن وادفع لاحقًا»