وصف مثقفون سوق عكاظ الذي يطلق أمير منطقة مكةالمكرمة الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز نسخته السادسة تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الثلاثاء 24 شوال الجاري الموافق 11 سبتمبر 2012، بأنه يفتح نافذة جديدة تتيح إلقاء نظرة على المستقبل، فيما اعتبرت قيادات من الشباب واختصاصيون في الإعلام ندوة (ماذا نريد من الشباب وماذا يريد الشباب) التي يتبناها سوق عكاظ هذا العام ضمن البرنامج الثقافي بمشاركة أمير منطقة مكة وأربعة وزراء، أنها تؤسس لمنبر حواري دائم بين صناع القرار وشريحة الشباب. وطالب المستشار بوزارة التربية والتعليم الدكتور عبدالعزيز السبيل بأن تصنع الأجيال تاريخها ولا تتكئ على أمجاد الآباء والأجداد، مشير إلى أن من يزر سوق عكاظ في كل عام فسيلحظ تحسناً ملحوظاً في الجوانب التنظيمية والتجهيزات، وقال: إذا كان مستوى التنظيم والتغيير والتحديث على هذا المنوال، أجزم أنه بعد سنوات قليلة سيتجاوز سوق عكاظ البعدين المحلي والعربي إلى العالمية. وتابع السبيل: يمثّل سوق عكاظ التاريخ ويمثّل الحاضر والمستقبل، وهذا الأخير يتمثل في برنامج عكاظ المستقبل الذي تنفذه وزارة التعليم العالي، ونحن بقدر اعتزازنا بالماضي وبقدر تمسكنا بهذا التراث وأكثر من ذلك نتطلع إلى المستقبل ونستشرف آفاقه، فأبناء اليوم يجب أن ينظروا إلى الخلف قليلاً ولكن إلى الأمام كثيراً، نهتم بالماضي ونتكئ عليه، ولكن علينا ألا نكون أسرى له، وعلينا أن نصنع أمجادنا نحن، وعلى الأبناء والأحفاد أن يصنعوا كذلك أمجادهم، وهذه الرؤى المستقبلية هي التي يؤكد عليها الأمير خالد الفيصل. ووصف رئيس مجلس إدارة نادي جدة الأدبي الدكتور عبد الله السلمي سوق عكاظ بأنه مشروع ثقافي حضاري وطني ينطلق من جذور تاريخية راسخة في الثقافة العربية، وقال: ما شاهدناه في الأعوام الماضية من معارض متنوعة وبرامج وأنشطة وإقبال الزوار دليل على الأهمية التي يحظى بها السوق. وتمنى السلمي أن يثمر اهتمام المسؤولين بسوق عكاظ في تحويله إلى ملتقى عربي ووجهة سياحية يقصدها الزوار خلال زيارتهم للطائف بشكل خاص، والمملكة بشكل عام. وشدد مدير فرع الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون بمحافظة جدة عبدالله التعزي على أن سوق عكاظ أصبح ملتقى فريداً من نوعه، وأن نشاطاته تتنوع لتقدم مهرجاناً ثرياً في محتواه. وذهب أستاذ الصحافة والإعلام بجامعة الملك عبدالعزيز الدكتور عبدالرحمن الحبيب إلى أن سوق عكاظ بشكله الحالي والتطوير الذي يخطط له مستقبلاً، يعد نموذجاً للسياحة الثقافية والتراثية التي تستحوذ على نسبة مرتفعة عالمياً من إقبال السياح، مقارنة بالأنماط السياحية الأخرى". عقلية منفتحة ستفاجئ الحضور وحول تبني سوق عكاظ حلقة النقاش بمشاركة أمير منطقة مكة وأربعة وزراء، قال رئيس لجنة شباب الأعمال بالغرفة التجارية الصناعية بجدة المهندس محمد صويلح: تبني هذا الحوار من شأنه أن يكرس النظرة المستقبلية لأدوار الشباب في التنمية بمنطقة مكة خصوصاً والمملكة عموماً. مؤكداً أن حلقة النقاش تعتبر تتويجاً للدعم الذي يلقاه الشباب من أمير منطقة مكة والوزراء في احتضان التظاهرات الشبابية والتجمعات الحوارية الفاعلية، مستشهداً بمبادرات إمارة المنطقة تجاه الشباب، والمتمثلة في إشراكهم في لجان تابعة للإمارة وتنظيم ملتقى الشباب. بدوره، أوضح عضو لجنة شباب الأعمال محمد بن عبدالخالق سعيد أن الندوة التي يتبناها سوق عكاظ تؤكد الحاجة لأن يستمع صناع القرار لما يخفيه الشباب من طموحات وآمال، منوهاً أنها ستكرس منهجاً جديداً في الشفافية بين المسؤول والمواطن. وأكدت رئيسة لجنة شابات الأعمال بالغرفة التجارية الصناعية بجدة رانية سلامة أن ندوة "ماذا نريد من الشباب وماذا يريد الشباب منا" تحقق منهج إشراك الشباب في الرأي ومن ثم تحميلهم المسؤولية، مشيرة إلى أن الشباب أثبتوا قدرتهم على الإبداع في قطاع الأعمال، حيث تشير التقارير إلى أن 90% من المشاريع الصغيرة يملكها شباب. وخلصت سلامة إلى القول: تمثل الندوة دليلاً على أن الأمير خالد الفيصل يراهن على أن الشباب هم زهرة الأمل وركيزة البناء ونظرة المستقبل وليدلل على أنهم مشاركون رئيسون في سوق عكاظ لتقديم ما لديهم من منتج جدير بالمتابعة من قبل مرتادي السوق. ورأى عميد كلية إدارة الأعمال برابغ الدكتور عبدالإله ساعاتي أن ندوة "ماذا نريد من الشباب وماذا يريد الشباب منا" من خلال محاورها التي تتناول دورهم في التنمية والتعليم والإعلام، تعطي الحيز المكاني لهذه الفئة التي ستفاجئ الحضور بعقليتها المتفتحة وبحضورها الفاعل وبقدرتها على التفاعل مع جميع أوجه التنمية، مشيراً إلى أن الندوة حدث مهم ينتظره الشباب السعودي، متمنياً أن تخرج الندوة بتوصيات عملية تعبر عما يطمح الشباب إلى تحقيقه ورؤيتهم لمستقبلهم الذي هو مستقبل وطنهم وأمتهم.