في علاقتنا بالمقربين منا تغمرنا مشاعر الحب والسعادة والشعور بالأمان والثقة، وأحيانا الشعور بالحزن وخيبة الأمل عندما يحدث موقف يزلزل تلك الثقة أو يدمر تلك المشاعر الفياضة. العلاقات من المفترض أن تجلب لنا التوازن والبهجة في حياتنا. وحيث إنه لا توجد علاقات وردية بالكامل دون أية خلافات أو مشاكل، فهناك خلافات تؤدى إلى تطور العلاقة وزيادة عمقها، وهناك خلافات لا تدمر العلاقة وحدها وإنما تدمر طرفيها أيضًا. وفي الواقع أننا كثيرا ما نؤذي من نحبهم من خلال تصرفات غير صحية قد لا نعيرها اهتماما ولكنها قد تكون ذات أثر مدمر للطرف الآخر. تتحدث كاثي هود والتي تعمل في منظمة وان لوف وهي منظمة أسستها عائلة قتلت ابنتهم على يد صديقها المقرب، وهي مأساة لم تتوقعها العائلة، ولكن عندما بحثوا في ماضي العلاقة وجدوا أنه كانت هناك علامات منذرة لم ينتبه لها، وكان بالإمكان تجنب هذه النهاية المأساوية لتلك العلاقة غير الصحية. وتركز كاثي هود على خمسة أسباب للعلاقات غير الصحية والتي قد تؤدي إلى نتائج غير محمودة العواقب. وأول هذه الأسباب الحدة والاندفاع في العلاقة، بحيث تشعر بعدم الحرية وأنك محاصر ومحاسب من خلال تلك العلاقة. والسبب الثاني هو العزلة، فمعظم العلاقات تبدأ بالرغبة في قضاء أكثر الوقت مع بعضهم البعض، ولكن قد تظهر العزلة والتي تجعل صديقك يجبرك على العزلة عن محيطك وعائلتك وأصدقائك وعاداتك القديمة، بل وتبدأ عملية التشويه لكل علاقاتك الماضية ومحاولة تنفيرك منها والتنكر لها، وذلك بزرع بذور الشك في تلك العلاقات، وهو أسلوب أناني ويعطي انطباعا بعلاقة غير صحية ومدمرة. وتضيف كاثي هود أن السبب الثالث للعلاقات غير الصحية هو الغيرة، وهي بداية النهاية لشهر العسل لكل علاقة، فتبدأ عملية المتابعة والمراقبة ومعرفة أين تقضي كل وقتك ومع من تتواصل، ويترتب على ذلك ظهور علامات الارتياب وعدم الثقة، وهذه الأشياء قد تكون مدمرة وقد تكون سببا واضحا لارتفاع حالات الطلاق والتي أصبحت ظاهرة مثيرة للقلق. والسبب الرابع للعلاقات غير الصحية هو التقليل من شأن الطرف الآخر، من خلال استخدام كلمات حادة هي مثل السلاح، فيها مزيج من السخرية والازدراء، وعندما تحاول الاعتراض يتم اتهامك بأنك شخص حساس جدا أو غير متقبل للرأي الآخر. الكلمات يجب أن تبني العلاقة بدلا من أن تهدمها، مع الاهتمام بحفظ الأسرار ونقاط الضعف وليس نشرها والسخرية منها. وآخر الأسباب في تلك العلاقات غير الصحية هو التقلب، ونعني تقلب العلاقة ما بين الاقتراب والبعد بسبب المزاجية، فهناك مواقف مبكية ومحبطة، يتبعها تصالح هش، ثم هناك تبادل للعبارات المؤذية، يتبعها اعتذار لا يصلح تلك النفس المكسورة والمعنوية المحطمة. إن هذه العلاقات المضطربة تعطي انطباعا عن مدى السوء وتسمم العلاقة، وهنا تصبح العلاقة خطرة، وربما كان الانفصال خيرا من الدخول في أروقة المحاكم والكراهية، ومحاولة الثأر والأذية.