غداً..أول اجتماع خماسي لبحث خروقات هدنة لبنان    العوفي والظاهري يزفان حنين ومؤيد    هل بدأ زيلينسكي مرحلة تقديم التنازلات؟    الكشافة السعودية تستعرض تجربتها في مكافحة التصحر بمؤتمر COP16    ضبط (19024) مخالفًا لأنظمة الإقامة والعمل وأمن الحدود في مناطق المملكة خلال أسبوع    الفنون الشعبية والتراثية تُثري فعاليات حائل    "التعاون الإسلامي" تشارك في اجتماع التحالف الدولي لتنفيذ حل الدولتين في بروكسيل    تنفيذ حُكم القتل في مواطنين خانا وطنهما وانضما لكيان إرهابي    وصول الطائرة الإغاثية السعودية ال 26 إلى لبنان    "وفد سعودي" لتعزيز التعاون الاقتصادي في طاجيكستان    "بلاغات الأدوية" تتجاوز 32 ألفًا في شهر واحد    «فيفا» يعلن حصول ملف استضافة السعودية لكأس العالم 2034 على أعلى تقييم في التاريخ    أستراليا تحظر «السوشال ميديا» على الأطفال    سكري القصيم «عقدة» رائد التحدي    استهداف 34 ألف لاعب تتراوح أعمارهم بين 6 إلى 9 سنوات    نائب رئيس مجلس الإفتاء السويدي: المملكة ناصرة للدين الإسلامي    بحضور وزير الرياضة.. انطلاق منافسات سباق "سال جدة جي تي 2024"    «الإيدز» يبعد 100 مقيم ووافد من الكويت    معرض "أنا عربية" يفتتح أبوابه لاستقبال الجمهور في منطقة "فيا رياض"    باكستان تقدم لزوار معرض "بَنان" أشهر المنتجات الحرفية المصنعة على أيدي نساء القرى    انطلاق فعاليات معرض وزارة الداخلية التوعوي لتعزيز السلامة المرورية    مطارات الدمام تدشن مطارنا أخضر مع مسافريها بإستخدام الذكاء الاصطناعي    ديوانية الأطباء في اللقاء ال89 عن شبكية العين    أمير منطقة تبوك يستقبل رئيس واعضاء مجلس ادارة جمعية التوحد بالمنطقة    مدني الزلفي ينفذ التمرين الفرضي ل كارثة سيول بحي العزيزية    مدني أبها يخمد حريقًا في غرفة خارجية نتيجة وميض لحظي    الأهلي يتغلب على الوحدة بهدف محرز في دوري روشن للمحترفين    البنك المركزي الروسي: لا حاجة لإجراءات طارئة لدعم قيمة الروبل    ندى الغامدي تتوج بجائزة الأمير سعود بن نهار آل سعود    الجبلين يتعادل مع الحزم إيجابياً في دوري يلو    "أخضر السيدات" يخسر وديته أمام نظيره الفلسطيني    حرمان قاصر وجه إهانات عنصرية إلى فينيسيوس من دخول الملاعب لمدة عام    6 مراحل تاريخية مهمة أسست ل«قطار الرياض».. تعرف عليها    المملكة تفوز بعضوية الهيئة الاستشارية الدولية المعنية بمرونة الكابلات البحرية    نعيم قاسم: حققنا «نصراً إلهياً» أكبر من انتصارنا في 2006    خطيب المسجد النبوي: السجود ملجأ إلى الله وعلاج للقلوب وتفريج للهموم    السعودية تتسلّم مواطنًا مطلوبًا دوليًا في قضايا فساد مالي وإداري من روسيا الاتحادية    الشؤون الإسلامية تطلق الدورة التأهلية لمنسوبي المساجد    خطيب المسجد الحرام: أعظمِ أعمالِ البِرِّ أن يترُكَ العبدُ خلفَه ذُرّيَّة صالحة مباركة    وكيل إمارة جازان للشؤون الأمنية يفتتح البرنامج الدعوي "المخدرات عدو التنمية"    الملحم يعيد المعارك الأدبية بمهاجمة «حياة القصيبي في الإدارة»    التشكيلي الخزمري: وصلت لما أصبو إليه وأتعمد الرمزية لتعميق الفكرة    تقدمهم عدد من الأمراء ونوابهم.. المصلون يؤدون صلاة الاستسقاء بالمناطق كافة    انطباع نقدي لقصيدة «بعد حيِّي» للشاعرة منى البدراني    فصل التوائم.. البداية والمسيرة    "راديو مدل بيست" توسع نطاق بثها وتصل إلى أبها    بالله نحسدك على ايش؟!    حملة توعوية بجدة عن التهاب المفاصل الفقارية المحوري    أمير تبوك يستقبل المواطن مطير الضيوفي الذي تنازل عن قاتل ابنه    وزير الخارجية يصل الكويت للمشاركة في الدورة ال 162 للمجلس الوزاري التحضيري للمجلس الأعلى الخليجي    إنسانية عبدالعزيز بن سلمان    أمير حائل يعقد لقاءً مع قافلة شباب الغد    أكدت رفضها القاطع للإبادة الجماعية بحق الفلسطينيين.. السعودية تدعو لحظر جميع أسلحة الدمار الشامل    محمد بن عبدالرحمن يشرّف حفل سفارة عُمان    رئيس مجلس الشيوخ في باكستان يصل المدينة المنورة    أمير تبوك يقف على المراحل النهائية لمشروع مبنى مجلس المنطقة    هيئة تطوير محمية الإمام تركي بن عبدالله الملكية ترصد ممارسات صيد جائر بالمحمية    هنآ رئيس الأوروغواي الشرقية.. خادم الحرمين الشريفين وولي العهد يعزيان القيادة الكويتية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حصار آثاره على صحة شبابنا
المخدرات ,, الداء الذي يهدد الأمم ,, كيف السبيل إلى
نشر في الجزيرة يوم 02 - 02 - 2000

** تتجاوز المسألة كونها سلوكا منحرفا، وتتعدى الممارسة كونها خروجا على الانظمة والقوانين,, انها داء ينخر في مخ العظم,, يريد اصابة الأمة في كبدها,, فلا يتركها الا هامدة دون حراك.
من منا لا يعرف المخدرات وأضرارها، ومن منا لم ير نموذجا او يسمع بحالة من حالات السقوط في درك التخدير الخطير.
كلنا نعرف,, والعالم كله يعرف,, والتوعية لا تبح أصواتها ولا يجف مدادها,, ومع ذلك نقر ان هناك حالات ادمان عديدة، وان هناك ضحايا من الشباب، وان الخطر يطرق ابوابنا مثلما يطرق ابواب كل دول العالم عبر مافيا المخدرات تجارا ومروجين ومهربين.
مشكلة المخدرات انها تستهدف الشباب,, ساعد الامة وأملها في المستقبل,, ولذلك فهي داء ينهش في اللب، ويقتل من العمق، ويقضي على الجذور والبذور!
ليست المشكلة في ملايين تهدر من اجل مكافحة هذا الداء، لكن المحنة الحقيقية في ان يرى الناس امل الأمة ومستقبلها يسقط عبر نماذج ملموسة في براثن المخدرات، ليصبح الشباب رهنا لشبح الادمان، فتضيع أغلى الثروات في دروب النشوة الكاذبة، ويصبح حاضر الامة بل ومستقبلها رهن يدي تجار ومروجي المخدرات.
انه الداء الذي لابد من مواجهته، فالتقليل من شأنه، وتجاهل وجوده، والتغافل عن المسارعة بمحاصرته,, كلها مسارات لن تؤدي إلا الى الهاوية السحيقة، فكلما كان هناك تبكير في المعالجة سهلت المهمة وتم تفادي الكثير من الاضرار، وكلما حدث التلكؤ والتجاهل والتغاضي,, تشعبت المشكلة واصبح الحل والعلاج عسيرين على المحتاجين لهما,.
العالم كله يعلم ان الحرب ضد المخدرات هي مسألة ان نبقى او لا نبقى، فالخطر يهدد بسحق كل الجنس البشري اذا لم تتكاتف الجهود للمواجهة ,, لكننا نعلم قبل غيرنا مدى فداحة ان تترك للداء مساحة يغزو خلالها شبابنا.
بلادنا بحمد الله هي موئل الاسلام,, وارضنا هي ارض الطمأنينة والأمن ورخاء العيش,, فهل نترك لمثل هذا الوبال الفرصة لينال منا؟!
ديننا يحثنا على استئصال هذا الخطر، وواجبنا يحتم علينا حماية شبابنا من الفناء ومنطق البقاء يجبرنا ان ننحاز لخيار ان نكون .
وعبر هذه الجولة الاستطلاعية,, نلتقي ببعض المتمترسين في ثغر من ثغور حماية العقيدة والشباب من سموم هذا الوباء ,, كما نستعرض بعض الاعترافات التي ادلى بها رهط من التائبين المتعافين باذن الله، والتي اشتملت على تجربتهم المريرة مع الداء وتفاصيل الرحلة الى الفكاك من اسار المخدرات الى دنيا الناس,, حيث الحياة والعافية,, والتمتع بنعم المنعم والدعاء بالغفران مما ارتكبته النفوس في سالف الأيام.
مكان الجولة مستشفى الأمل بالدمام، حيث كان اللقاء الاول مع الاستاذ محمد بن علي الزهراني مدير عام المستشفى، وحاورناه عبر الاسطر التالية,, وكانت هذه محصلتنا معه:
* ما الاساليب العلاجية التي ينتهجها هذا المستشفى مع مريض الادمان؟
أهم هذه الاساليب العلاجية المتبعة في مستشفى الأمل تتم بواسطة فريق علاجي متدرب ومتخصص كل عضو فيه له دوره وأهميته في تعاون وشمولية، فالعلاج لا يقتصر على وصف واعطاء الادوية فقط, بل تستخدم احدث الأساليب العالية المتطورة من خلال ما يلي:
الأسلوب الاول:
العلاج الطبي بدءا بالفحوصات والتحاليل والتعرف على المواد المخدرة بالجسم وما يصاحبها من أمراض واعراض جسمية مختلفة والتعامل معها ومتابعتها مع اتخاذ الأساليب الطبية الوقائية التي تحمي المريض من الانتكاسات المرضية الى جانب العلاج باستخدام الابر الصينية على أيدي أطباء مهرة.
أما الأسلوب الثاني: فهو التأهيل النفسي والاجتماعي الذي يبدأ بعد شفاء المريض من الاعراض الانسحابية الجسمية للمخدر وتشمل:
أ دور الاخصائي النفسي: حيث يعالج الاضطرابات النفسية المصاحبة للاضطرابات الجسمية بالجلسات الفردية والجماعية وازالة الشعور بالرغبة النفسية للتعاطي عن طريق تدريب العقل الباطن للمريض على الاقتناع الداخلي بالتوقف عن تعاطي المخدرات.
ب دور الاخصائي الاجتماعي في علاج حالة المريض عن طريق دراستها من خلال التاريخ الشخصي والاسري والعائلي للمريض للوصول الى المشكلة الحقيقية التي أدت الى استخدام المخدرات وحلها بأساليب اجتماعية مناسبة عن طريق المقابلات الفردية والجماعية والارشادية وتعاون الاسرة لزرع الثقة في نفوس المرضى وتوجيه سلوكهم توجيها سليما.
اما الأسلوب الثالث ففيه يتم توجيه المريض دينيا وعقائديا بتوضيح أهمية التزام الفرد المسلم للمبادىء والقيم الاسلامية السمحة وتدعيم ايمانهم وعزيمتهم وتبصيرهم عن طريق الوعظ والارشاد والقراءة والاستعانة بالكتب الدينية.
ويجىء الأسلوب الرابع والأخير حيث يعالج المريض عن طريق العمل والرسم والفنون والمسابقات الدينية والثقافية والفنية الى جانب تثقيف المريض من خلال المحاضرات والندوات واللقاءات, ثقافية، طبية، وصحية، واجتماعية ودينية مستهدفة تبصير المريض بمعلومات وحقائق تهمه وتتعلق بحالته وتساعده في العلاج، هذا بالاضافة الى التنسيق الفعال مع اسرة المريض بواسطة الاخصائية الاجتماعية لاستكمال وشمولية خطة العلاج وهذه الخطوة تتم بموافقة المريض المسبقة.
* هل هذه الأساليب تعطى بشكل انتقائي حسب كل حالة؟
لا,, ولكن تقدم كخدمة متكاملة شاملة في نفس الوقت سواء خلال مرحلة التنويم بالمستشفى وفترتها لا تقل عن شهر او من خلال متابعة المريض لمركز الرعاية اللاحقة.
تعريف الإدمان
* ما الادمان ,,, ؟
هو الحالة النفسية والعضوية التي تنشأ من تكرار التعاطي للمادة المخدرة ويصبح الاستمرار عليها وتعاطيها لازما وضروريا ويترتب على التوقف او تقليل الجرعة اضطرابات بدنية وعقلية تُعرف بالاعراض الانسحابية وتكون هناك رغبة ملحة ودائمة للحصول على المخدر مع اضطرار لزيادة الجرعة مع مرور الوقت للحصول على الاوهام والمشاعر الزائفة للجرعة الاولى.
* أي الأساليب تنتهجونها في ادارة هذا المستشفى؟
من المعلوم ان مرضى الادمان ليسوا ككل المرضى في المستشفيات الاخرى حيث ان طبيعة المرض تعتبر ذات صفة نفسية اكثر مما هي عضوية، لهذا فان اسلوب الادارة فيما يتعلق بالمرضى لابد ان يتصف بالمرونة احيانا والحزم احيانا اخرى والاهم هو تكيف المريض مع البرنامج العلاجي وتجاوبه لتوجيهات الفريق العلاجي, هذا فيما يتعلق بالمرضى ولا يختلف الحال كثيرا عن الموظفين حيث يتم التعامل معهم باللين احيانا والحزم متى ما تطلب الامر ذلك ويمكن ان يسأل غيري من العاملين معي عن الاسلوب المتبع في الادارة وعن سلبياته وايجابياته.
* هل تستمعون شخصيا باذن صاغية لشكاوى الموظفين والمرضى؟
الحمد لله لا ترد الينا شكاوى مقلقة ومكتبنا مفتوح للجميع من موظفين ومرضى، كما اننا نقوم باستمرار بجولات في الاقسام العلاجية واقسام الموظفين والشكاوى غالبا ما تكون في شكل حوارات حية نبت في حلها في حينها الا اذا احتاج الامر اجراءات اخرى.
* لمسنا جهودا مميزة هنا فهل هناك متطلبات شخصية وعلمية يجب توافرها في قيادات هذا المستشفى؟
لا ادري هل المقصود بالسؤال من هم في الادارة ام اعضاء الفريق المعالج، ولكن على العموم هناك وصف وظيفي لكل الوظائف ابتداء من مدير المستشفى حتى اصغر موظف، اضافة الى ذلك لابد ان يكون على وعي ومعرفة تامة بقضايا الادمان.
خطط علاجية
* ما التدابير التي تؤخذ في الاعتبار اذا حاول المريض تعويق مسيرة العلاج؟
ليست هناك تدابير وانما هناك خطة علاجية موضوعة ومنهج بيولوجي نفسي اجتماعي يتبعه المستشفى في العلاج والتشخيص لمرضى الادمان، والبرامج العلاجية المتبعة في بدء فترة التنويم تبدأ بالتحليل الطبي وعلاج الاعراض الانسحابية ثم مرحلة التقييم النفسي الاجتماعي والتأهيلي وبعد خروج المريض بعد انقضاء فترة التنويم 30 يوما على الاقل او ما يراه الفريق المعالج ويتابع المريض برنامجه العلاجي من خلال وحدة الرعاية المستمرة ومن خلالها يتعلم كيفية الثبات على التعافي ومجانبة العوامل التي يمكن ان تؤدي الى الانتكاس.
* كيف يتم استقطاب مرضى الادمان الى المستشفى؟
دخول المرضى الى المستشفى في الغالب يكون طواعية اي يمكن للمريض الحضور بنفسه او بواسطة احد الاقرباء والدخول الى المستشفى ومتابعة البرنامج العلاجي، وفي هذه الحالة لا علاقة لمكافحة المخدرات بشأن الموضوع ما لم يخل بالنظم داخل المستشفى او يهدد امن المرضى الآخرين او الفريق العلاجي ونادرا جدا ما يحدث مثل ذلك,, وهناك مرضى يتم دخولهم عن طريق ادارة مكافحة المخدرات وهؤلاء يعاملون نفس معاملة المرضى المتطوعين وفق برنامج علاجي موحد وانما تكون لهم ملفات لدى الجهات الامنية.
* هل هناك خطط مستقبلية لتطوير اساليب وبرامج العلاج من الادمان ,,,؟
مر البرنامج العلاجي بالمستشفى بعدة مراحل منذ ان تم افتتاح المستشفى عام 1407ه ويعتبر البرنامج العلاجي المعمول به حاليا من افضل البرامج العالمية المتبعة في علاج الادمان، وتتم مراجعته بصفة دورية وفق ما يتم الحصول عليه من بحوث ودراسات مرتبطة بقضايا وعلاج الادمان، وسوف يؤخذ في ذلك الاعتبار لطبيعة مجتمعنا وتعاليم ديننا الاسلامي في جميع ما يقدم من برامج علاجية داخل المستشفى باذن الله.
* ماهي توجيهاتكم لشغل وقت الفراغ الذي قد يدفع مريض الادمان بعد تعافيه للانتكاس؟
الحقيقة ان وقت الفراغ ليس هو العامل الوحيد الذي قد يكون سبباً التعاطي في البداية او سبب من اسباب العودة للتعاطي مرة اخرى بعد الخروج من المستشفى فهناك اسباب كثيرة اخرى، ولكن مما لاشك فيه ان الفراغ من الاسباب المهمة لكثير من السلوكيات المنحرفة اذا لم يتم استغلاله استغلالا امثل، وهناك الكثير من الاماكن التي يمكن للشباب استغلال وقت الفراغ بها والتي تعود عليهم بالنفع والفائدة مثال الاندية الرياضية والقراءة وغيرها من الانشطة الاخرى.
الدور الأسري مهم
والتقينا مدير الخدمات الطبية بالمستشفى د, محمد الجارحي وسألناه:
* ما دور الأسرة,, المستشفى والمجتمع تجاه مريض الادمان؟
دور الاسرة بالنسبة لعلاج مريض الادمان مهم جدا لانه لا يمكن علاج المريض بمعزل عن اسرته فالاسرة لها دور مؤكد في تعافيه وفي مساعدته عن التوقف عند التعاطي باذن الله اما علاقة المستشفى بالاسرة فتبدأ عند حضور المريض لدخول اول مرحلة للعلاج بتنويمه، فالاسرة هي التي تحضر المريض للمستشفى وتعطي للمعالجين تاريخ المرض أي حالته، ويشترك الفريق العلاجي مع أسرة المريض في وضع خطة علاج له اثناء وجوده في المستشفى، ويبقى فريق العلاج على اتصال باسرة المريض طوال فترة وجوده تمهيدا لخروجه من المستشفى ومتابعته في المرحلة الثانية من العلاج وهي مرحلة الرعاية اللاحقة.
* هل هيأتم جوا مريحا للمريض عند تعافيه من خلال تكوين جلسات اجتماعية وارشادية لاحتضان همومه ومشاكله حتى يتخطى هذه المرحلة الحرجة؟
نعم، فأسرة المريض يمكنها دعمه في تعافيه وتوفر له البيئة الملائمة للتعافي, وعلى اسرة المريض ان تكون على علم بطبيعة مرضه بشكل عام, طبيعة مرض الادمان، مسبباته، تطور حالة مريض الادمان التعافي، ما الذي يساعد المريض على التعافي وما الذي يدفعه للانتكاس بصفة عامة ويجب معرفة الأسرة بالتحديد حالة ابنهم ماهي ظروف انتكاسه وملابسات انتكاسه والمواقف التي تجعله ينتكس ضمن تعاون الاسرة مع المستشفى ممكن للمريض ان يستمر في طريق التعافي فعلاقة المستشفى بالاسرة تبدأ منذ دخول المريض المستشفى وتستمر معها حتى المراحل المتقدمة من علاجه واثناء التعافي، ومن خلال مراحل العلاج المختلفة نحاول ارشاد اهالي المرضى الى اسباب الادمان وكيفية التعافي منه, وماهو ممكن ان يقوموا به لمساعدة مريضهم للتوقف عن التعاطي ويتعافى.
* هل هناك متابعة تنفيذية للمرضى في مرحلة التعافي واصلاح هذه الفئة وتنمية مهاراتها وتوجيهها للطريق القويم؟
بالنسبة لمتابعة مرضى الادمان بعد انتهاء مرحلة العلاج اشير في البدء الى ان برنامج العلاج بمستشفى الامل يتكون من مرحلتين.
أ المرحلة الاولى التنويم لمدة شهر.
ب الرعاية المستمرة: اما التنويم في المستشفى فيمر المريض فيه بعدة مراحل، ففي الاسبوع الاول يظهر عليه بعض الاعراض الانسحابية الناتجة عن توقفه عن تعاطي مادة الادمان ويكون علاج هذه الاعراض عن طريق العلاج الدوائي، ويتبع ذاك المرحلة الثانية ومدتها ثلاثة اسابيع للتأهيل النفسي والاجتماعي والوقائي من الانتكاس وتدريب المريض على المواقف التي يمكن لها ان تنكسه وكيفية مواجهتها عندما ينتهي المريض من علاجه في المرحلة الداخلية حسب خطة علاجه التي يضعها فريق علاجي متكامل يتكون من طبيب واخصائي نفسي واخصائي اجتماعي وممرض واخصائي تأهيل وعلاج بالعمل ومرشد ديني ومرشد ثقافي حسب خطة العلاج وجزء من خطة العلاج هو خطة الخروج وهي الترتيبات الخاصة بالمتابعة، فعندما يخرج المريض من المستشفى يتابع في وحدة الرعاية المستمرة ويقدم فيها برنامج صباحي ومسائي حتى يعطى الفرصة لجميع المرضى للحضور حسب ظروف عملهم وحسب ما تسمح لهم مواعيدهم بالحضور, الهدف من الحضور في برنامج الرعاية اللاحقة المستمرة هو الوقاية من الانتكاس, ومواجهة المواقف التي ممكن ان يتعرض لها مريض الادمان اثناء تعافيه والاستفادة من الخبرات التي مر بها المرضى الآخرون المتعافون ومن الجلسات العلاجية الفردية والجماعية التي يقوم بها المعالجون.
* ارجو القاء الضوء على الدور الذي يقوم به المدير الطبي؟
تتبع لمدير الخدمات الطبية الاقسام العلاجية التالية:القسم الطبي، الاطباء بقسميهم الطب النفسي والباطني، وعيادة الاسنان والعيادات الاخرى والمختبر، والصيدلية والاشعة بالاضافة الى الاقسام العلاجية الاخرى مثل الصحة النفسية والخدمة الاجتماعية وقسم الارشاد الثقافي وقسم الارشاد الديني,وفي النهاية قسم الخدمات الطبية هو الذي يقدم الخدمات العلاجية للمرضى، المدير الطبي دوره هو متابعة جميع هذه الاقسام والتأكد من انها تؤدي عملها على اكمل وجه وان كل مريض في المستشفى يأخذ الخدمات العلاجية الضرورية التي تساعده على التعافي وان اقسام المستشفى كلها تعمل بشكل جيد وفق سياسات المستشفى ووفق توجيهات ادارة المستشفى حسب سياسة وزارة الصحة ويتأكد دوره ايضا من تطبيق برامج الجودة النوعية وان جميع الخدمات على مستوىالجودة المطلوبة.
فسيولوجيا الإدمان
* ما التفسير الفسيولوجي للادمان؟
مواد الادمان هي مواد كيميائية، وعندما يتعاطاها الانسان وتدخل جسمه تبدأ بعمل تفاعلات داخلية فكل مادة ادمان يتعاطاها الانسان تؤثر على نشاط الجهاز العصبي عن طريق المواد الكيماوية الموجودة فيه وهي الموصلات العصبية وتؤثر هذه على المستقبلات العصبية ومواد الادمان كأي مواد اخرى تشتغل على الجهاز العصبي تزيد من بعض الموصلات او تقلل من بعض الموصلات وتؤدي نشاطها بهذا الشكل وحالات النشوة والفرح والبهجة التي قد تؤدي اليها بعض مواد الادمان بشكل مؤقت تكون ناتجة عن تأثيرها على هذه المستقبلات بالزيادة او بالنقصان وعندما يتوقف الانسان عن تعاطيها يتأثر انتاج هذه المستقبلات وهذا ما ينتج عنه ما يسمى بالاعراض الانسحابية او التحمل اي ان مريض الادمان يستطيع جسمه ان يتحمل تعاطي جرعات كبيرة وبمرور الوقت الجرعات تضعف ويحتاج ان يزيدها واذا كان في البداية يأخذ ربع غرام ويعمل معه تأثير بمرور الوقت سيجد ان هذه الكمية لا تحدث تأثيرا ويضطر ان يأخذ نصفا وبعدها غراما وغرامين وثلاثة واربعة وفي النهاية يأخذ جرعة لو اخذها انسان غير مدمن لتوفي، وهذا ما يسمى بالتحمل, فالعملية الفسيولوجية في الادمان تظهر في صورة الاعراض الانسحابية والتحمل.
* ما الآثار الخاصة التي يحدثها كل عقار مخدر من حيث الاضرار الصحية والنفسية والاجتماعية ,, ؟
الأضرار الصحية التي تنتج عن مواد الادمان تظهر نتيجة حاجتين اما لطريقة التعاطي او المادة الفعالة في مادة الادمان، فمثلا اضرار تعاطي الهيروين والمورفين والادمان عليها ظهور الاخماج والانتانات في جسم المتعاطي نتيجة تعاطي الهيروين المغشوش عن طريق مزجه بمواد اخرى غير صحية وملوثة واهمال المتعاطي لنفسه وجسمه وطعامه وبالتالي ضعف المناعة عنده واستخدام حقن ملوثة يشترك فيها عدة متعاطين يكون بعضهم مصابا بامراض معدية وظهور حالات اغماء نتيجة القيء المتكرر والتهاب الرئتين واصابتهما بامراض خطيرة، واخيرا الاصابة بمرض قصور المناعة المكتسبة الايدز والاصابة ايضا بالتهاب الكبد الفيروسي ثم سرطان الكبد والتهاب غشاء القلب وهبوط القلب الحاد والتهاب الدماغ والسحايا والتهاب النخاع الشوكي والتهاب الاوعية الدموية والتسمم تحت الجلد واضطراب التنفس ووقوف التنفس الفجائي وتسمم الدم والجسم المزمن وتخثر الدم والاصابة باورام مختلفة يؤدي بعضها الى الوفاة، وفي كثير من حالات الادمان الصعبة يصل المدمن الى درجة اللاعودة والوفاة نتيجة سحب العقار وتوقفه عنه لسبب او لاخر او نتيجة تناوله جرعات زائدة تقوده الى الموت المحتم بسبب التسمم حيث تسمى بالجرعة القاتلة ويعتبر الهيروين من اشد العقاقير التي تؤدي الى الادمان الجسدي والنفسي الشديدين كما انه يقع ضمن مجموعة المواد المهدئة الاخرى المشتقة من الافيون.
ومن اضرار تعاطي الكوكايين ظهور نوبات كآبة شديدة وشعور مؤقت وزائف بالسعادة واتساع حدقة العين وحدوث ثقب في الحاجز الانفي نتيجة الشم المتكرر وتقلص وارتعاش عضلات الوجه واليدين والتهاب الكبد والتشنج وحدوث هلوسات سمعية وحسية وبصرية والحك الجلدي الوهمي والاصابة بالارق والهزال وفقدان الرغبة الجنسية وفقدان الشهوة للطعام واخيرا ضعف القوى العقلية وتدهورها لدرجة الاصابة بالجنون وبسبب تعاطي الكوكايين اعتمادا نفسيا فقط.
اما تعاطي الحشيش القنب فيؤدي الى ازدياد عدد نبضات القلب وجفاف الفم والحلق والغثيان والدوخة والقيء المصحوب بفقد الشهية للطعام واطلاق الاحلام غير المنطقية ذات الافكار الخيالية الوهمية، واضطراب الاحساس بالزمن وتقدير المسافات وتهويل الاشياء المرئية وتضخيمها والاصابة بهلوسات من الضحك بدون سبب، والخوف الشديد احيانا والاحساس بحالات الموت نتيجة ثقل الرأس وانعدام السيطرة الفكرية والعقلية, وفي حالة زيادة الجرعة يصاب المتعاطي بحالة من الادمان وانفصام الشخصية ويسبب الحشيش اعتمادا نفسيا ولا يسبب اعتمادا جسديا مثل الافيون ومشتقاته كما يسبب تعاطي الحشيش التهابا حادا في الجهاز التنفسي والقصبات الهوائية واحيانا سرطان الرئة وخفقان القلب والتهاب اعضاء الجهاز الهضمي وضعف المقاومة الجسمية وانخفاض الهرمون الجنسي.
الامفيتامينات ,, طريق الموت
اما الامفيتامينات وهي مواد منبهة للجهاز العصبي فيؤدي تعاطيها الى زيادة ضربات القلب وتوسع حدقة العين وفقدان الشهية وجفاف الحلق والفم وذبذبة التنفس وصداع ودوخة وقلق وارق وتشنج وحالات اغماء وسلوك عدواني وزيادة ضغط الدم الذي ينتج عنه حالات الوفاة وفي حالة زيادة الجرعات واستمرارها ينشأ عن تعاطيه تسمما حادا للجسم وينشأ عن تعاطي الامفيتامينات اعتمادا نفسيا بدرجات متفاوتة حسب حجم الجرعات واستمراريتها الا ان استعماله المزمن يؤدي الى اكتئاب نفسي وتلف في الدماغ والكلى وتكون اعراض الانسحاب قاسية ينتج عنها النوم العميق والارهاق والتعب واخيرا اكتئاب نفسي شديد يقود الى الانتحار.
كما يسبب تعاطي المهدئات والمنومات حالات من الاغماء الشديد وتشوش النظر والدوران والتشنج وفقدان الاتزان النفسي والجسمي وفقدان الوعي والصداع والقلق والارق وهبوط الدورة الدموية ويتأتى عن الادمان المزمن على المهدئات والمنومات حالات من التسمم الحاد بزيادة الجرعة والتي تؤدي الى الموت ويقود تعاطيها والادمان عليها الى الاعتماد الجسمي.
اما تعاطي اكثر من نوع من انواع المواد المخدرة والادمان عليها فانه يؤدي الى مضاعفات جسمية ونفسية شديدة وخطيرة في آن واحد خصوصا اذا تم تعاطي مهدئات للجهاز العصبي مع منبهات اخرى او تم اخذ جرعات من احداها بعد جرعات اخرى.
الإعداد المهني للأخصائي الاجتماعي
كما التقينا رئيس الخدمة الاجتماعية بالمستشفى والاخصائي الاجتماعي بها عبداللطيف احمد رئيس الخدمة الاجتماعية والذي سألناه:
* الاخصائي الاجتماعي,, كيف يتم تأهيله لأداء عمله في مجال الادمان؟
ينطلق العمل الاجتماعي العلاجي في مجال الادمان من مفهوم اساسي يتناول الادمان بوصفه مرضا اجتماعيا بدنيا نفسيا والاخصائي الاجتماعي في مجال الادمان يقوم بعمله كأخصائي اجتماعي متخصص مهنيا، يتم اعداده خلال المرحلة الجامعية الاولى في كليات الخدمة الاجتماعية واقسام الاجتماع بكليات الآداب.
ويتم الاعداد المهني للاخصائي الاجتماعي خلال فترة الدراسة للقيام بدوره في العمل الاجتماعي العام على نحو محدد علميا ومنهجيا على المستويين النظري والعملي.
وعندما يلتحق الاخصائي الاجتماعي للعمل بالمستشفى يتم تدريب الاخصائي الاجتماعي على القيام بدوره كمعالج اجتماعي في مجال الادمان وفق برامج تدريبية مكثفة يتعرف خلالها على طبيعة الادمان كمرض، وكيفية العمل مع المريض واسرته, ويكتسب الاخصائي الاجتماعي خلال التدريب مهارات مهنية جديدة متنوعة تمكنه من فهم خصائص شخصية المريض، واساليبه الدفاعية، والتعرف على مشكلاته الاجتماعية وتأثيرها على حياته الشخصية والاسرية والروحية.
أسرة المدمن,, تحتاجنا
* هل للادمان تداعيات على اسرة المريض؟
نعم فالادمان ليس مرضا شخصيا خاصا بمريض الادمان فقط، لكن يمتد في تأثيره الى الاسرة، فهو مرض الاسرة ايضا وعلاج المريض ينبغي ان يترافق من علاج للاسرة حتى يؤتي التدخل العلاجي نتائجه.
ومن المعتاد ان الاسرة لا تعرف طبيعة الادمان كمرض بل وتجهل طبيعة ذلك المرض ولا تفهم كيف يتعلق المريض بالمخدر ويعطي الوعود بالتعافي ولكن ينتكس وتقارن الاسرة بينه وبين اعضاء الاسرة غير المرضى وعادة ما تكون المقارنة في غير صالح المريض والاسرة معا فتظهر خصائص الادمان المصاحب في الاسرة ويقصد بالادمان المصاحب تلك الاضطرابات النفسية والسلوكية التي تظهر على افراد الاسرة نتيجة التفاعل اليومي المباشر والمستمر مع عضو مدمن فيها.
والادمان سلوك يقلل الجوانب الايجابية والطيبة في الشخصية ويسبب الارتباك والحيرة، فتعاني الاسرة من الخجل وتميل الى العزلة وتجنب العلاقات الاجتماعية، تماما مثل المريض فهو يعاني من نفس المشاعر وتميل الاسرة الى حماية نفسها بالصمت والتكتم بل وفي بعض الحالات تنكر الاسرة ادمان احد اعضائها، وهنا يظهر ما يعرف بالتمكن، حيث يحصل المريض على مساعدات مادية من الاسرة تعينه على الاستمرار في ادمانه وتعتقد بعض الاسر ان زواج المريض يمكن ان يحل مشكلة الادمان، او حصوله على سيارة وما يماثل ذلك من اساليب ارضاء وحماية غير صحية تقوم بها الاسرة دون اللجوء الى طلب المساعدة العلاجية المتخصصة في مستشفى لعلاج الادمان، ذلك الامر يعمل على تفاقم الحالة واستمرار المرض فترات طويلة دون تدخل علاجي مناسب.
وفي حالات اخرى ترجع الاسرة ادمان احد افرادها الى تأثير اصدقاء السوء او لوجود مشكلات زوجية، او مشكلات في العمل، او في الدراسة، وذلك الانكار الاسري في حاجة الى تدخل علاجي لان المشكلة المحور لن تحل بمثل تلك التدخلات الاسرية وتبدو آثار الادمان في الاسرة على آباء المدمنين وامهاتهم وعلى الزوجات والاخوة والابناء صغار السن، وربما يتسبب ادمان احد افراد الاسرة في ظهور مشاعر الانفصال الاحساسي تحت تأثير الوعود المتكررة من المريض بالتوقف وعدم قدرته على التعافي بمفرده، فتظهر حالة من فقدان الثقة فيه ورغبة الاسرة في عزل المريض اطول مدة ممكنة في المستشفى للعلاج او في اماكن العذل الاجتماعي المتاحة في المجتمع.
وهكذا نرى اضطراب الحياة الاجتماعية في اسرة المريض، واضطراب الادوار فيها، وقد يصل الامر في بعض الحالات الى التصدع والتفكك الاسري نتيجة ادمان الاب او الزوج او احد الابناء.
* ولكن كيف السبيل الى علاج كل هذه التداعيات؟
الامر معقد ويحتاج الى معالج متخصص وعلى كفاءة عالية للعمل على حل مشكلات المريض ووضع خطة التدخل العلاجي المناسب وربط المريض مع الرعاية المستمرة وعمل التدخلات الاسرية والارشاد الاسري اللازم لاسرة المريض.
ومن ذلك تتبين اهمية المهارات التي يتم تدريب الاخصائي الاجتماعي عليها في مجال الادمان بوصفه معالجا.
* وما نوع هذه المهارات؟
اهمها مهارات المواجهة البناءة حيث يقوم المعالج بمواجهة التناقض الذي يظهر في اقوال المريض او بسلوكياته وافعاله، حيث تبدو مظاهر التناقض في رؤية المريض لنفسه ورؤية الآخرين له، فهو مثلا يصف نفسه بأنه شخص اجتماعي بينما يراه المعالج ميالا للانسحاب من العلاقات الاجتماعية ومنطويا على نفسه وهو يرى انه قادر على السيطرة على ادمانه وانه غير مدمن بينما يجده المعالج انه قد تعاطى المخدرات منذ فترات طويلة وتنقل بين اكثر من مخدر وتزايدت الجرعات التي يتعاطاها الى مستويات مؤذية في بعض الحالات، والمريض يرى انه لا توجد مشكلات اجتماعية في حياته من ادمانه سواء على المستوى الشخصي او الاسري فهو يرجع وجود زوجته في بيت اهلها الى تأثير اهل زوجته عليها ويرجع فقده لعمله الى اضطراب العلاقة مع رئيسه او عدم الارتياح للعمل ودخوله السجن الى مشاجرة مع احد الاشخاص تلك النماذج من حالات انكار المريض ومراوغته تحتاج الى مواجهة من المعالج حيث يتعامل المعالج مع الرؤية المحرفة للمريض الى نفسه وللآخرين مستخدما اساليب وتقنيات المواجهة فيكشف المتناقضات بين ما يقوله المريض وبين سلوكه فهو يقول جئت للعلاج في المستشفى بنفسي ثم يطلب الخروج دون اكمال البرنامج وقبل انتهاء مدة العقد العلاجي متعللا بوجود مشكلات اسرية يتوقف حلها عليه، او خشية ضياع العمل وعندما تتم المواجهة والمناقشة الموضوعية وتبصير المريض بنتائج اعماله فهناك نسبة محترمة من المرضى تغير من رأيها وتستكمل البرنامج.
العلاقة الإنسانية لابد منها
* الا تتسبب تلك المواجهة في سلبيات؟
المواجهة اليومية بين المعالج ومريض الادمان تتطلب دائما وجود علاقة انسانية ايجابية مشتركة بينهما، ومع مرور الوقت واثناء فترة العلاج تنمو العلاقة المهنية العلاجية وتتكون عوامل الثقة في المعالج ويتقبل المريض مواجهة المعالج ويبدأ الاتساق لدى المريض فيما يقوله وما يفعله وتقل دفعات الغضب والانفعال لان المواجهة تساعد المريض على التركيز على مشكلاته التي غيرت مجرى حياته وهي تحطم غالبا الدفاعات الشعورية واللاشعورية التي يستخدمها المريض في التعامل مع الآخرين.
وعندما ينجح المعالج في تكوين العلاقة الايجابية مع المريض يبدأ في اخراج المشاعر والسلوكيات التي كان يحاول انكارها او تجاهلها الى السطح، وعندما يدرك المريض انه شخص غير سيىء ولكن له سلوكيات سيئة يمكن التعامل معها وتعديلها والتخلص منها تكون العملية العلاجية قد آتت أكلها حينئذ يتعلم المريض انه مسؤول عن تعافيه ويتعامل مع مشكلاته بشكل واقعي ويندمج في جماعات العلاج المساندة وبطبيعة الحال يستفيد المعالج الاجتماعي من كافة الانشطة العلاجية في تغيير اتجاهات المريض وتنمية الجوانب الايجابية لديه من خلال الجلسات الفردية وجلسات العلاج الجسمي والمحاضرات التشخيصية وجلسات التعافي.
* وهل للمعالج الاجتماعي دور مع اسرة المدمن؟
فمن خلال الجلسات الاسرية في المستشفى يتم تخفيف اثر الضغوط الاسرية على المريض، وشرح طبيعة الادمان كمرض ومساعدة الاسرة على التعبير الشفاهي عن مشكلاتها مع المريض.
ويتم شرح اهمية المساندة الصحية للمريض ومعاونته في الحضور الى المستشفى وفي حال الانتكاس.
والمهم,, ان الاخصائي الاجتماعي يقوم بمهام متعددة لكنه يعمل دوما من خلال الفريق العلاجي المخصص للمريض.
وباء يهدد الكثيرين
والتقينا نوال الخلف اخصائية اجتماعية في مستشفى الامل بالدمام حيث بادرناها بالسؤال التالي:
* تقومين بحملات توعية من خلال المراكز والجمعيات لمكافحة المخدرات فماذا تقولين لنا اليوم عن خطر بات يهدد ارواح الكثير من الشباب والشابات ,,, ؟
المخدرات بلاء عم العالم وداء هدفه تدمير العقول وافسادها وهو ابتلاء من رب العالمين سببه الابتعاد عن الدين الاسلامي وارتكاب الكثير من المعاصي والمخدرات بشكل عام تشترك في صفة واحدة وهي تخدير العقول ايا كان نوع المخدر فالشريعة الاسلامية لم تحرمها الا بسبب الاضرار والمخاطر العائدة منها والتي تدمر الانسان الذي كرمه الله وجعله خليفة في الارض وتذهب عقله الذي هو مناط التكليف في الشريعة الاسلامية فالادمان على المخدرات مرض يختلف عن باقي الامراض التي تصيبنا فهو يضر بالمرضى جسميا ونفسيا واجتماعيا واقتصاديا واخطار المخدرات اصبحت تهدد جميع البلدان اذ لا يقتصر تعاطيها على مناطق او فئة دون الاخرى بل انتشر هذا الداء في كل مكان وهذا خطر بات يهدد ارواح الكثير من الناس فلابد من الانتباه اليه وهذا يتطلب منا مزيدا من العمل والتفكير في الطرق والوسائل الملائمة لمواجهة التحديات والمتغيرات بكل ثقة.
قال تعالى: ولا تقتلوا انفسكم ان الله كان بكم رحيما .
* هل عملتم على شرح وتفسير جميع العوامل التي لها اثر في الاضطرابات النفسية للمدمين اذا لم يخضعوا للعلاج من الادمان؟
من خلال الاحتكاك والخبرة العملية ايضا تعلمنا ان من الممكن ان يحدث للمدمن بعض الاضطرابات النفسية الناتجة عن التمادي بالتعاطي، وهذه الاعراض تتزايد كلما استمر المدمن في التعاطي وعلى سبيل المثال القلق والاكتئاب والخوف المرضي والفريق الطبي من خلال برنامج علاجي متكامل يقوم بشرح هذه الاضرار وخطورتها للمريض.
ويعتمد هذا البرنامج العلاجي على محاضرات تثقيفية وجلسات علاجية الهدف منها زيادة استبصار المريض وفهم نفسه بصورة شاملة واكساب المريض مفاهيم جديدة وافكارا جديدة لمعرفة الاضرار النفسية الناجمة عن الاستمرار في التعاطي.
دور الأسرة أساسي
* في رأيك ما النهج الذي ينبغي على الاباء والامهات واولياء الامور انتهاجه في تربية النشء بعد ان رأينا عينيا ومن خلال المرضى النزلاء اثر سوء المعاملة والتربية في انحراف الاغلبية؟
تعتبر الاسرة مؤسسة تربوية لها دورها الاساسي في التربية والتعليم، فهي الركيزة الاولى لبناء شخصية الفرد وهي الحاضن الاول والمصدر الرئيسي لرعاية الافراد وتنشئتهم، وهي الوحدة والخلية الاجتماعية الاولى والاهم في تشكيل وسلامة حياة الانسان فلابد ان يكون الآباء والامهات قدوة حسنة للابناء يقول صلى الله عليه وسلم: يولد المولود على الفطرة فأبواه يهودانه او ينصرانه او يمجسانه .
وارى ان هذه الخطوات ستحمي شبابنا باذن الله من السقوط في شراك المخدرات.
أ تمسك الوالدين بالنواحي الدينية والمبادىء الاخلاقية وحث الابناء على السلوك الحسن.
ب يجب ان يكون سلوك الاباء متزنا خاليا من تناقض الاقوال مع الافعال.
ج يجب توفير الجو العائلي الذي يتصف بالهدوء والثبات واشباع حاجات الابناء النفسية والمادية.
د يجب تربية روح الاستقلالية والاعتماد على النفس في الاطفال مما يساعدهم على تكوين ثقتهم بأنفسهم مع اشعارهم بالتقدير وعدم السخرية منهم لأي سبب كان.
ع الاهتمام بصداقات الابناء وشغل اوقات فراغهم بما يفيد.
ه التربية المتوازنة والابتعاد عن الاتجاهات الوالدية الخاطئة في التربية والتنشئة الاجتماعية الاهمال، القسوة، الطموح المفرط، التسامح المفرط، الحماية الزائدة .
و الحفاظ على كيان الاسرة من التفكك وتجنب المشاكل والخلافات الحادة امام الابناء مما يدفع الابناء الى الهروب والابتعاد عن البيت ومصاحبة رفقاء السوء.
ى خلق روح المحبة والصداقة بين الاباء والابناء.
* هل من نصيحة تودين تقديمها ,, ؟
بل هو نداء اوجهه لمجتمعنا بجميع شرائحه : كل من يشك ان في اسرته مدمنا عليه ان يتشجع ويتوكل على الله، فهو حسبه ونعم الوكيل وان يخطو خطوات اولى ويحمل المريض على الشفاء بادخاله مستشفى الامل بفروعه الثلاثة لاستشارة القائمين عليه لانهم سيقدمون لهم كل النصح والمساعدة بسرية تامة حتى لا يتخلل الندم طريقكم في مرحلة قد تجعل علاج المدمن اصعب واطول المراحل في الشفاء.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.