في الوقت الذي بدأت فيه التجارة الإلكترونية الاستحواذ على حصص أكبر في قطاع التجزئة، حيث ارتفعت نسبة المستخدمين الذين يتسوقون عبر الإنترنت في المملكة خلال العام الحالي، بدأت عدد من المتاجر والمحلات في المجمعات التجارية إغلاق محلاتها الفعلية أو تحولها إلى معارض لتصفية البضائع المخفضة، وبدأت عدد من أسواق بيع التجزئة تفقد زبائنها بعد أن سحبت المواقع الإلكترونية البساط من تحت أقدامها في المبيعات، خصوصًا مع تحول المتاجر التي لا تزال تفتح أبوابها للمتسوقين إلى تحويل جزء كبير من مبيعاتها عبر التجارة الإلكترونية من خلال تطبيقات ومواقع إلكترونية خاصة بها. تضاعف المتسوقين إلكترونيا أشار تقرير حديث تصدى لمعرفة توجهات الشباب أعدته أصداء بي سي دبليو إلى تضاعف عدد السعوديين الذين يتسوقون عبر الإنترنت خلال السنوات الخمس الماضية، وذلك من 58 % قالوا إنهم يشترون المنتجات والخدمات عبر المواقع الإلكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي مرة واحدة على الأقل شهريًا في عام 2018، إلى جميع المشاركين تقريبًا ممن قالوا إنهم يلجؤون حاليًا للتسوق عبر الإنترنت وبنسبة 95 %. وشملت أكثر المنتجات والخدمات التي تم شراؤها عبر الإنترنت كلًا من الملابس 69 %، ومستحضرات التجميل/ منتجات العناية الشخصية 33 %، والطعام 31 %، والأجهزة الإلكترونية 22 %، ومنتجات البقالة 17 %. اختفاء المحلات التجارية توقع خبير التسويق ماجد السهلي أن تختفي المحلات التجارية قريبًا بعد أن وجد كثير منها في مبيعات الإنترنت عائدًا أكبر وبتكلفة أقل من المحلات التي تعد كلفتها عالية جدًا مقارنة بالمتاجر الإلكترونية. وأضاف أن تواجد عدد من البراندات العالمية في المجمعات التجارية ما هو إلا للتواجد ولتذكير الزبون ولعرض البضائع أمامه، ولكن كثيرًا من زبائنهم يشترون حتى تلك البراندات عبر مواقعها الإلكترونية وتطبيقاتها الخاصة أو تطبيقات التسويق الإلكتروني التي تقدم منتجات البراندات العالمية بأسعار أقل من المحلات ما يدفع المتسوقين للجوء للتسوق الإلكتروني. وبين أن بعض المتاجر تحاول جذب كامل زبائنها للمواقع الإلكترونية الخاصة بها من خلال تخفيضات وخصومات خاصة بالمتسوقين عبر الانترنت وبالفعل في ذلك، وأغلقوا عددًا من فروعهم وهي خطوات أولية لإغلاق جميع الفروع. قطاعات لا تزال حاضرة أشار السهلي إلى أن بعض القطاعات لا تزال قادرة على البقاء والصمود وسط السيطرة القوية لسوق التجارة الإلكترونية مثل قطاع المطاعم والمقاهي والذي استفاد من الخدمات الإلكترونية ولكنه لا يزال يحافظ على نشاط الشراء لديه، ومحلات بيع الأجهزة الإلكترونية التي استفادت هي الأخرى من التسويق الإلكتروني ولكن ما زال لديها زبائنها الدائمين، إضافة لسوق المواد الأولية كمواد البناء وكل أنشطة تجهيز المنزل من أثاث وتجهيزات كهربائية، مؤكدًا أن الخدمات والميزات التي يتم تقديمها عبر المتاجر الإلكترونية هي الدافع الأكبر للزبون للاعتماد عليه إضافة لميزاته الأخرى. إعادة ترتيب الأنشطة بينما يرى عدد من المستثمرين أن الأسواق التجارية لا تزال تمتلك عددًا من المميزات الجاذبة للزبائن حتى بعد الانتقال للتجارة الإلكترونية، ويعتقد عبدالله السالم وهو مستثمر بمجمع تجاري أن ما تغير في المجمعات التجارية هو فقط الأنشطة التي تستهدفها، فبعد أن كانت المقاهي والمطاعم مكملة للمجمعات التجارية أصبحت جزءًا أساسيًا من سوقها ووجودها يستقطب مزيدًا من الزبائن، مدافعًا عن إغلاق عدد من المحلات التجارية بأن حالات الإغلاق طالت المحلات التي فشلت في تسويق نفسها، ولم تتمكن من اتباع طرق التسويق التي تتطلبها المرحلة الحالية، مضيفًا أن هناك فئة كبيرة لا تزال تتسوق بالمحلات وتشهد المجمعات التجارية الناجحة والتي استطاعت أن تكون متكاملة بالخدمات من مطاعم ومقاه عالمية وبراندات محلية، وأماكن جذب عائلية تتناسب وجميع أفراد العائلة كصالات الألعاب للأطفال، وتشهد هذه المجمعات ازدحامًا خصوصًا في نهاية الأسبوع ما يجعل فرضية انتهاء سوق محلات البيع بالتجزئة غير منطقي أو واقعي في ظل وضع السوق الحالي. تجارة المواد الغذائية أما المستثمر بقطاع المواد الغذائية عبدالرحمن المطاوع فيرى أن التسويق الإلكتروني لم يتمكن حتى الآن من أخذ زبائن المواد الغذائية وأكبر دليل على ابتعاد المستوقين في المملكة عن هذا الخيار إصرار العديد من الزبائن خلال أزمة جائحة كورونا والإغلاق على الحضور للمحلات والتسوق مباشرة رغم توفير العديد من المتاجر البيع الإلكتروني أو التسوق عبر تطبيقات التوصيل ولكن الزبون اعتاد على الحضور للتسوق، مشيرًا إلى أنه ربما يعتبر التسوق عبر الانترنت تسوقًا خاصت بالشباب ولا يتناسب مع الآباء والأمهات حتى الصغار في العمر منهم لأنهم يهتموا بالاطلاع على المنتج وجودته قبل الشراء وهو ما يجعل سوق بيع المواد الغذائية بعيدًا جدًا عن منافسة التجارة الإلكترونية، وأغلب المتاجر الإلكترونية هي مواقع تابعة لمتاجر ومحلات موجودة ومعروفة وتقدم خدمة الشراء الإلكتروني كخدمة تكميلية لزبائنها. المتسوقون عبر الانترنت بالمملكة من الشباب 2018 %58 المتسوقين عبر الانترنت بالمملكة من الشباب 2022 %95 أكثر المنتجات والخدمات التي تم شراؤها عبر الإنترنت الملابس 69 % مستحضرات التجميل/ منتجات العناية الشخصية 33 % الطعام 31 % الأجهزة الإلكترونية 22 % منتجات البقالة 17 %