في 1319هجري استرد الملك عبدالعزيز مجد أجداده وأسس هذا الكيان العظيم حيث استطاع- بفضل الله- أن يوحد صفوف شعبه وأرضه رغم مساحتها الواسعة وتضاريسها الصعبة رغم الفقر والجهل. لقد انشق الذهب الأسود من بقاع هذي الأرض الذي كان له العون بعد الله بثروتها وقوة اقتصادها، عمل الملك عبدالعزيز مع رجال هذي الدولة المخلصين يجمع شتات المواطنين ويوحد صفوفهم ويرسل لهم المعلمين محاولًا القضاء على الجهل ونشر العلم والتعليم. وسار على نهجه من بعده أولاده الكرماء ممن حكموا هذه البلاد العظيمة بدءًا من الملك سعود الذي قام بأول توسعة للمسجد الحرام في عام 1375ه، كما أنشئت في عهده أول جامعة بالمملكة (جامعة الملك سعود) في عام1377ه، وكذلك أمر بإنشاء كلية البترول والمعادن في عام 1383ه. وبعده استلم زمام المُلك والحكم الملك فيصل- يرحمه الله- فكان من أبرز إنجازاته: توقيع ميثاق الأممالمتحدة، وزيادة مساحات الأراضي الزراعية، وتأسيس المؤسسة العامة للبترول والمعادن، وتطوير خدمات الرعاية الصحية، كما دعا إلى إنشاء رابطة العالم الإسلامي، وكذلك قام بسحب النفط السعودي من كل الأسواق العالمية؛ لاحتجاجه على الدعم الغربي والأمريكي للكيان الصهيوني خلال عام 1973م. وفي عهد الملك خالد- يرحمه الله- تحققت للوطن بعض المنجزات ومن ذلك: افتتاح العديد من الوزارات، إضافة لعدد من المراكز العلمية والإدارية، ومن أبرزها الهيئة بالجبيل، إنشاء وزارة التعليم العالي في 8 شوال 1395ه، التي تولت الإشراف على الجامعات والتخطيط للتعليم الجامعي. إنشاء الشركة السعودية للصناعات الأساسة "سابك". وفي عهد الملك فهد- يرحمه الله- تحقق للوطن وللأمة الإسلامية افتتاح مجمع الفهد لطباعة المصحف الشريف في المدينةالمنورة. توسعة المسجد الحرام بمكة ليبلغ عددا أكبر من الحجاج والمعتمرين، كما تحقق في عهده كثير من المنجزات في شتى المجالات. وعندما آل الحكم إلى الملك عبدالله- يرحمه الله- تحققت كثير من المنجزات منها: إنشاء الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد "نزاهة"، مشروع الملك عبدالله لتطوير التعليم العام، مشروع الملك عبدالعزيز للنقل العام "مترو الرياض"، توسعة الحرمين الشريفين، مركز الملك عبدالعزيز للحوار والأديان، التوسع في افتتاح الجامعات والكليات والابتعاث والتوظيف، والنمو الاقتصادي وغيرها من المنجزات التنموية الوطنية الأخرى. وعندما تولى الملك سلمان زمام الحكم تحققت في عهده الكثير والكثير من المنجزات على المستوى الداخلي والخارجي وفي شتى المجالات حتى أصبحت مملكتنا الحبيبة ذات مكانة كبرى يضرب لها ألف حساب إضافة إلى ثقلها السياسي وقوتها الاقتصادية حتى تبوأت دولتنا الغالية القرار العالمي في كثير من القضايا والقرارات العالمية. وقد ساعد ولي العهد الأمير محمد بن سلمان والده وكان نعم العضيد في تحقيق إنجازات مميزة قادت المملكة العربية السعودية للأمام كرؤية مملكتنا الثاقبة في مختلف شؤون البلاد والمجتمع، إضافة إلى توطين البرامج التقنية والتحول الرقمي، وتطوير المؤسسات التعليمية وتحسين أوضاع المرأة السعودية وتمكينها، وتحسين وتجويد حياة الفرد والمواطن السعودي. وطني اليوم يضاهي العالم في مجالات الطب، الصناعة، والزراعة؛ لذلك نحن اليوم دولة عظمى بعد- توفيق الله- ثم بوجود قيادة حكيمة، كما توجد في بلادنا المقدسات الإسلامية التي زادتنا فخرا أمام العالم الإسلامي والعربي، إضافة إلى وجود النفط الذي زادنا هيبة أمام العالم. وكل عام والملك سلمان والأمير محمد بن سلمان ولي العهد- أطال الله بأعمارهما- لنا قادة وذخرا وفخرا.