كانت رؤية المملكة العربية السعودية والتي أطلقت في عهد الملك سلمان بن عبدالعزيز وبقيادة سمو ولي العهد، منعطفاً سوف تؤرخه الأجيال لفترات طويلة في تاريخ المملكة العربية السعودية، بل وسوف يمتد أثر الرؤية المباركة على مستويات عالمية في مجالات متعددة. ولن يستطيع أي كاتب أو مؤرخ أن يحصي إنجازات المملكة العربية السعودية منذ إطلاق الرؤية المباركة التي تنوعت ملفاتها بين الاقتصاد والسياحة والتعليم والصحة، وتصحيح مفاهيم مجتمعية ودينية كانت من التابوهات المغلقة لعقود طويلة، ولقد بدأنا فعلياً في رؤية نتائج مذهلة للرؤية المباركة وقد نلخصها في بضع نقاط: 1 - ثقل سياسي ومركز توازن عالمي، وظهر ذلك جلياً مع أزمات الطاقة العالمية المتتالية وقيادة المملكة الناجحة لتحالف «أوبك بلاس» الذي يضم 13 عضوًا في منظمة الدول المصدّرة للنفط «أوبك»، وعشرة من خارج المنظمة. ناهيك عن قيادة المملكة للعالم الإسلامي برمته سياسياً واقتصادياً وتاريخياً. 2 - نمو اقتصادي في ظل ركود معظم الاقتصادات العالمية حيث أظهرت التقديرات للهيئة العامة للإحصاء السعودية نمو الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي للسعودية بنسبة 11.8 % في الربع الثاني من 2022، مقارنة بالربع المماثل من العام 2021 . 3 - تقدم سعودي بالمؤشرات العالمية، حيث ارتفع ترتيب المملكة في 9 مؤشرات ضمن 12 مؤشراً تتعلق بالأسواق (المالية)، وأيضاً كان هناك تقدم (تعليمي) حيث إن الكتاب السنوي للتنافسية العالمية للعام الحالي 2022 أظهر تقدم المملكة 16 مركزاً في مؤشر تعليم الإدارة و12 مركزًا في مؤشر تطوير المهارات اللغوية ناهيك عن التقدم في مؤشرات مختلفة على كثير من الدول ومنها الاقتصادات الأكبر بالعالم . 4 - تقدم رقمي وتقني بتقنيات المعلومات والاتصالات، والأمن السيبراني وعلوم البيانات والذكاء الاصطناعي حيث تحولت معظم المعاملات الحكومية إلى تعاملات إلكترونية وذلك بفضل البنية التحتية الرقمية عالية الكفاءة. 5 - تغييرات مجتمعية كبيرة وتمكين لحقوق المرأة ومشاركة ضخمة للشباب السعودي في مراكز صنع القرار مع حراك في جميع المجالات التي تهم المواطن ومنها الصحة والتعليم والإسكان حيث ارتفعت نسبة تملك السعوديين للمساكن إلى أكثر من 60 %. 6 - استثمارات مذهلة ممثلة بصندوق الاستثمارات السعودي الذي أصبح أيقونةً عالميةً وأسهم بخلق فرص جديدة ودفع عجلة التحول الاقتصادي بالمملكة العربية السعودية وبلغ حجم أصول الصندوق السيادي السعودي 620 مليار دولار كخامس أكبر صناديق الثروة السيادية العالمية. ما سبق هو جزء يسير من نتائج رؤية استراتيجية بمعالم واضحة وفرق عمل تعمل على مدار الساعة بسرعة مذهلة محققين إنجازاً تلو الآخر في كافة المجالات نتيجة «همة» مثل «جبل طويق» و»طموح» يعانق «عنان السماء»، وبكل فخر نقول كل عام والوطن بخير والسعودية «لنا دار».