تماشيًا مع خطط الانتقال إلى اقتصاد الكربون الدائري بدأت أرامكو السعودية في زراعة 13 مليون شجرة مانجروف حيث توفر أشجار المانجروف حلًا أكثر استدامةً لعزل الكربون لأنها تحتجز ثاني أكسيد الكربون أكثر بخمس مرات من الأشجار البرية ولا تتطلب رعاية مستمرة بمجرد غرسها، ولذلك فهي تُمثّل حوضًا طبيعيًا لثاني أكسيد الكربون. وتعمل أرامكو السعودية من خلال زراعة أشجار المانجروف في خفض الانبعاثات الكربونية حيث تواصل زراعة ملايين من أشجار المانجروف، وتمت حتى الآن زراعة أكثر من 13 مليون شجرة، ولا تزال تستهدف غرس أكثر من 100 مليون شتلة بحلول عام 2030 في جميع أنحاء المملكة. أدوار أشجار المانجروف ولا تُعد غابات المانجروف مجرد أماكن جميلة جديرة بالزيارة وحسب، إنما تؤدي دورًا مهمًا في حماية الشواطئ من التآكل كما أنها توفر ملاذات لمختلف أنماط الكائنات البحرية لأن تتكاثر فيها، مما يعزز النظام البيئي المحلي. ومع توفر الأسماك بكميات كبيرة، يمكن للمجتمعات المحلية، التي تعتمد على الصيد التمتع بدخل أكثر استقرارًا، إضافة إلى الإسهام في تعزيز الأمن الغذائي. السعودية الخضراء وأنشأت الشركة متنزه المانجروف البيئي بالقرب من رأس تنورة مواكبة لمبادرة السعودية الخضراء التي أطلقتها المملكة، ويمثّل المتنزه الذي تبلغ مساحته 64 كيلومترًا مربعًا، أول محمية طبيعية في المملكة مخصصةً للمحافظة على غابات المانجروف وإثراء جهود التوعية البيئية، التي توفر مناطق عازلة مهمة بين البر والبحر، كما تُعد موطنًا لتكاثر مختلف الأحياء البحرية. داخل المنتزه بدأ العمل في المتنزه عام 2012م، ويحمي واحدةً من غابات المانجروف الطبيعية في المنطقة الشرقية، ويتميّز بأطول ممر أشجار مانجروف في المملكة. وقد تم تصميمه لتمكين الزوار من خوض تجربةٍ فريدةٍ من نوعها إلى جانب الفعاليات الترفيهية لجعلها أكثر متعةً حيث يمكن مشاهدة أكثر من 100 نوع من الطيور سنويًا، مثل طيور الفيّوب والكروان التي تهاجر من مناطق بعيدةٍ مثل سيبيريا في روسيا. وهذه النوعية من الأشجار بما لها من طاقة امتصاص للانبعاثات تعادل أكثر من 5 مرات مقارنة بالأشجار البرية، تُسهم في مواجهة آثار التغيّر المناخي، وتعزز من تنوع الحياة الفطرية البحرية وتوفر موئلًا للطيور المهاجرة. 400 الف شتلة يضم المتنزه مشتلًا يستوعب ما يصل إلى 400 ألف شتلة مانجروف سنويًا، يمكن أن يتم تزويد إدارات الشركة المختلفة بها للتوسع في زراعتها مستقبلًا، كما يمكن للمدارس والجامعات وغيرها من الشرائح والفعاليات الاجتماعية تنظيم رحلات إلى متنزه المانجروف والتعرّف على جهود الشركة في دعم التشجير وتنمية الغطاء النباتي في المملكة ومناطق أعمالها بهدف المحافظة على البيئة، ودعم الحياة الفطرية، وتقليل آثار زحف الرمال على الطرق والمنشآت الحيوية. مختبر بحثي في إطار برنامج استعادة غابات المانجروف، عملت أرامكو السعودية في عام 2021م، على حماية التنوع الحيوي من خلال برامجها المتنوعة، وكان هذا البرنامج أحد البرامج البارزة والحيوية، ووسيلةَ دفاع نابضةً بالحياة ضد التصحّر، وتُسهم في المحافظة على سبل المعيشة وتحسّنها. واستكمالًا لهذه الجهود تم تجهيز مختبر بحثي في الموقع بالكامل بجميع الأدوات اللازمة لدراسة غابات المانجروف والتنوع الحيوي الساحلي، كما تم بناء ممر للسماح للزوار بالتنزه ومشاهدة الغابة والحياة البرية المحلية عن قرب. حماية البيئة الطبيعة تعد أشجار المانجروف من النباتات المهمة التي تمثل أحد الحلول الطبيعية للتكيّف مع التغيّر المناخي والحدّ من آثاره. وتُعد شجرة المانجروف الوحيدة التي تستطيع العيش في المياه المالحة، كما تمتص ملوّثات الهواء، وتنقّي المياه عن طريق امتصاص الشوائب والمعادن الثقيلة، وتمنع التعرية، وتعمل على استقرار الشواطئ.