تقدم كثير من المطاعم والبوفيهات وجبات مختلفة من الأطعمة لزوارها مستخدمة في تحضيرها زيوتا يتكرر استخدامها مما يفقدها صلاحيتها وجودتها. ويشير مساعد مدير إدارة الصحة العامة بمستشفى الملك عبدالعزيز التخصصي بالطائف محمد أحمد الهرموش عن أن كثيرا من العاملين بالمطاعم وبوفيهات الوجبات السريعة يلجأون إلى عدم استبدال مادة الزيت المستخدمة في عملية قلي المأكولات ويعيدون استخدامها أكثر من مرة بهدف تقليل التكلفة والسعي غير الشرعي وراء أكبر قدر ممكن من الربح. وتكمن خطورة إعادة استخدام زيت القلي في رفع درجة حرارة الزيت المستخدم ليكون قادراً على إنجاز عملية الطهو بسرعة أكبر في ظل طهو المأكولات دون غطاء إضافة إلى قيامهم بعملية القلي في بعض الأواني الحديدية التي تؤدي إلى ضرر أكبر نتيجة تفاعل هذه الأواني مع الزيت المغلي، وتؤدي تلك العملية إلى إنتاج المواد المسرطنة وإلحاق الضرر بصحة الإنسان بالمعدة والكبد. وأضاف أن لون الزيت المقلي الغامق وبقاء بقايا الطعام بالزيت بعد القلي ووجود رواسب ولزوجة الزيت ورائحة المادة الغذائية والساعات الطويلة لاستخدام الزيت في القلي والتي تصل به للاحتراق علامات تدل المستهلك الراغب في شراء الأطعمة على فساد الزيت وعدم صلاحيته للقلي، مشددا على ضرورة إيجاد برامج تثقيفية تساهم في تعريف المواطن والمقيم بضرر الزيوت غير الصالحة. وعلى الرغم من التحذيرات الصحية المتتالية عن ضرورة نقاء الزيوت وتحري الدقة والأصلح في الأطعمة إلا أن كثيرا من الأسر اعتادت على شراء الطعام من خارج المنزل ومعظمها يكون مقلياً في الزيت ولا يتنازل أحد عن تلك العادة رغم المخاطر الصحية التي تحفها. ويقول المواطن علي المالكي في كثير من عمليات شراء الأطعمة التي اعتدنا عليها لا نعير بالا ولا اهتماما لكيفية تجهيز وإعداد تلك الأطعمة بقدر اهتمامنا بضرورة وجودها على موائدنا، معللا ذلك بعدم وجود ثقافة مجتمعية لدى المواطن تدعوه للنظر وتفحص ما يشتريه وهذا ينطبق على أغلب ما نشتريه من أطعمة وحاجيات. ويحمل المواطن زيد محمد الحارثي الأمانات ممثلة في أقسام الصحة العامة المسؤولية في تفشي مثل هذه الظواهر غير الصحية وازديادها في الآونة الأخيرة مما يعني غياب الدور الرقابي الحقيقي على محلات الأطعمة لحماية صحة المستهلك. وأضاف أن غياب الدور التوعوي والتثقيفي للمجتمع بمثل تلك السلوكيات والاشتراطات الصحية المضبوطة للمأكولات ساهم بشكل كبير في انتشار تلك الظواهر ورواج تلك النوعية من المأكولات، لذا نطالب بتفعيل الدور الرقابي والتوعوي بشكل أكبر من خلال الرسائل التوعوية بالأسواق والقنوات الفضائية والشوارع ومواقع التواصل الاجتماعي حتى نخلق وعيا بكيفية المحافظة على صحة أفراد أسرنا.