سالم مخاشن - الرياض الرقيب جزء مهم لأي مؤسسة إعلامية تعمل في نطاق الإعلام التقليدي بجميع فروعه، يتميز ذلك الرقيب بسلطة النشر والمنع أو التعديل في محتوى ومضمون ما ينشر من خلال استخدام المقص الرقابي تحت بند "مخالف لقوانين النشر!"، قد يكون ذلك الرقيب استخدم مقصه الرقابي فعلا بسبب وجود شيء مخالف لقوانين النشر سواء كانت وسيلة النشر (مكتوبة أو مرئية أو مسموعة)، ومرات يكون استخدام المقص الرقابي حجة يستند إليها الرقيب بسبب أن المحتوى لا يتناسب مع مزاج ورغبات ذلك الرقيب، وهذا للأسف يدمر المواهب الإبداعية في شتى المجالات الإعلامية، الرقابة بمفهومها العام جميل لأنها تعنى بحفظ ما يظهر للجمهور بشكل لائق، لكنها أصحبت هاجسا لكثير ممن هو مختص في المجال الإعلامي، والدراما السعودية والأعمال الفنية كان لها أيضا نصيب من تذوق ذلك المقص الرقابي الذي يقص بعض المشاهد فتظهر الحلقة ركيكة المضمون بسبب تكسر التسلسل الدرامي للحلقة فتصبح فكرة هشة وركيكة المحتوى ولو أن الرقيب استخدم خيار حجب العرض لكن أحسن له من تخريب العمل وتشويهه لأن الرقابة معنية ومسؤولة أن تظهر العمل بشكل لائق لا أن تشوهه بصورة تجعل المشاهد يضحك من العرض الركيك الذي تحول إلى ما يشبه المسرح المدرسي، وذلك نتجية ثغرات في التسلسل الدرامي، لكن وفي عصر الإعلام المفتوح والإعلام الجديد ولد رقيب جديد بمواصفات خيالية، رقيب الإعلام الجديد لا يملك المقص ولا يوجد الهاجس من ذلك الرقيب لأنه تولد مفهوم جديد للرقابة في الإعلام الجديد ألا وهو "الرقيب الذاتي"، وكل واحد يكون رقيب نفسه ويعرف ما له وما عليه، وهذا مما سبب انتعاش الإعلام الجديد بسبب سهولة العرض والأفكار فتظهر الأعمال بشكل رائع وجميل وتجعلنا نتأكد أنه وراء كل عمل إعلامي ركيك وضعيف هو "مقص الرقابة!".