تقول العرب: أخاك فناصر ما استطعت بقوةٍ... وثوبك من منسوج أهلك فألبسِ نعيش في زماننا هذا بعض المتغيرات على الصعيد الاجتماعي والثقافي، وكذلك على كل الأصعدة سأركز في مقالي لهذا الشهر حول دور الأخوة والترابط الاجتماعي في بناء الحضارات وصعود الأمم. وعلى سبيل التناقض يذكر من بعض المحدثين والداعين للتقدم هو دعوتهم لنسج هيكلة أسرية واجتماعية بظنهم أنه من دورها تسعى إلى التقدم والتطوير، ولذلك أريد أن أقول لهم إن نظرياتهم وحياكتهم لتصور المجتمع الحديث قد توافق الصواب وقد تكون عكس ذلك كله. لا يوجد سند للشخص في حياته التي يعيشها كسند الأخ والأسرة، والأجمل أن يكون السند والتعاون محمودا، وسأذكر لكم قصة الأخوين "يبلور" و"رافايل" اللذين استطاعا أن يغيرا مجرى التاريخ عندما عملا على تصنيع طائرة وقاما بأول محاولة طيران في الجو استغرقت الساعة والربع وقصص نجاح أخرى خلدها التاريخ لتعاون الإخوة ومواقفهم في مواطن كثيرة، ولا ننسى نحن أيضًا أن قصص العرب التي خلدت دور الأخوة وحثت عليها كثيرة وغزيرة. وفي نهايتي لهذا المقال أقول كما قال الشاعر قيس بن عاصم: أخاك أخاك إن من لا أخ له * * * كساع إلى الهيجاءِ بغير سلاح وإن ابن عم المرء فاعلم جناحه * * * وهل ينهض البازي بغير جناحي