نلاحظ في الفترة الأخيرة ظهور بعض المشاهير الذين همهم الوحيد جمع المال فقط، دون النظر للقيم والعادات والأخلاق الاجتماعية ومراعاة الجمهور الذي يتابعهم، وكيف أنه أصبح موثرا في المجتمع الذي يعيش فيه، خصوصا المراهقين منهم، وهذه من سلبيات الشهرة السريعة التي لا تراعي التدرج في الأعمال وثقافة المشهور وتعليمه. فنجد غالبا من يرقص ويرسل الشتائم يُتابع بكثرة ويزداد متابعوه بالآلاف، وفي نفس الوقت نجد الأطباء والمثقفين ممن يحاولون خدمة المجتمع بالتوعية والرسائل المفيدة والمعلومات يعانون من ضعف الإقبال عليهم، والسبب أن المجتمع يبحث عن «الفلة» وليس الثقافة والمعلومات، فظهورك بشكل غريب ومخالف للعادات والتقاليد يجعل منك نجما في سماء مواقع التواصل الاجتماعي، وتنهال عليك العروض والاعلانات والمال، هذا المال يدفعك إلى البحث عن مزيد من المتابعين، وذلك بتصرفات غريبة. وقد يستخدم المشاهير ملابس خادشة للحياء وألفاظا مخلة بالآداب، والمهم كسب المال في ظل غياب الرقابة والعقاب عليه، خصوصا أن متابعيه بالملايين وله تأثير كبير علي المجتمع، ويتحصل على دخل مالي عال بشكل يومي من الشركات والمؤسسات التي همها الوحيد التسويق فقط قبل المضمون، ومن يقدم إعلانها للمستهلك الذي أصبح يفضل الإثارة ويترك الثقافة لزيادة المتابعين. ما حدث من بعض المشهورات في «المالديف» من سلوكيات خاطئة لا تعكس ثقافة المجتمع السعودي وإثارة الضجة مؤخرا في مواقع التواصل الاجتماعي، وظهرت حملات لمحاسبة من يستخدم مواقع التواصل بشكل سيء، خصوصا من يتابعه الملايين من المواطنين بكافة الأعمار فنشر مثل المقاطع التي تسيء لنا كمجتمع أو تدعو إلى سلوكيات خاطئة لابد أن تكون هناك محاسبة لهم وإغلاق سواء دائم أو مؤقت لحساباتهم، حتى يعلم الجميع أن هناك عقوبة لمن يتجاوز الخطوط الحمراء في المجتمع، خصوصا أنه يتقاضى الملايين سنويا من حساباته والإعلانات التي تطلبها من الشركات لتسويق سلعة جيدة، وهناك نظام للإعلام المرئي والمسموع، والذي ينص على أنه يجب قبل ممارسة أي نشاط من أنشطة الإعلام المرئي والمسموع الحصول على ترخيص بذلك. وغالبية هؤلاء المشاهير أتوقع يتبعون هذا النظام بسبب أن هناك دخلا ماليا يدخل حساباتهم في البنوك، ونصت المادة الخامسة الفقرة 13 بعدم عرض المحتوى الإعلامي المخل بالآداب العامة أو الذي يظهر العري واللباس غير المحتشم أو يثير الغرائز أو الذي يستخدم لغة مبتذلة، وهذا النظام جميل جدا في ضبط مواقع التواصل الاجتماعي، وكما نجد أن هناك نظاما رائعا لحماية الطفل في مجتمعنا من الإيذاء نحتاج أيضا لنظام يحمي المجتمع نفسه من المشاهير يتابع ويحاسبهم عند تجاوز الخطوط الحمراء والأعراف والقوانين. وفي النهاية أختم بتجربة شخصية توضح حقيقية الوضع في مجتمعنا، فتحت أنا وأحد أبنائي حسابا في أحد مواقع التواصل الاجتماعي، وقررت أن يكون المحتوى الذي أنشره فيه معلومات وثقافة مجتمعية، وابني قرر أن يكون مقاطع صغيرة وأغان يصورها بطريقة احترافية، وبعد مرور فترة من الزمن لم أتمكن من جمع ستين متابعا للمحتوى الذي أنشره، وفي الوقت نفسه تمكن ابني من جمع ستة عشر ألفا من المتابعين والأعداد تزيد.. هذا يدل على أن المجتمع يبحث عن الإثارة ويتجاهل المعلومات والثقافة في زمن عجيب غريب، لكن المهم «الحماية المجتمعية».