يوما عن آخر، يثبت المسرحيون السعوديون أنهم ليسوا بمعزل عن هموم مجتمعهم رغم الانتقادات التي توجه لضعف الحركة المسرحية في البلاد، واهتمام جهات غير مختصة بالمسرح بمحاولة الرقي به وتبني عروض مسرحية على مدار العام وفي فترات الأعياد. وجاءت العروض المسرحية التي تبنت أمانة منطقة الرياض إقامتها خلال احتفال عيد الفطر المبارك هذه الأيام، منسجمة مع العديد من الملفات الملحة التي يعاني منها السعوديون، حيث ذهبت إلى طرح موضوعات ك"جشع العقاريين" والتثمين الحكومي لبعض المنازل الشعبية التي تتوسط مشاريع تنموية هامة، كما لامست العروض موضوع المبالغة في الأعراس وغيرها. ويضم برنامج العروض المسرحية في احتفالات العيد هذا العام 8 أعمال تعرض مجاناً للرجال والشباب، يشارك فيها عدد كبير من الفنانين من المملكة، ودول مجلس التعاون الخليجي، كمسرحية "غترة وبرمودا" والتي تعرض على "مسرح جامعة دار العلوم"، بطولة عبدالعزيز الفريحي، عوض عبد الله وتناقش المسرحية في إطار كوميدي، أخوين يتم تثمين منزلهما الشعبي من قبل إحدى الجهات الحكومية بمبلغ كبير لإقامة أحد المشاريع العامة، فيرفض أحد الأخوين بيع المنزل الذي عاش فيه طفولته وشبابه بينما يسعى الآخر للاستفادة من السعر الكبير في تغيير حياته. وسيقدم الفنان محمد المنصور والفنان محمد الكنهل في احتفالات أمانة الرياض في العيد مسرحية "فرحة ما تمت" وتعرض على مسرح "مدارس التربية النموذجية"، وتناقش ظاهرة المبالغة في تكاليف الأعراس والتي تمثل عبئا كبيرا على الشباب في مقتبل حياتهم. كما سيستضيف مسرح "كلية المدربين التقنيين" بالرياض خلال احتفالات العيد مسرحية "يمرض ولا يموت" بطولة جبران الجبران، وعبد الرحمن بودي، وعبد الله الجفال، وتناقش المسرحية مشكلات الشباب في هذا العصر بمشاركة عدد كبير من الممثلين من المنطقة الشرقية. ويطل الفنان خالد سامي على جمهور مسرح عيد الرياض مجدداً هذا العام بمسرحية "شعبان والرومان"، وتعرض المسرحية على مسرح "مدارس المملكة" وتتناول قصة اكتشاف مسرح روماني قديم في أحد المنازل ومحاولة الاستيلاء عليه من قبل بعض العقاريين، دون أدنى اهتمام بالقيمة التراثية لهذا الاكتشاف. أما الفنان علي إبراهيم، فيواصل مشاركته في احتفالات عيد الرياض هذا العام مع نخبة من الفنانين أمثال عبد العزيز السكيرين، خالد الرفاعي، وعبدالله أبوعابد من الإمارات، بمسرحية "وين الشنطة" والتي تعرض على مسرح "جامعة الأمير سلطان الأهلية"، وتتناول في إطار كوميدي اجتماعي رحلة بحث عن حقيبة فقدها أحد رجال الأعمال وتحوي أوراقا مهمة لبعض مشروعاته. وستضم قائمة الأعمال المسرحية في احتفالات العيد مسرحية "حاسب وشايب" وتتناول المسرحية في قالب كوميدي قدرة الشباب المبتعثين للدراسة في الخارج من الاستفادة من تقنية المعلومات والاتصالات في تطوير الأداء بالأجهزة الحكومية وتسهيل المعاملات، ويقوم على بطولتها الفنانون عبدالعزيز المدلج، ومرزوق الغامدي، وخالد منقاح، والتي تقررعرضها على مسرح "الكلية التقنية" بالرياض. كما سيعرض خلال احتفالات العيد مسرحية "عيلة سكر زيادة" على مسرح "جامعة اليمامة"، وتتناول المسرحية مشكلة تباين الاهتمامات والاتجاهات داخل نطاق الأسرة من خلال شخصية أب عسكري متقاعد يحاول إلزام أبنائه بنمط الحياة العسكرية، ويقوم ببطولة المسرحية الفنان أسامة العش، عبد الله أحمد، وبسام الدخيل. ويكتمل عقد الأعمال المسرحية للرجال والشباب في احتفالات العيد بمسرحية "ما تشوف شر" وبطولة عبد الله المزيني، ومطرب فواز، وتناقش المسرحية والمقرر عرضها طوال أيام العيد على "مسرح مدارس الرياض" مشكلة الأخطاء الطبية في المستشفيات الخاصة ومغالاة المستوصفات الأهلية في تكاليف الخدمة العلاجية. أما الأعمال المسرحية المخصصة للنساء في احتفالات العيد، فستضم 3 عروض، يأتي في مقدمتها مسرحية "الركادة زينة" وتعرض على "مسرح مدينة الحكير الترفيهية" بإشراف نسائي كامل، وتناقش المسرحية عدداً من المشكلات الاجتماعية مثل التأثر بالشائعات وممارسات المشعوذين والرقابة على الأبناء في سن المراهقة، والمسرحية بطولة كل من منال العيسى، هند محمد، نوف اياد، وريفان كنعان. أما "مسرح مدارس دار العلوم الأهلية للبنات" بحي الفلاح، فيستضيف خلال احتفالات العيد المسرحية النسائية "مكتب التطبيق" بطولة أمل حسين، وتناقش المسرحية معاناة عدد من الفتيات العاملات بمكتب للجوازات للنساء بإحدى المناطق الحدودية. كما سيشارك عدد من فنانات الخليج في المسرحية النسائية الكوميدية "سواليف حريم" والتي تعرض أيام العيد على "مسرح مركز الملك فهد الثقافي"، وتدور أحداث المسرحية والتي تقوم ببطولتها الفنانة أميرة محمد، أغادير السعيد، أمنية العلي، وسميرة الوهيبي حول اختفاء رجل متزوج من ثلاث سيدات، يكتشفن أنه موقوف على ذمة قضايا مالية، في حين أنهن يسكن في منزل مؤجر ويتم طرد كل منهن لعدم استطاعتهن سداد الإيجار، وتكون المفاجأة أن الزوجة الأولى تسكن في قصر كبير، بينما تجمع المعاناة الزوجات الثلاث الأخريات، فيقررن الحياة معاً، ويرفضن العودة للزوج بعد انتهاء المشكلة. وعلى "مسرح مركز الملك عبد العزيز التاريخي"، وضمن الفعاليات النسائية بالمركز مسرحية "الملقوفة"، والتي تناقش ظاهرة الفضول لدى بعض النساء وما يترتب على ذلك من مواقف محرجة ومشكلات في محيط الأسرة والعمل، ويقوم ببطولة المسرحية عدد من الفتيات الموهوبات في مجال التمثيل المسرحي.