صعدت كتائب بشار الأسد من عملياتها ضد الثوار في أول أيام عيد الفطر مما أسفر عن مقتل وإصابة العشرات في عدد من المناطق السورية. ودارت اشتباكات في حلب خاصة في أحياء الاذاعة وسيف الدولة، كما تعرضت عدة أحياء للقصف بالإضافة إلى قرية الأرض الحمرا مما أسفر عن مقتل شخصين. وأدى الأسد صلاة العيد في أحد مساجد دمشق، على غير عادته حيث درج على الصلاة في المسجد الأموي الكبير، بحضور عدد من أركان الدولة، غاب عنهم نائب الرئيس فاروق الشرع الذي كثرت الإشاعات عن احتمال انشقاقه عن النظام، والأمين العام المساعد لحزب البعث الحاكم عبدالله الأحمر الموجود تحت الإقامة الجبرية. ولوحظ خلال الصلاة أن الاسد سلم قبل أن ينتهي الإمام من الصلاة، وأنه سارع في الخروج من المسجد دون أن يجري أية حوارات مع المصلين. وفي يوم العيد الذي يتلقى فيه عادة الأطفال الهدايا مرتدين ملابسهم الجديدة، سقط طفل وطفلة إثر قصف تعرضت له مدينة معرة النعمان في ريف إدلب بعد منتصف ليل أول من أمس. وأفاد المرصد نقلا عن نشطاء في هذه المنطقة، عن مقتل سيدة إثر إطلاق النار بشكل عشوائي في بلدة سرمين من قبل سيارة للأمن بحسب نشطاء من المنطقة، ودارت اشتباكات عنيفة بين القوات السورية ومقاتلين من الكتائب الثائرة في قرية دركوش. كما سقطت سيدة إثر القصف الذي تعرضت له الرستن بريف حمص أمس. وفي شرق البلاد، قتل أحد مقاتلي المعارضة في اشتباكات مع القوات النظامية في دير الزور. وخرجت تظاهرات في عدد من المدن للمطالبة بإسقاط النظام ورحيل بشار الأسد. وذكر المرصد في بيانات متلاحقة أن عدة مظاهرات خرجت في أحياء عدة من العاصمة وفي عدد من المناطق التابعة لريف دمشق وقرى ريف إدلب وريف حماة وفي بعض أحياء المدينة. وأوضح المرصد أن المتظاهرين نادوا بإسقاط النظام، مستنكرين الصمت العالمي عن المجازر التي ترتكب بحق أبناء الشعب السوري. ويأتي ذلك غداة مقتل 137 شخصا خلال أعمال عنف بينهم 67 مدنيا و31 مقاتلا و43 جنديا، بحسب إحصاء أعلنه المرصد. وامتنع أغلب السوريين عن الاحتفال بعيد الفطر هذا العام بسبب الأحداث الدامية، فيما فضل بعضهم الاحتفاء بالعيد على طريقته. وأحجمت ربى وهي مهندسة عن قبول التهاني بهذه المناسبة وكتبت في صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك "أعتذر من الجميع عن إرسال أو استقبال المباركات بالعيد وأدعو الله أن يرحم جميع شهداء الوطن". وبالنسبة إلى سوريين آخرين فإن النقاش بينهم يدور حول نمط "الضيافة" الذي سيتبعونه عند قدوم المهنئين بالعيد، فمنهم من أكد أنه لن يشتري الحلوى بينما أكد آخرون أنهم سيكتفون بتقديم الشوكولا المرة أو القهوة بدون سكر. وتقول زينب وهي عاملة تنظيفات (43 عاما) "كنت أتوقع خروج ابني من المعتقل قبل العيد، أما وأنه ما زال في الداخل فأي عيد سأحتفل به". ويقول وليد وهو يقف على باب متجره المتخصص ببيع الألبسة النسائية عشية العيد إن "من يرى هذه الجموع الكبيرة وهي تسير في الشوارع هذا المساء سيقول إن أبواب الرزق فتحت".