خرجت تظاهرات عدة في أول أيام عيد الفطر في عدد من المدن السورية للمطالبة بإسقاط النظام ورحيل الرئيس السوري بشار الأسد، بحسب ما أفاد ناشطون. وقال معارضون وشهود إن قوات الجيش واصلت عملياتها العسكرية في حلب ودمشق وريفها ودير الزور وحمص ما أدى إلى مقتل نحو 92 شخصاً. وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي يتخذ من بريطانيا مقراً له في بيانات متلاحقة أن تظاهرات عدة خرجت في أحياء عدة من العاصمة وفي عدد من المناطق التابعة لريف دمشق وقرى ريف إدلب (شمال غرب) وريف حماة (وسط) وفي بعض أحياء المدينة. وأوضح المرصد أن المتظاهرين نادوا «بإسقاط النظام ورحيل رئيسه بشار الأسد» مستنكرين «الصمت العالمي عن المجازر التي ترتكب بحق أبناء الشعب السوري». وأشارت لجان التنسيق المحلية في بيان تلقت فرانس برس نسخة منه إلى «خروج تظاهرة بعد صلاه العيد من الباب الخلفي لمقبرة الشيخ خالد في حي ركن الدين الدمشقي تهتف للمدن المنكوبة وتطالب بإسقاط النظام». وبث ناشطون على موقع يوتيوب شريط فيديو لإحدى التظاهرات التي جرت في مدينة كفر زيتا وقد رفع فيها احد المشاركين لافتة كتب عليها «يا رب أتم علينا عيدنا بانتصار ثورتنا وسقوط هذا الطاغية» فيما رفع آخر لافتة كتب عليها «يرجى عدم إطلاق الألعاب النارية لأن الصواريخ وقذائف الهاون تكفينا وتزيد». وفي سهل الغاب التابع لريف إدلب، تجمع عشرات الأطفال في قرية شهناز وهم يهتفون «يا بشار حيد حيد، نحن بدنا نصوم وبدنا نعيد» بحسب فيديو ثان بثه ناشطون على يوتيوب. وفي فيديو آخر رفع المتظاهرون لافتة كتب عليها «ارسلوا لنا مراقبين بقيادة الدابة ثم اطلقوا لهم العنان والآن يعطون الضوء الأخضر» في إشارة إلى تمديد المهلة التي تمنحها الأممالمتحدة للنظام السوري. واستمرت أعمال العنف والمواجهات امس بين القوات السورية والمعارضة المسلحة ما اسفر عن مقتل وإصابة العشرات في عدد من المناطق السورية، كما أفاد المرصد السوري. ودارت اشتباكات في مدينة حلب العاصمة الاقتصادية، وبشكل خاص في أحياء الإذاعة وسيف الدولة، كما تعرضت أحياء عدة للقصف بالإضافة إلى قرية الأرض الحمرا (ريف حلب) ما اسفر عن مقتل شخصين. وفي أول أيام العيد الذي يتلقى فيه عادة الأطفال الهدايا مرتدين ملابسهم الجديدة، سقط طفل وطفلة اثر قصف تعرضت له مدينة معرة النعمان الواقعة في ريف إدلب (شمال غرب) بعد منتصف ليل السبت الأحد. وأفاد المرصد نقلاً عن نشطاء في هذه المنطقة، عن مقتل سيدة اثر إطلاق النار بشكل عشوائي في بلدة سرمين من قبل سيارة للأمن بحسب نشطاء من المنطقة، ودارت اشتباكات عنيفة بين القوات السورية ومقاتلين من الكتائب الثائرة في قرية دركوش. كما سقطت سيدة اثر القصف الذي تعرضت له الرستن (ريف حمص) صباح امس. وفي شرق البلاد، قتل احد مسلحي المعارضة في اشتباكات مع القوات النظامية في دير الزور. وقال المرصد السوري إن الجيش قصف أحياء في حلب. وسيطرت قوات المعارضة على مناطق عدة في المركز التجاري في شمال البلاد وحاولت التصدي لهجوم مضاد يقوده الجيش. وقال التلفزيون السوري إن الجنود واصلوا عملياتهم لطرد «الإرهابيين والمرتزقة» - وهو التعبير الذي تستخدمه السلطات السورية لوصف معارضي الأسد المسلحين - من منطقة سيف الدولة الغربية التي وقع فيها بعض من أعنف المعارك. وأظهرت لقطات وضعت على مواقع إلكترونية قال نشطاء إنها تصوير لمنطقة سيف الدولة طائرة تحلق على ارتفاع منخفض فوق المباني وتسقط قنبلتين. وقالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان إن 92 شخصاً على الأقل قتلوا في أول أيام عيد الفطر برصاص القوات النظامية، معظمهم في درعا ودير الزور وريف دمشق. واستمر الطيران والمدفعية في حملتهما العسكرية وقصفهما لبلدات تلبيسة وتلكلخ والقصير وأحياء حمص القديمة وجورة الشياح والخالدية في حمص، ولا يزال عدد من المدنيين والجرحى محاصرين داخل أحياء المدينة. وفي حلب أفاد ناشطون بسقوط قتلى وعشرات الجرحى في قصف على بلدة منبج وأحياء عدة في المدينة. وقالت الهيئة العامة للثورة السورية إن 7 أشخاص من عائلة واحدة قتلوا في قصف على حي قاضي عسكر في حلب. كما بث ناشطون صوراً على مواقع الإنترنت تظهر جثثاً لستة أشخاص، أعدموا ميدانياً برصاص عناصر المخابرات الجوية، وقد عثر على الجثث قرب مبنى المخابرات الجوية شمال حلب، وتعود الجثث لمدنيين من ريف حلب. ويقول أهالي المنطقة إنهم يعثرون على جثث لأشخاص أعدموا ميدانياً قرب مبنى المخابرات الجوية بشكل شبه يومي. في موازاة ذلك قال ناشطون إن القوات النظامية واصلت قصف مناطق عدة سكنية كان أحدثها جبل الأكراد والتركمان بريف اللاذقية. وقد بث ناشطون سوريون صوراً تظهر جانباً من الدمار الذي لحق ببعض المنازل في حي الحجر الأسود بدمشق نتيجة القصف. كما بث ناشطون صوراً على الإنترنت لقصف الجيش النظامي على مدينة الرستن صباح عيد الفطر. وقال الناشطون إن القصف استهدف عدداً من المساجد والمنازل أثناء أداء الناس شعائر صلاة العيد، وأسفر عن سقوط قتلى وجرحى وهدم للمنازل. وفي درعا، أعلن ناشطون عن مقتل أربعة أشخاص إثر إعدامهم ميدانياً على أيدي قوات الأمن السورية في مدينة الحراك التي أطلق أهاليها نداءات استغاثة لنقص المواد الطبية والدم في مستشفى المدينة الميداني. كما تحدث ناشطون عن قصف بلدات بصر الحرير وأم ولد والمليحة الغربية. وقالت الهيئة العامة للثورة السورية إن الجيش النظامي يقصف بالدبابات والصواريخ بلدة الحراك وبصرى الشام وأن 13 شخصاً قتلوا في الحراك بينهم 10 أطفال. كما قال المرصد إن 20 عربة مصفحة على الأقل انتقلت إلى بلدة الميادين الشرقية بمحافظة دير الزور حيث تنتج 200 ألف برميل من النفط السوري يومياً. وفي بلدة التل شمالي دمشق قال نشطاء محليون إنه تم جمع جثث 40 شخصاً قتلوا في قصف في مكان واحد لدفنهم جماعياً. وأظهرت صورة جثثاً عدة فيما يبدو ملفوفة ببطانيات ملونة في شارع. وقال التلفزيون السوري إن القوات الحكومية أحبطت محاولات عدة للجماعات المسلحة للتسلل من لبنان المجاور إلى سورية.