كان يوما مميزا عشناه بسعادة غامرة وشعرنا به وبأهميته للجميع وخصوصًا الجيل الجديد، وقد ترك أثرًا في نفوسنا وشعرنا بعمق وحضارة هذا الوطن العظيم. احتفلت المملكة العربية السعودية وبالتحديد يوم الثلاثاء 2022/02/22 بيوم التأسيس الخالد في ذاكرة الوطن والمواطن ولأول مرة في تاريخها، والذي بدوره أكمل الدائرة الكاملة لتاريخ الوطن الحبيب ورسم صورتها الرائعة، وشرح للأجيال أصالة وتاريخ الوطن ومراحل تأسيسه الثلاث للدولة السعودية ابتداء بالدولة السعودية الأولى على يد مؤسسها الأمام محمد بن سعود -رحمه الله- ،ومرورا بالدولة السعودية الثانية على يد مؤسسها الإمام تركي بن عبدالله -رحمه الله- إلى الدولة السعودية الثالثة بقيادة مؤسسها وبانيها الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن -رحمهم الله جميعا- وأسكنهم فسيح جناته. أدخل هذا الاحتفال السرور والفرح والبهجة لكل فئات وشرائح المجتمع من مواطنين وأيضًا مقيمين، هذا ما شعرت به ورأيته في هذا اليوم التاريخي الذي أسست فيه بدايات الوطن العظيم، والذي كان ممتلئًا بالفرح والسعادة بهذه المناسبة الغالية، والفرح أيضا لأولئك الذين حرصوا وحرصن على ارتداء الزي الشعبي الأصيل والموروث عن تلك الفترة الزمنية من شبه الجزيرة العربية وباختلاف مناطقها، والذي كان مزدهرا حين ذاك، بل ذهب الكثير منهم إلى الأسواق لعلهم يكونون من المحظوظين ويجدون ما يريدون أن يرتدوه في هذه المناسبة السعيدة، ولكن الكثير منهم لم يجدها متوافرة لأنها نفدت من الأسواق. رأيت الصور والمشاهد عبر وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة ووسائل الإعلام التقليدية واللوحات الإعلانية وغيرها، كلها كانت تنطق بفرح الجميع لارتدائهم هذه الملابس التراثية الجميلة والتي نعتز ونفخر بها جميعًا لجمالها وحشمتها وألوانها الزاهية. أصبح لدينا الآن يوم التأسيس التاريخي والذي يوافق من كل عام 22 من فبراير، واليوم الوطني المجيد والذي يصادف 23 من سبتمبر من كل عام، ولا شك أنهما سوف يرسخان قيمة وعظمة وبالتأكيد حب الوطن اللا محدود في نفوس وقلوب شعب المملكة العظيم، وشكر الله سبحانه وتعالى أن جعلنا من أبناء هذا الوطن الشامخ العزيز والغالي على نفس كل مسلم وفي جميع أرجاء المعمورة والذي اصطفاه الخالق سبحانه بوجود الحرمين الشريفين ومهبط الوحي ومهدا للرسالة المحمدية. أعتقد أن العام القادم بإذن الله سوف نستعد مبكرا ،ويكون الفرح به أكبر وأجمل، وندعو الله عز وجل أن يحفظ بلادنا المملكة العربية السعودية، حرسها الله وأدام عزها ومجدها.