استعدنا خلال الأيام الماضية مشاعر الفرح والغبطة للترحيب للمرة الأولى منذ تأسيس الدولة السعودية الأولى في يوم 22 فبراير الجاري، اليوم الذي تم فيه تأسيس الدولة على يدي الإمام محمد بن سعود -رحمه الله وغفر له- وعاصمتها الدرعية. في هذا اليوم شعرنا بالفخر والاعتزاز بأصالة هذه الدولة المباركة، وارتباط أبنائها الوثيق بقادتها منذ عهد الإمام محمد بن سعود قبل ثلاثة قرون؛ فيوم التأسيس يختلف عن اليوم الوطني الذي تم فيه توحيد البلاد وتسميتها بالمملكة العربية السعودية قبل نحو تسعة عقود، بعد أن هيأ الله المؤسس وأبناءه الذين حاربوا التشتت ولملموا شمل هذه البلاد ونهضوا بها لتكون في مصاف دول العالم المتقدمة. لقد أصبح هذا اليوم إجازة رسمية بموجب الأمر الملكي الصادر يوم في 27 يناير 2022، وهدف هذا الأمر الملكي هو تعريف أبنائنا وبناتنا الجذور التاريخية لبلادهم، وإبراز عمقها التاريخي والحضاري، وليشعروا بالمسؤولية بشكل حقيقي تجاه هذا الوطن في حبه والإخلاص له والذود عنه بكل ما هو غالٍ ونفيس، أيضاً في يوم التأسيس يتعرف العالم أجمع بشكل أكبر على تراثنا وعاداتنا وحضارتنا وعراقتنا والتي لم تكن معروفة بالقدر الذي عرفت به الآن. يستعد الجميع وبحب هذه الأيام للاحتفاء بهذه الذكرى عبر فعاليات في مختلف المدن والمحافظات السعودية، فعاليات متنوعة تهدف إلى إبراز الإرث التاريخي والثقافي لوطننا منذ إنشائه وحتى وقتنا الحاضر، سيكون أيضاً تبادل رسائل التهنئة على وسائل التواصل الاجتماعي والرسائل النصية تعبيراً عن اعتزازنا بهذا اليوم. هذه الذّكرى العظيمة ما هي إلا إحدى نتائج قادتنا المخلصين، الذين عملوا على بناء دولتهم وتقويتها نحو التّقدّم والنّجاح. في الختام أعاد الله علينا هذه المناسبة السعيدة بالخير واليمن والبركات سنوات وسنوات مديدة، لنظل نحتفل بذكرى تأسيس مملكتنا الحبيبة.