كرمت الدورة التاسعة للمهرجان الدولي للحكاية جميع الجدات بوصفهن حارسات أمينات للتراث الشفوي، وقدم منظمو المهرجان درع التكريم للمعمرة المغربية حليمة الرايسي التي ما زالت تحتفظ بذاكرة قوية وتتقن فن الحكي. وقالت مديرة المهرجان نجيمة غزالي "إن الدورة التاسعة أرادت توجيه التفاتة عرفان لجميع الجدات اللواتي لا يدخرن جهدا في ضمان انتقال التراث الثقافي إلى الأجيال القادمة". واعتبرت أن الحكاية تراث حافل بالقيم يعكس صورة المجتمع ويلقن التسامح وثقافة الإنصات، وأكدت على أهمية الحكاية كتراث ثقافي لا مادي يحث على المصالحة بين الأجيال الثلاثة واحترام الآخر. وذكرت بالاهتمام الذي كان يوليه المجتمع المغربي للحكاية التي تروى في الاجتماعات العائلية أو في الأسواق والساحات العمومية، وأكدت أن المهرجان يهدف إلى تكريم الرواة القادمين من عدة مناطق من المغرب ومعظمهم من البسطاء. ويهدف المهرجان الدولي للحكايات إلى الترويج للتراث الشفهي في حلة عصرية تناسب احتياجات الأجيال الجديدة، وتستضيف الدورة الحالية التي افتتحت أول من أمس حكائين شعبيين ومحترفين من ضفتي المتوسط إضافة إلى خبراء وباحثين في مجال التراث الشعبي، سيناقشون الحفاظ على هذه الحكايات وضمان نقلها للأجيال المقبلة. وتتميز هذه الدورة التي تحمل شعار "تنوع الثقافات منطلق لحوار الحضارات" بتنظيم مائدة مستديرة حول "الراوي بين الاهتمام والإهمال" لمناقشة إحداث معهد لرواة العالم؛ خاصة رواة الحكايات الشعبية الذين يعيشون في وضعية صعبة، إضافة إلى ندوة حول "المرأة في المتخيل المتوسطي" يشارك فيها عدد من الباحثين الأوروبيين المختصين في الحكاية الشعبية. ويتضمن برنامج المهرجان مجموعة من الأنشطة الموازية خصوصا حلقات للحكي بمشاركة عدد من الرواة الشعبيين والمحترفين القادمين من ضفتي المتوسط، ومقهى للحكاية تحت عنوان "الحكواتي بين الاهتمام والإهمال"، إضافة إلى ورشات "سبك الحكاية" لفائدة الأطفال موسومة ب"البحر حكايتي" إلى جانب معرض للتراث اللامادي ومسابقة للرواة الموهوبين.