بعد أن كان إفطار البدو الرُّحل قديما يتكون من أطباق محدودة يصنعونها بطريقتهم البدائية، أصبحت المأكولات الحديثة ضمن الأطباق الرئيسة، التي لا يستغنون عنها حسب تعبيرهم وصارت جزءا من إفطارهم اليومي في رمضان. "الوطن" تواجدت أثناء الإفطار مع بعض سكان البادية، الذين ما زالوا يسكنون الخيام وبيوت الشعر، حيث أشار المعمر مسعد سعيد الجهني، الذي تجاوز ال "90 عاما"، أنهم كانوا في الماضي القريب لايعرفون هذه المأكولات، التي ما زالوا يجهلون أسماءها، وذكر الجهني، أن أطباقهم التي اعتادوا عليها تتكون من القهوة والشاي والتمر، والماء والشوربة التي يصنعونها من الطحين واللبن، وفي حال فقدان اللبن يستبدلونه بما يسمى ب "المريسة" التي تصنع من المضير "الإقط"، ويضاف عليه قليل من الماء والسكر. فيما أضاف ظاهر السميري، أنهم يسكنون بيوت الشعر، ويتنقلون بحثا عن الكلأ والمراعي الخضراء، التي تستفيد منها المواشي، إلا أن تلك التنقلات لم تحرمهم من الاستفادة من التقنية والأدوات الحديثة التي يستخدمها أهل المدن، ومنها المأكولات التي تصنع في المدن، فقد أصبحت ربات البيوت يقمن بتحضيرها، وصناعة أشهى الأطباق، مرجعا السبب الرئيسي في ذلك إلى التعليم، الذي وصل كل بيت في هذا الوطن المعطاء، مبينا أنهم كانوا في الماضي لايعرفون الغاز والزيوت الحديثة؛ لانفصال أهالي البادية عن المدن. أما المواطن عبدالله المرواني، فذكر أنهم لم يعرفوا الأكلات الحديثة إلا بعد وصول الاتصالات لديهم في هذا الموقع، لقربهم من الطريق العام، مشيرا أنهم يأخذون طريقة التحضير من الإنترنت ووسائل التواصل الحديثه مثل "البلاك بيري والواتس أب"، مضيفا أنهم وجدوا صعوبة في تطبيقها في بداية الأمر. أما المعمر محمد الحافظي، فأشار إلى أنه في شهر رمضان اعتاد على الإفطار وحده في الصحراء، متنقلا مع الإبل التي كان يرعاها، ولايفطر إلا من حليبها وعدد قليل من التمر، وأضاف الحافظي "إنني في الوقت الحالي أجلس على المائدة محتارا بماذا أبدأ؟ من كثرة الأطباق، بخلاف الماضي حين كنت أجلس محتارا ماذا آكل؟ من الجوع". من جانبه يقول المعمر عايد عواد، البالغ من العمر"80 عاما"، "أنا لا أثق في الأطباق الحديثة، واعتبرها دخيلة علينا نحن البدو"، مبينا أنه لم يتناولها في يوم من الأيام، مستبعدا أن يتناولها في المستقبل، وأضاف عواد "إن كثرة تواجد الأطباق على مائدة الإفطار يعتبره نوعا من الإسراف"، مستشهدا بحياتهم في الماضي حيث كان إفطارهم يتكون من ماء ولبن وتمر وقهوة، وفي بعض الأحيان لا يجدون مايفطرون عليه.