رحلة الطفل ريان المغربي العربي رحلة صمود بكل معاني الكلمة، خمسة أيام في ظلام دامس ووحدة وخوف وقلق ورعب وجوع وعطش وفقْد، وكل المشاعر الإنسانية التي يمكن تخيلها كانت مجموعة في قلب هذا الطفل المغربي الشمالي الشفشاوني، لكنه كان صامدًا كالجبل الذي سقط فيه. إن قضية ريان تجسد قصة الصمود العربي في وجه الاحتلال الصهيوني ووجه كل الأعاصير السياسية والاقتصادية وغيرها التي مرَّت وتمُرُّ بالشارع العربي. إن الصبر والصمود هي أول رسالة أرسلها الطفل المغربي ريان للشعوب العربية أن استمروا صامدين كصمودي أو أكبر. في رحلة دراستي بالمغرب اختلطت بالشعب المغربي وعرفت طيبة أهل شفشاون ومدى رقة مشاعرهم وصبرهم رغم الفقر والحاجة وضيق ذات اليد، ورغم كل المشكلات والهزَّات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية التي مرت بها مدن الشمال وغيرها من مدن المغرب، شعب صبور صامد كريم شهم لا تهزُّه الأعاصير ولا ترهبه الأزمات، شعب حُر أبيِّ مناضل متعاطف إلى النخاع مع القضايا العربية سيما قضية القدس والطفل الفلسطيني. أروع رسالة بعثها الطفل ريان بعد رسالة الصمود هي رسالة الوحدة فقد توحَّد العرب الذين لم يستطيعوا أن يتحدوا على قضاياهم المصيرية، لكن الطفل الصغير ومن حفرة عميقةٍ وبعيدةٍ سحيقةٍ ومعتمة بين الصخور والظلام تحت الجبال والأحراش استطاع توحيد العرب وجمع قلوب العالم عليه. ما أحوجنا اليوم إلى الصمود والصبر والتكاتف والتكافل والاجتماع والوحدة. قصة الطفولة العربية التي ترزح تحت نيران الحرب والقتل والدمار والجوع والفقر وجبال الثلوج والبرد القارس والعطش، قصة طويلة لخصها ريان في صمود طفل مغربي عربي.