رغم تشديد أمانة منطقة الباحة والبلديات التابعة لها على منع التخييم في المتنزهات والحدائق العامة بجميع صوره واستخدام التيازير "الرواق" ذات الأوتاد الحديدية، إلا أن كثيرا من الشباب بدأ في التخييم من مطلع شهر رمضان الحالي في ظاهرة تحدث لأول مرة في ظل الأجواء ونسمات الباحة الباردة التي تستهوي الباحثين عن السياحة الطبيعية إضافة إلى المناظر الخلابة والخضرة الطبيعية. حيث يقول في هذا السياق الشاب طارق الزهراني في الإجازات التي باتت تشمل رمضان حيث يتجمع الأصدقاء من المدن الرئيسة كافة سنويا من أجل روعة المنطقة، مشيراً إلى أن هذا العام يختلف من حيث الأعداد الكبيرة من الشباب الذين يرغبون في الخروج عن روتين الحياة والبحث عن الترويح والمتعة وتجديد النشاط حيث قاموا هذا العام بحجز بعض المظلات أو الموقع بمتنزه الأمير مشاري والتخييم به وتزويده بمستلزمات الرحلة كافة من أدوات طبخ ورياضة وترفيه مؤكدين أنهم يحافظون على موقع والذوق العام وعدم الإزعاج لمرتادي المتنزه. ويشير صالح الزهراني المقبل من مدينة جدة أن السياحة بالمنطقة أصبح لها إيجابيات تكمن في هذه المساحات الخضراء الرائعة والمنظر الجميل وسلبيات تكمن في عدم وجود مكان مخصص للشباب قائلاً "أعجبني وأذهلني منظر وروعة التخييم " مضيفاً أن هذه الظاهرة بلا شك تعدّ جديدة على المنطقة حيث يتجمع الشباب عقب صلاة التراويح وفي كثير من الأحيان يقومون بالإفطار في المخيم ومن ثم التوزيع ما بين لعب كرة الطائرة أو الورقة أو البليستيشن، مشيرين إلى أن بعض المخيمات تضم أكثر من 15 شابا. ويشاركه الرأي عبدالعزيز الزهراني العطلة الصيفية هي المتنفس الرئيس للشباب لقضاء أوقات من الراحة بعد عناء موسم شاق سواء كان على الصعيد الدراسي أو العملي وفي رمضان تزيد المتعة التي تجمع بين الروحانية والترفيه المباح موضحاً أن هذا العام ابتكر الشباب طريقة للتجمع بدلاً من المقاهي والشقق وهي التخييم بالمتنزه من بداية رمضان قائلاً "نعيش في الباحة أجواء معتدلة رائعة حيث الأمطار اليومية وجمال الطبيعة والترفيه البري. في المقابل أبدى عدد من الأسر تذمرهم من هذه الظاهرة التي تشكل إزعاجا لهم وتمنعهم عن الخروج مع أسرهم إلى تلك المتنزهات حيث يقول سعيد علي الغامدي تشهد هذه المتنزهات كثيرا من المضايقات الشبابية مما تسبب في حرمان العائلات من التنزه، مضيفاً أن الأسر ترغب في الإفطار خارج المنزل إلا أن وجود تلك المخيمات الشبابية يحول دون ذلك في ظل التجاوزات التي تحدث منهم وهو ما حدا بكثير إلى ترك المتنزه وقطع فترة تمتعهم وصغارهم بهذه الأجواء الممتعة. من جانبه استغرب عطية الزهراني من عدم وجود ثقافة احترام حقوق الآخرين لدى بعض الشباب قائلاً "قاموا بالتخييم وممارسة اللعب بشكل مزعج إضافة إلى تجمعاتهم التي تصيب العائلات بالقلق وكذلك التفيحط والسرعة الزيادة وهو ما قد يتسبب في دهس الأطفال والنساء داخل المتنزه.