بالحديث عن الانتقالات الحياتية التي قد يتعرض لها أي كائن على وجه الأرض، قد تكون هناك بعض التحديات التي يجب التعامل معها عند كل انتقال معين. وغالبًا ما يصنف البعض بداية السنوات أنها مرحلة يجب فيها التغيير بأي شكل من الأشكال، بغض النظر عن التغيرات التي قد تطرأ بشكل مفاجئ في أي وقت من العام، من مواقف عصيبة وأزمات نفسية متعددة، لكن الجميع حريص على أن يكون له مع كل سنة جديدة انتقالة نوعية في حياته، حتى لو كانت بسيطة وغير ملحوظة، المهم أن يشعر بالتجديد والتطور. تحديد الأهداف والقرارات وتطوير المبادئ التي باتت الآن ضربا من النكت الموسمية التي نتداولها عند كل بداية سنة جديدة.. أصبحت خدعة سحرية تشكلها الأجيال على حسب رأيهم وقناعتهم. لا يختلف العالم على ضرورة التطوير والتغيير المستمر لخلق مجتمع واع يتمتع بالكثير من الثقافة، ولكن هناك أساسيات لا يجب على المجتمع تغييرها أو محاولة التنازل عنها في الأخلاقيات العامة والسلوك الإنساني الراقي، مثل الأساسيات المتعلقة بالدين مثلاً، والأمثلة كثيرة في هذا السياق. فبحجم رغبتك بالانفتاح على العالم والتخلص من القيود التي باتت قصة هزلية نقصها في المجالس، وأضرب مثلا بالقمع وكبت الحريات التي كانت كابوسا بالنسبة للأجيال السابقة. هناك أشياء صعب التخلي عنها حتى لو كانت نوعا من أنواع مواكبة الحدث، ولعلكم تسردون الكثير من المفاهيم التي طرأت في أذهانكم الآن قد لا تحضرني شخصياً.. فلكل شخص تجربته الخاصة في التعامل مع المجتمع. المجتمع متغير، والمعايير التي كانت سائدة في حقبة زمنية سابقة تغيرت في هذه الحقبة، فعام 2015 يختلف اختلافا شاسعا مقارنة ببداية عام 2022 على الصعيد الاجتماعي والسياسي والثقافي والاقتصادي، والمفاهيم أو الآراء المتزمتة قد أصبحت الآن أكثر لينا وحكمة، فالسنوات كفيلة بتفتيت الأحجار، فلا عجب أنها قادرة على تفكيك العُقد التي ما أنزل الله بها من سلطان.. فلا تستنكر أن رغم وجود الانفتاح الآن والحريات المتاحة والمساحات الخاصة بعد مضي عدة سنوات تكتشف أن الجيل الحالي يكبر ويندب ماضيه بأنه كان يعاني من قمع وتشدد. الخلاصة إن حاولت أن تتغير لكي تواكب الحياة والمجتمع والعالم ، تغير في كل شيء، لكن حافظ على تلك المبادئ التي جعلت منك إنسانا بمعنى الكلمة لا بشكلها، فلا كل ما يتم تطبيقه الآن صحيح ومنطقي، وليس كل ما يعالجه المجتمع الآن خاطئ، بعض التغيرات، حتى وإن كانت لا تناسب فئة معينة من الناس، هذا لا يعني أنها خطأ، المجال مفتوح أمامك، وما يتعارض مع فكرك ومبادئك انسحب من ساحته دون إثارة جدل أو محاولة اعتراض.