الأجرام وعلاقتها بتركيبة الجسد، نأتي للرأس، التكوين الذي ركبت به فتحات الاستيعاب الأقصى الذي يدار به من أعلى تلك الفتحات الخارجية التي ركب عليها، فظهرت دلالات الجرم الأعلى على الرأس، الذي هو أعلى نقاط تكوين الجسم ووضعت به اسرار الاتصال الذاتي من العالم الأدنى إلى العالم الأقصى. فوجود تلك المراكز والشعيرات يجعله دائم الاتصال والشعور بما يدور حوله وترسل إلى مركز وجودها على جرم التكوين، فتظهر هنا دلالات وجود استشعارها التي تدور على نقطة الوجود بالجرم المقابل، وترسل إشاراتها باتجاه تلك الأفرع التي تتلقى الإشارات من نقطة مركزها، وتقوم كل منها بالاستجابة لتتفاعل مع إرسال تلك الموجات الموجهة لها فتدخلها وتتفاعل بكامل جزيئاتها مع تلك الموجة. ترتبط هنا تلك الجزيئات بعضها ببعض، وتتشكل على هيئة ما وجّه إليها من تلك الموجات، هنا يرتبط علم فلك السماء بعلم كيمياء الجسد، يظهر لنا تحليل ما تحوي تلك الجماجم المجوفة بداخلها من عظيم أنسجة الفكر والإدراك. الاتصال بنقاط الاستشعار هو مادة مسؤولة عن ثقل تلك المعلومات والإشارات إلينا من تكوين وجودنا، فالعقل وما وضع به من القدرات وسر القوة الكامنة بوجوده، حيث يحاط بطاقة عظيمة من النور العلمي الإدراكي الذي يرسل لسائر الحواس قوتها، ويتحكم بوجود طاقتها المستوعبة لما يرسله إليها، تكون قوى الجسد مركبة على قوى إدراك العقل وقوة جوهر النفس فكلاهما يكون على كامل اليقظة في جميع مراحل العمر.