احتدم أمس الصراع بين الإعلاميين المصريين وبين عناصر جماعة الإخوان المسلمين والمؤيدين للرئيس المصري محمد مرسي بعد اشتعال الموقف بين الطرفين واحتشاد عناصر الإخوان أمام مدينة الإنتاج الإعلامي بالقاهرة، لرفض ما أسموه ب"الهجوم الحاد عليهم وعلى الرئيس" ما أسفر عن وقوع اعتداء على رئيس تحرير اليوم السابع خالد صلاح. واعتبر عضو البرلمان السابق الدكتور وحيد عبد المجيد أن حصار مدينة الإنتاج الإعلامي جريمة مع احترام حق كل إنسان في التظاهر السلمي للتعبير عن رأيه، مطالباً بالتصدي لظاهرة الاعتداء على الإعلاميين. واعتبر أستاذ الإعلام بجامعة سوهاج الدكتور صابر حارص أن الاعتداء على الإعلاميين أمر مرفوض تماماً، وقال لا يمكن القبول بالعدوان على الإعلاميين وفى الوقت نفسه على الإعلاميين الالتزام بميثاق الشرف وعدم الخوض مع الخائضين وتأليب الرأي العام على الدولة ومؤسساتها ورموزها، مشيراً إلى أنه ليس من المعقول أن تفتح الصحف والقنوات الفضائية أبوابها لولائم السب والشتم والتحريض والتشويه ضد الرئيس والتيار الإسلامي. وأضاف: أن الرئيس قد أتى بانتخابات حرة نزيهة والتيار الإسلامي هو جزء من نسيج الشعب المصري له من الحقوق ما لكل مصري ولا يجب منعه من ممارسة حقه، فعناصره تملك حق الترشح في أي انتخابات وإن أرادهم الشعب انتخبهم وإن صوت ضدهم فتلك هي الديمقراطية. وتساءل الدكتور حارص: ما هو البديل للرئيس ولهدم كل مؤسسة يتم بناؤها وتدمير كل خطوة يتم قطعها غير الفوضى؟ كما عبر المتحدث الإعلامي باسم حزب النور نادر بكار عن انزعاجه الشديد من خبر الاعتداء على رئيس تحرير جريدة اليوم السابع خالد صلاح أمام مدينة الإنتاج الإعلامي، وقال: أرفض تماما الاعتداء الهمجي على أي أحد، فالحق نأخذه بالقانون وإلا أصبحنا في فوضى. كان رئيس تحرير اليوم السابع الإعلامي خالد صلاح قد كشف أنه أثناء دخوله إلى مدينة الإعلام لإجراء لقاء أمس في «نجوم اف ام » تجمهر عدد من الملتحين يرفعون لافتات مؤيدة للرئيس محمد مرسي، وقام أحد الأشخاص بالإشارة إلى أنه من ضمن الأشخاص المعاديين للرئيس وقاموا بالتجمهر على السيارة وتكسير جميع زجاج السيارة وقاموا بإصابة السائق الخاص له بإصابتين وإصابته هو بإصابة بسيطة في الأذن وتمكن السائق من الإفلات منهم وقاموا بمطاردة السيارة والهتاف يسقط أعداء الدكتور محمد مرسي. إلى ذلك امتنع عدد من كتاب الصحف المستقلة عن كتابة مقالاتهم اليوم الخميس احتجاجا على ما اعتبروه محاولة من جماعة الإخوان المسلمين للسيطرة على المؤسسات الصحفية الحكومية. وقال مجدي الجلاد رئيس تحرير صحيفة الوطن "هذه المساحة بيضاء احتجاجا على محاولة الإخوان السيطرة على الصحافة القومية ومؤسسات الإعلام المملوكة للشعب المصري كما كان يفعل المخلوع". وأعلنت التغييرات في مناصب رؤساء التحرير بالصحف القومية أول من أمس ، وذلك بعد أن وافق مجلس الشورى المصري الذي يهيمن عليه الإخوان المسلمون على القائمة التي وضعتها لجنة اختيار رؤساء التحرير برئاسة المهندس فتحي شهاب الدين رئيس لجنة الإعلام والثقافة والسياحة بالمجلس التي كانت مكلفة بدراسة الأوراق التي تقدم بها المرشحون لرئاسة التحرير. وكان عدد من رؤساء تحرير الصحف القومية والحزبية والخاصة وأعضاء بمجلس نقابة الصحفيين قد دعوا الثلاثاء المنصرم كتاب الأعمدة بجميع الصحف إلى حجب مقالاتهم احتجاجا على التغييرات. وكان منتقدون قد قالوا إن الهدف من اللجنة التي شكلها مجلس الشورى لاختيار رؤساء تحرير الصحف هو تمكين الإخوان من السيطرة على المؤسسات الصحفية الحكومية وأشاروا إلى أن هناك قوائم بالأسماء معدة سلفا لمن يشغلون تلك المناصب.