لماذا قررت الرحيل؟! رحلت بالمشاعر وكلمات الحنين والعطاء والوفاء، هل رحلت فعلاً، أم تلك الكلمات هي من رحلت عنك؟! لكني لم أر لحظات الرحيل ولم أر حتى خطواتها، هل كان حقيقة أم سرابا، هل كان اليوم أم البارحة أم كان كل يوم؟. ليس المكان بعيدا ولم يأت الزمان عليه بجديد، فهل ستكون كالبعيد وقدومك كالغريب، أم أنه لا رجعة من بعيد؟ . هل استصعب عليهم وصف الطريق، أم وصفوا الطريق بغير الطريق؟!، بل أبت أقدامك المسير وقلت هي في طي النسيان. أو ليس الجفاء لا يأتي بحب أو وفاء، فلماذا الإصرار على الجفاء؟، ألأنه يصل إلى قلوب تأبى الاستذلال وتصر على الكتمان. فهل ستواصل تلك القلوب الصمود أم أن الزمان سيكسر تلك القيود فلا تستطيع المواصلة وتقول من يستحق مني ذلك الصمود؟!. لقد امتلأت السماء بغيم الرحيل ثم انتشر وغادر بعيداً دون أن يمطر ولو بزخات من المطر، أتقف على أرض غريبة، أتنوي أيضاً أن تمطر على من فيها. إذا لا داعي للانتظار فالعودة أصبحت رحيلا، وتلك الخطوات اختفت بين خطوات الكثير والرحيل برحيل.