الأزمة هي تركيبة من القوى والضغوط ولها عدة أسباب، تركز ضغطها على الإنسان وينتج على أثرها مواقف صعبة وينظر إليها الإنسان على أنها تشكل تهديدًا أساسيًّا لأمنه أو لحياته أو لأهدافه المهمة. ومع استمرار تلك الضغوط، يشعر الإنسان بالقلق وخيبة الأمل. وتظهر خلال فترة الأزمة سلوكيات دفاعية قد تضطر الإنسان إلى تغيير وجهة نظره وتكيفه بفعالية أكبر في مواجهة الأزمة. والأزمات إما أن تكون مفاجئة، تحدث دون سابق إنذار أو أزمات متراكمة، بالإمكان توقع حدوثها حيث إن تشكيلها وأسبابها تأخذ وقتًا طويلًا قبل وقوعها. وتختلف الأزمات من حيث عمقها وشدتها ومن حيث مراحلها ومعدل تكرارها ومن حيث مدتها وآثارها. فكلما تميزت الأزمة بعدم التعقيد في خصائصها، كلما استطاع الإنسان احتواء آثارها وتقليل فرصة بقائها. وكلما اتسمت الأزمة بالتعقيد والشدة والاستدامة، كلما أدت إلى العجز في ضبط التوازن النفسي وانعدام القدرة على إيجاد الحلول وعندها تتطور الأزمة حتى تصبح فوضى، أي مزيج من الأزمات. والإنسان كائن عظيم الخلق والتكوين جعله الله قادرا على مواجهة أغلب المصاعب والأزمات، ويستطيع التغلب على معظم الكربات والمصائب والهموم. وكلما ازداد تكرار الأزمات والمشاكل والخطوب على الإنسان، كلما اكتسب الخبرات في مواجهتها وإيجاد الحلول المناسبة لتخفيف وطئتها، ومن ثم يستمتع بالاستقرار النفسي والطمأنينة والرضى بالمكتوب. وهنا سنتطرق إلى بعض الحلول الناجعة في مواجهة الأزمات والكروب المختلفة التي تمر على الإنسان. ومن أهمها على الإطلاق أولا: الإيمان بالله ثم ترتيب الأولويات، والتحلي بالصبر ومحاولة ضبط النفس. واليقين الراسخ بالفرج من عند الله كما قال الله في كتابه العزيز «فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا». وكذلك ملازمة ذكر الأدعية النبوية المشروعة التي تقال عند الكرب، ومواصلة الإلحاح في الدعاء. ثانيا: التفكير والتخطيط والعمل الجاد للخروج من الأزمة والاستفادة من عامل الوقت بعدم الاستعجال لأن أكثر الأزمات تحتاج إلى وقت كاف للتعامل معها بنجاح. ثالثا: عدم اليأس والاستسلام وتيقن قول النبي صلى الله عليه وسلم «واعلم أن ما أخطأك لم يكن ليصيبك، وما أصابك لم يكن ليخطئك،» ثم الاجتهاد في إعادة الحياة إلى توازنها والتكيف مع الوضع الجديد وعدم التوقف عن البحث لإيجاد الحلول للخروج من الكرب والعودة إلى الحياة الطبيعية. رابعا: ألا يتردد الإنسان في الاستعانة بمن يثق بهم من أفراد أسرته وعائلته وزملائه وأصدقائه. وإن يطلب منهم النصيحة ويشعرهم بما يعانيه وما ألم به من حيرة. لأن ذلك السلوك يخفف وطأة الألم، ويشعر الإنسان بعدم الوحدة مما يزيد الثقة بالنفس ويبعث الراحة والطمأنينة التي من شأنها أن تبدد شتات النفس وحدة الأحزان. من الجدير ذكره أن نعلم أن الأزمات جزء من حياة الإنسان، ويلزمنا الصبر وبذل الأسباب المادية والمعنوية للخروج من الأزمات والرضى بالمكتوب واحتساب الأجر.