يوصف مصطلح «تقلب المزاج» ب «التغيرات المتسارعة في المشاعر»، فهو يتغير من السعادة إلى الحزن إلى الغضب، وغير ذلك من المشاعر. والكثير منا يعاني من تقلب المزاج، بعض الناس يقولون، إن تقلب المزاج عند النساء أكثر من الرجال، وهذا الأمر ليس علميا ً على الإطلاق، فتقلب المزاج موجود لدى الفئات العمرية بأنواعها. هناك حد طبيعي ومقبول لتقلب المزاج، هو أمر نوعا ما يحدث عند كل إنسان في خضم حياته اليومية. هناك بعض المؤثرات الخارجية التي تولد حالة من تقلب المزاج السريع، هناك بعض الأخبار المفرحة أو المحزنة، التي تؤدي إلى تقلب المزاج. إذاً فالمفهوم العام لتقلب المزاج ليس بالحالة المرضية، إلا إذا خرقت هذه الحالة الحياة اليومية الاعتيادية للإنسان، وأدت إلى تراجعه في أداء أعماله، أو تراجعه في قدرته على التواصل مع الآخرين، أو تراجعه في القدرة على التفكير الإيجابي. وهنا يتبادر إلى الذهن، من هم الأشخاص المعرضون لتقلب المزاج ؟ الأشخاص الحموليون أوالشخصية الإسفنجية «Squishy character» «وهو الشخص الذي يتحمل ما لم يستطع غيره أن يتحمله، مما يجعله يكتم بنفسه ويمارس ما يسمى بالكبت، ويرسله إلى دائرة اللاشعور، وتمتلئ تلك الدائرة وتخرج عن السيطرة، وينفعل ويغضب في وقت يخسره كثيرا مع أشخاص لا يقدرون هذا، وعند إعادة الاتزان يحدث التقلب المزاجي». ويحدث تقلب المزاج عند الأشخاص غير المستبصرين – الاستبصار هو المعرفة في التعامل والكيفية مع شخص ما – فالاستبصار أبعد من المعرفة والإدراك. ومن أمثلة هذا النوع، حالات كثيرة من العلاقات الزوجية، بعد مرور سنوات طويلة من الزواج، يرغب أحد الطرفين بالانفصال وعدم الاستمرار، فالأزمة هي أن المرأة لم تكن قادرة على وصف الحالة ببساطة، فهي طوال الوقت تقدم تنازلات، وهو يرى أنها تتعلم وتكتسب خبرة التعامل معه، إلى أن تصل لمرحلة التفكير بعمق وهو الاستبصار. الحقيقة أن الزوج فاهم أنها تتدرب على أسلوبه، والزوجة فاهمة أنه سوف يقدر تنازلاتها أو العكس. ونقيس على ذلك الأشخاص المصدومين.. وهي الشخصية التي تنصدم بشخص ما، أو مجموعة ما يأتي لها تقلب مزاجي، بردة فعل غير شعوري. ويتعرض كذلك لتغيير المزاج الأشخاص ذوو التفكير المفرط «Over thinking» ،وهو الشخص كثير التفكير في الأحداث والمواقف البسيطة، وكثرة التفكير تؤدي إلى اجترار الماضي والقلق بشأن المستقبل. فمتقلب المزاج يعاني من عدة أمور هي: مشاعر نتيجة للأفكار المغلوطة أو المشوهة، و تحدث الأفكار السلبية من خلال خروج العقل الباطن، واسترجاعه لبعض أمور حدثت بالماضي، على سبيل المثال، وسببت لشخص ضغطا وتأثر في وقتها، بينما في لحظته الآنية لم تحدث، أو أن يخرج عقلك البطن للمستقبل بما هو آت، ويجعلك تتوقع حدوث مشكلة ما، في الواقع لم تحدث مشكلة ولكن الفكرة السلبية جعلت منك أسيرا لبعض المشاعر المرتبطة بأفكار وأحداث لم تحدث. و لوم أو جلد الذات، الذي يؤنب ذاته على حاجات عملها أو لم يعملها. والمبالغة في التوقعات في الأشخاص أو الانتقاد. وعليه يتوجب تدريب الأشخاص لضبط المزاج، من خلال رصد المواقف التي تغير المزاج، محاولة استخدام تمارين التنفس البطيء والتأمل، أو تغيير المكان، أو قلة التواصل مع الأشخاص الذين يتسببون في تقلب المزاج، التركيز في القوة اللحظية والإنجاز، العمل على التنظيم اليومي كوقت النوم ووقت الطعام، النشاطات الرياضية والترفيهية، التي تؤدي إلى نوع من التفريغ النفسي، ويجب أن تعطى أولوية في جدول اليوم بحياة الإنسان. هذه الأمور تساعدنا على التحكم بالمزاج، وننصح الأشخاص الذين يستمر معهم تقلب المزاج وقتا طويلا، من حالة طبيعية إلى اضطراب، بمراجعة الطبيب المختص للمساعدة.. حمى الله الجميع.