«يوصي الأطباء بالمشي نصف ساعة يوميا لمدة خمسة أيام في الأسبوع، لما له من فوائد جمة على صحة القلب وتصلب الشرايين، وتعزيز قوة الدورة الدموية للجسم، وتحسين ضغط الدم، وتقوية العظام والعضلات والمفاصل، وتحسين عملية التنفس، والحصول على كمية كافية من الأكسجين للجسم، وتعزيز الجهاز المناعي، وتحسين المزاج، ولإكساب الجسم قوة التحمل، والمساعدة في إنقاص الوزن، والوقاية من الإصابة ببعض الأمراض الخطيرة مثل السكري من النوع الثاني، وبعض أمراض السرطان، وهشاشة العظام، والتهاب المفاصل، خاصة المشي في الطبيعة». هذه المقدمة اقتبستها من كتاب «رحالة الجنون للمسافات الطويلة» من إعداد عبدالرحمن علي الباني، الذي جاء توثيقا لمناشط وفعاليات قام بها مع مجموعة من زملائه، أعضاء فريق «رحالة الجنوب للمسافات الطويلة»، الذين طافوا معظم أرجاء المملكة سيرا على الأقدام في عدة مشاركات منذ تأسيس الفريق في مستهل 1441ه، من خلال رؤية: النشاط والرياضة وجودة الحياة، ورسالة: نشر ثقافة المشي في المجتمع عامة، وقيم تستمد من الشريعة الإسلامية مع المحافظة على التراث والآثار والطبيعة، بهدف توعية المجتمع بأهمية الرياضة، خاصة المشي والهايكنج، مع المحافظة على البيئة عند ممارسة الرياضة الخلوية من خلال مجموعة من محبي رياضة المشي ممن فوق الستين عاما داخل المدن، وفي الأماكن المعدة للمشي في الأحياء والمتنزهات، ومضامير المشي التي جهزتها البلديات لمحبي هذه الرياضة، وكذلك لنشر حب المشي بالطبيعة (الحركلة - الهايكنج)، للاستمتاع بالطبيعة، والتفكر في خلق الله سبحانه وتعالى، حيث التنوع في التضاريس بين جبال وسهول وأودية ورمال وصخور وغطاء نباتي. يكسر المشي في الطبيعة الروتين اليومي داخل المدن، ويرفع اللياقة البدنية للفرد، ويجنبه مراجعة العيادات والمستشفيات التي تكلف الجهد والمال والوقت والعناء، وتكبد مشاق السفر وتكاليف العلاج الباهظ، بينما المشي مجانا وبلا مقابل، فإذا كنت متضايقا: امشي أو مبسوط: امشي.. صحتك جيدة: امشي.. صحتك متدهورة: امشي.. ناقصك إبداع: امشي.. لست قادرا على اتخاذ قرار: امشي، حيث إن هناك علاقة عجيبة بين القدم والعقل، فكلما تسارعت خطواتك كلما تسارع عمل دماغك، وكلما هدأت خطواتك كلما هدأ إيقاع تفكيرك، وفسحت مساحة جيدة للإبداع. هذا بتصرف أهم رؤي وأهداف مناشط «رحالة الجنوب»، والكتاب في مجمله يعد توثيقا بالكلمة والشرح والصورة لما قام به هذا الفريق المكون من أربعة عشر شخصا خلال الفترة الماضية، وهو فريق من عدة فرق بدأت تتوالد وتتكاثر، لما فيها من رسائل رياضية مهمة، ولكسر روتين الحياة والبيئة التي أصبحت تميل للكسل والخمول والاتكالية، مما ترهلت معه الأجساد والعقول. هذا فيما يخص رياضة المشي لفريق «رحالة الجنوب»، أما معد الكتاب، عبدالرحمن الباني، فله مشاركات خارجية في مجال رياضة «الهايكنج»، أشير باختصار إلى بعض منها: 1- صعد إلى جبل «توبكال»، وهو أعلى قمة في العالم العربي، ويقع في جنوب مدينة مراكش بالمملكة المغربية في جبال أطلس، ويرتفع 4167 مترا عن سطح البحر. 2- وصل إلى المخيم الرئيس لقمة جبل «إفرست» ب«الهملايا» في النيبال على ارتفاع 5364 مترا عن سطح البحر. 3- صعد إلى قمة جبل «البروس» في روسيا، أعلى قمة في أوروبا وروسيا، على ارتفاع 5642 مترا عن سطح البحر. 4- صعد إلى رابع أعلى القمم السبع في العالم وأصعبها، قمة جبل «كليمنجارو» في تنزانيا، على ارتفاع 6895 مترا عن سطح البحر. في الختام.. أشكر «الباني» على إهدائي هذا الكتاب التوثيقي، والذي أهدي محتواه ورسالته بدوري إلى مقام وزارة الرياضة وأميرها الشاب، عبدالعزيز بن تركي الفيصل، وإلى وزارة الصحة، ممثلة في وزير الصحة، فهد بن عبدالرحمن الجلاجل، والذي يعد مؤشرا مبشرا لخلق بيئة مجتمعية رياضية خلاقة، تسهم بصورة مباشرة في خدمة الرياضة والصحة، استهلت بجهود فرق تطوعية، وهذا ما كنا نتعشمه من زمن بعيد، مما يتطلب دعم هذه الفرق، وإيجاد كيانات رسمية تحتويها وتدعمها، لما فيه الصالح العام.