إن مفهوم رياضة الهايكنج Hiking لصيق بعملية التنزه بالأقدام كما يطلق عليها البعض عملية "الحركلة" للتفريق بينها وبين رياضة المشي المعروفة، حيث يختلف الهايكنج عن رياضة المشي في أنه غالباً ما يتم بين مناظر الطبيعة وطرقها كالمشي فوق الجبال وتسلقها أو المشي داخل الغابات والسهول والهضاب والمتنزهات والصحاري وغيرها، وهي نشاط تقوم به مجموعة في الهواء الطلق في أوساط معالم الطبيعة وتصنف بأنها رياضة بيئية بسيطة لا تستدعي تجهيزات كبيرة. إن لرياضة الهايكنج فوائد شتى على الجسم والنفس فهي تجلب الشعور بالرضا والسعادة كما تساعد على تقوية الملكات الذهنية لممارسيها وتعزز الترابط الجماعي والعلاقات الاجتماعية مع الآخرين من خلال المشاركة الجماعية في هذه الرياضة وتحمي من الأمراض وتطلق عملية الإبداع لدى الشخص المزاول لها وغيره. وفي المملكة فقد صدرت اللائحة التنظيمية لرياضة الهايكنج ورياضة التسلق الخارجي والداخلي في 19 يوليو 2020م وأفاضت في الأحكام والقواعد التي تنظم هذه الرياضة، حيث يضطلع الاتحاد السعودي للتسلق والهايكنج كجهة تنظيمية داعمة لهذه الرياضة في كافة شؤونها. وفي ظل توجه الكثيرين لا سيما الشباب إلى ممارسة هذه الرياضة التي تبعث التأمل والراحة في أنفسهم وتقوي أجسامهم وغيرها من الفوائد الأخرى، إلا أن هنالك مقترحات في سبيل تفعيلها مثل إنشاء مراكز متخصصة لها وتعريف الأماكن المناسبة لممارسة هذه الرياضة ووضع إشارات تنبيهية في منطقة الهايكنج عن المسافات التي تم قطعها والمتبقية ووضع غرف صغيرة لراحة الممارسين وتوضيح الوقت المناسب لمزاولة هذه الرياضة بالإضافة عن الإرشادات التي توضح كيفية العودة للتائهين من ممارسي هذه الرياضة وغيرها. ومع وجود وجهات سياحية عالمية مفضلة لرواد الهايكنج كجبال إيفرست وكلمينجارو والإندير وبعض المسارات الشهيرة في أمريكا وأوروبا وغيرها، إلا أن المملكة تضم مناطق كثيرة وممتازة لممارسة هذه الرياضة منها على سبيل المثال لا الحصر سودة عسير باعتبارها قمة عالية يحبذها الكثيرون ويمارسون رياضة هايكنج عسير، وهناك فوهة الوعبة بالصحراء وأقرب مدينة لها الطائف وجبل دكا بمنطقة الشفا بالطائف وحافة العالم بالعيينة بالرياض، بجانب بعض واجهات التسلق كواجهة الشرف والظلال في تنومة بعسير وواجهة العلا بمنطقة المدينةالمنورة وغيرها، وكل تلك مقومات تضع المملكة في مصاف الدول الرائدة في هذه الرياضة. ختاماً فإن رياضة الهايكنج تشكل نمطاً تختلط فيه الرياضة بالسياحة والتأمل ومعايشة الطبيعة وينبغي على ممارسيها استصحاب كافة الظروف التي يمكن أن يواجهوها والتعامل مع كل العوامل الخارجية كالأحوال الجوية وإمكانية تعرضهم لمفترسات أو حشرات كذلك الإصابات أو الكسور التي يمكن أن تلحق بهم أو شح الزاد أو المياه وغيرها، وذلك حتى يتم ممارسة هذه الرياضة بأمان ويسر. باحثة وكاتبة سعودية