مناسبة عزيزة نعيش ذكراها هذه الأيام، تمتلئ دواخلنا بمشاعر الفخر والاعتزاز في صورة جسدت أسمى معاني التفاف الرعية حول الراعي، وهي مرور سبعة أعوام على بيعة خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز – حفظه الله – وتوليه مقاليد الحكم ملكا للمملكة العربية السعودية. تلك السنوات السبع، وإن كانت قصيرة بحساب الشهور والأيام، إلا أنها طويلة بقياس الإنجازات التي تحققت، والمكاسب التي جنتها البلاد في رحلة تحولها نحو مجتمع حيوي واقتصاد مزدهر ووطن طموح. ومما يثير الفخر ويدعو إلى الإعجاب أن تلك الإنجازات لم تكن مقصورة على جانب دون غيره، بل شملت جميع مناحي الحياة ووجوهها، فإن كان الاقتصاد هو أساس الحياة، فإن النجاحات التي حققتها المملكة في هذا المجال أكبر من أن تحصر في مثل هذه المساحة، حيث نعيش اليوم تحولا تاريخيا، في ظل رؤية المملكة وقيادتنا الحكيمة، وبخطى ثابتة لبناء اقتصاد قائم على الذكاء الاصطناعي، والاهتمام العالي بالتحول الرقمي في هذا المجال. إلا أن ما قطعته المملكة في جوانب أخرى كان – من وجهة نظري - لا يقل شأنا، ذلك أنه يمس جوانب حيوية وبالغة الأهمية، تؤسس بصورة مباشرة لضمان استدامة المكاسب واستمراريتها، انطلاقا من محاربة الفساد الذي كان له الأثر سابقا في تعطيل أي جهود تنموية أو محاولات لتحسين حياة الناس. كما اكتسبت المملكة مكانة كبيرة على الصعيد العالمي بقضائها على آفة الإرهاب التي عانتها معظم الدول، بعد أن ابتكرت وصفة خاصة، تقوم على المزج ما بين العمل الأمني والجهد الفكري. ومن أكبر المكاسب التي تحققت كذلك، خلال الفترة الماضية، إعادة هيكلة العديد من الأجهزة والمؤسسات الحكومية، ودمج بعضها، وإلغاء البعض الآخر، لتفعيل رتم الأداء الحكومي، والقضاء على الروتين والبيروقراطية، وترشيد النفقات، وتقليل البطالة في أوساط الشباب، حيث تشير الإحصاءات إلى أن العام الماضي شهد ارتفاعا في نسبة السعوديين العاملين في القطاع الخاص ب2.9%، ليصلوا إلى 1.75 مليون شخص، أي بإضافة 49 ألف وظيفة جديدة خلال عام واحد، على الرغم مما يشهده العالم من ركود اقتصادي بسبب جائحة «كورونا» التي أضرت بالتوظيف. ولا ننسى بطبيعة الحال ما تحقق من تقدم كبير على صعيد التوجه نحو توطين المعرفة والتقنية عبر استقطاب صناعات متميزة مثل التصنيع العسكري، بما يحقق الإضافة النوعية، ويسهم في رفع كفاءة الشباب، وتوفير فرص وظيفية متميزة لهم، وبالتالي زيادة مستوى الدخل القومي. كذلك كانت مساعي استكمال الموسوعة التشريعية، وهو ما يرفع من درجة التصنيف المالي للسعودية، ويستقطب العديد من رؤوس الأموال الأجنبية التي تحرص بشدة على العمل في أجواء تحكمها نصوص قانونية واضحة، تضمن حقوق جميع الأطراف. كل ما تحقق خلال السنوات السبع الماضية من الضروري أن يبعث فينا مشاعر الامتنان والاعتزاز بقيادتنا وولاة أمرنا، ويرسخ فينا روح الانتماء لهذا البلد المعطاء، ويعزز الطاقة الإيجابية التي تدفعنا إلى ميادين العمل والعطاء، حتى نحقق الأحلام وننجز التطلعات، كل في وفق عمله أو مجال اختصاصه. إذا تناغمت كل فئات المجتمع في منظومة متكاملة، تحرص جميع عناصرها على استمرار العطاء، الذي هو أبرز المداخل لترجمة الانتماء والولاء إلى أفعال ملموسة، فإننا حتما سنكون أكثر قدرة على بلوغ الأهداف المنشودة، وستأتي الذكرى القادمة - بإذن الله - ومملكتنا تخطو بثبات نحو مراقي التنمية وقمم المجد والفلاح.