إن الإدارة الناجحة تكون بالعمل الجاد على تحقيق الأهداف لمشروع ما أو لشركة ما وتذليل العقبات. ومما لا شك فيه أن مهارة حل المشكلات والتعامل مع التحديات هي من أُسس ومقومات الإدارة الناجحة. وحل هذه المشكلات تكون عادة من خلال البحث عن السبب لهذه المشكلة، فبمجرد رفع السبب والقضاء عليه يرتفع المُسبب وتنتهي المشكلة. كما يعتقد الكثير من الناس أنَّ الأسباب والنتائج أمور بديهية لا مجال للخلط بينها، ولكن الأمور لا تبدو كذلك، فعلى سبيل المثال: انتشر اعتقاد في إحدى القرى النائية مفاده أنَّ قمل الشعر ضروري للمحافظة على صحة الأطفال، إذ أنَّ الطفل يُصاب بالحمى الشديدة بمجرد اختفاء القمل من رأسه، مما دفع سكان تلك القرية إلى معالجة الحمى بوضع القمل بشكل متعمد في رؤوس أطفالهم، والمفاجأة أنَّ هذه الطريقة كانت تؤتي ثمارها بشكل ممتاز، فبمجرد استقرار القمل في رأس الطفل ثانية، فإنَّ حرارته تنخفض، ووضعه الصحي يتحسن. ومن هذا المثال نلاحظ وجود خلط في تحديد السبب والنتيجة، بحيث كان تشخيص أصحاب القرية خاطئا، بمعنى أن الطفل لن يصاب بالحمى (النتيجة) ما دام القمل على رؤوس الأطفال (السبب)، فبمجرد استقرار القمل على رؤوس الأطفال، تنخفض درجة حرارة الطفل. ولكنه في الحقيقة ليس كذلك إذ أنَّ العلاقة هي علاقة عكسية بحيث أن القمل لا يستطيع أن يعيش في بيئة مرتفعة الحرارة، فيغادر مباشرة من رؤوس الأطفال. إذ أنَّ المسبب الحقيقي هي الحمى وليس القمل كما يعتقد أصحاب القرية، فيكون هذا الربط ربط خطأ والذي يسمى بمغالطة السببية المضلِّلة بحيث يكون هناك خلط بين السبب والنتيجة. فكونك قائدا أو مديرا وتواجه تحديا ما، فعليك بتحديد المشكلة أولا ومن ثم معرفة الأسباب لهذه المشكلة، وأن تتأكد من تحديد العلاقة بشكل صحيح ودقيق من خلال تحديد السبب والنتجة لتجنب الوقوع في هذه الخطأ التحليلي، مما يؤدي إلى الفشل في حل المشكلات بصورة جذرية. وجدير بالذكر أنه توجد أدوات تحليلية كثيرة تستخدم لربط النتيجة بالسبب، مثل مخطط هيكل السمكة أو ما يسمى مخطط ايشيكاوا، وعادة ما تستخدم هذه الأدوات لتحسين وتطوير جودة العمليات الإدارية والفنية.